الأمن يشدد الرقابة على نشاط الصيدليات لتزايد ترويج الأقراص المهلوسة بوصفات وهمية أدى ارتفاع حصيلة عمليات حجز الأقراص والحبوب المهلوسة بمختلف ولايات شرق البلاد، بالمصالح الأمنية إلى تعزيز الرقابة على نشاط بعض الصيدليات، التي تتاجر بالممنوعات عن طريق وصفات طبية وهمية، وبكميات رهيبة يتم إدخالها عن طريق التهريب من تونس، وتروج بالجملة من قبل عصابات التهريب وشبكات خاصة عموما بإقليم ولايتي عنابة و الطارف. وذكر مصدر أمني مطلع، بأن مصالح الأمن بالتنسيق مع مصالح مديريتي الصحة والتجارة بغالبية الولايات الشرقية قد باشرت تحريات وتحقيقات مكثفة لضرب شبكات تهريب الحبوب الممنوعة والقيام بعمليات مداهمة فجائية للصيدليات التي تمارس نشاطات مشبوهة، مبررا هذا التحرك بالارتفاع الرهيب لنشاط ترويج الأقراص المهلوسة، إذ أرتفعت حصيلة المحجوزات من الأقراص المهلوسة والممنوعات من الحبوب المخدرة، إلى مستويات قياسية خلال عام 2013، ونجحت وحدات الشرطة والدرك الوطني لولاية عنابة خلال أل 6 أشهر الأخيرة في حجز 22000 قرص مهلوس، أغلبها من حبوب الريفوتريل، مما يرفع من حصيلة المحجوزات في الأسابيع الأخيرة بمختلف ولايات شرق البلاد وعلى رأسها ولايات عنابةوسكيكدةوسطيف إلى نسبة تعتبر سابقة خطيرة من نوعها. وكانت الفرقة المتنقلة التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة قد أوقفت نهاية العام الفارط، أحد أكبر البارونات المتخصص في المتاجرة بالأقراص المهلوسة، بناء على معلومات تحصلت عليها الجهات الأمنية من مصالح أمن ولاية سطيف، بعد تفكيكها شبكة جهوية للمتاجرة بالأقراص المهلوسة، حيث أتبثت التحريات مع الأشخاص ،الذين تم توقيفهم بأن عنصرا من الشبكة يقيم بالمدينة القديمة بعنابة، وبعد تفتيش المنزل سمحت لوحدات الأمن باكتشاف نحو 1200 قرص مهلوسا من مختلف الأنواع، ويعتبر المتهم البالغ من العمر 50 سنة من أبرز عناصر شبكة جهوية متخصصة في المتاجرة بالمؤثرات العقلية، وهي شبكة يمتد نشاطها بين ولايات سطيف، باتنة، سكيكدة، قالمة، عنابة و الطارف، وتمكنت عناصر الدرك الوطني من وضع حد لنشاط شبكة خطيرة متخصصة في ترويج الأقراص المهلوسة والمؤثرات العقلية، تتشكل من أربعة أفراد، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 19 سنة، وبحوزتها 783 قرصا مهلوسا، وقد إستغلت مصالح الدرك معطيات أولية وردت إليها بخصوص وجود مجموعة من الأشخاص محل شبهة تتخذ من مسكن هش بحجر الديس كمقر لتنفيذ عمليات المتاجرة بالمهلوسات، ليتم نصب كمين محكم، نجحت على إثره الجهات الأمنية في توقيف العناصر الأربعة للشبكة داخل مسكن عرضة للإنهيار، وقد عثر بحوزتهم على كمية معتبرة من الأقراص المهلوسة من نوع " ريفوتريل"، " باركديل " إضافة إلى مبلغ مالي يقارب 3 ملايين سنتيم يمثل عائدات عمليات البيع، ليتم إقتيادهم إلى مقر أمن الولاية، كما حجزت عناصر الوحدة الجهوية للأمن ومكافحة الاتجار بالمخدرات الخاصة بالحجار ما لا يقل عن 38 ألف قرص مهلوس على فترات متتالية عبر ولايات تبسة، عنابة، قالمةوسكيكدة. وفي سياق متصل أكد المشاركون في أشغال اللقاء الإعلامي حول الإطار القانوني لتوزيع واستعمال الأدوية ذات المؤثرات العقلية المنظم مؤخرا بعنابة على ضرورة تكييف القوانين التي تضبط توزيع واستعمال هذا الصنف من الأدوية مع واقع سوق الأدوية. و شدد المتدخلون خلال هذا اللقاء المنظم من قبل المجلس الجهوي لأخلاقيات الصيدلة بعنابة بحضور أزيد من 200 صيدلي ينشطون عبر ولايات عنابة و الطارف و سكيكدة و سوق أهراس و قالمة على أهمية التنسيق أكثر ما بين مختلف الفاعلين من صيادلة وجهازي الأمن و العدالة لمكافحة ظاهرة الإدمان عليها. و تم التركيز بالمناسبة أيضا على ضرورة مراجعة قائمة الأدوية ذات المؤثرات العقلية وضبطها وفق ما يتداول حاليا في سوق الأدوية. و ذكر رئيس المجلس الوطني لأخلاقيات الصيدلة السيد لطفي بن بأحمد بأن أكثر من 12 نوعا من الأدوية مصنفة حسب القائمة الحالية و التي يعود تاريخ إصدارها إلى سنة 1996 ضمن قائمة المؤثرات العقلية ،مشيرا في هذا السياق إلى أن انشغالات الصيادلة المرتبطة بتحديد الأطر القانونية لضبط تداول الأدوية المهلوسة تدرج ضمن المساعي الرامية إلى مكافحة ظاهرة الإدمان عليها. و أضاف ذات المتحدث بأن الفراغ القانوني المسجل في هذا الإطار دفع بالعديد من الصيادلة إلى الامتناع عن توزيع هذا الصنف من الأدوية الشيء يخل حسبه- بمنظومة توزيع الأدوية ذات المؤثرات العقلية وتوفرها بصفة منتظمة للمريض.