تجتمع الأمانة الوطنية لجبهة القوى الاشتراكية، اليوم، في إطار اجتماعاتها الأسبوعية العادية، حسب الأمناء الوطنيين الذين سألتهم ”الخبر” حول جدول اللقاء. لكن من ضمن النقاط غير العادية المسجلة في هذا الاجتماع، تحديد موعد الدورة الطارئة للمجلس الوطني الذي من المقرر أن يحدد فيه الأفافاس موقفه النهائي من الانتخابات الرئاسية القادمة. هذه الدورة لن تتأخر إلى ما بعد شهر فيفري الجاري، كون مشاركة الأفافاس بشخصية من قيادته في هذا الموعد الانتخابي غير مطروحة في أي حالة، والمقاطعة خيار مهّد له الحزب منذ فترة طويلة في ظل غياب مؤشرات فتح اللعبة الانتخابية، ما جعل الأفافاس إذن يؤجل موقفه ويكذب في كل مرة الأخبار التي تتحدث عن التحاقه بمعسكر المقاطعين، إيمانا منه بتغير قواعد اللعبة في الاتجاه الذي يمنح الفرصة لبروز سيناريو ”رئاسيات الانتقال الديمقراطي”. وقد نظم الحزب ندوة خاصة بهذا الموضوع طرح خلالها رؤية الحزب وخارطة طريقه للمرشح الذي يقود هذه المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية. ودعا الأفافاس في إطار ندوته إلى ”تغيير مع النظام وليس ضد النظام”، معتبرا هذا الأخير محكوما عليه بالتوجه نحو رئاسيات انتقالية أو الهروب إلى الأمام وفتح أبواب المجهول بعد أفريل 2014. وإذا التحق الأفافاس بجبهة المقاطعة فسيكون أنصار العهدة الرابعة قد نجحوا في غلق اللعبة الانتخابية على أنفسهم قبل غلقها على باقي المترشحين للرئاسيات، كون الأفافاس شكل لحد الساعة الصوت المعارض الذي تنفست منه السلطة منذ مشاركته في الانتخابات التشريعية لسنة 2012، في وقت كانت كل المؤشرات تؤكد عزوف الشعب الجزائري عن صناديق الاقتراع. وسيكون الرئيس بوتفليقة في حال ترشحه للعهدة الرابعة سجينا للمجموعة التي تسانده حاليا بكل تناقضاتها وصراعاتها المصلحية، وحبيس مرضه وهجرته مكتب المرادية وحبيس الضغوط الدولية التي نجحت الجزائر في كل مرة في تجاوزها دبلوماسيا دون التراجع عن مواقفها المبدئية... وباختصار لن يستطيع الرئيس إن ترشح للعهدة الرابعة بالمشهد السياسي الحالي، وفي غياب سند جهاز المخابرات الذي ظل يتكئ عليه طيلة 15 سنة من الحكم، أن يقرر شيئا في المرحلة القادمة خارج إطار مصالح الجماعة التي رشحته وفرضت بقاءه في الحكم لعهدة جديدة. هذه المعطيات تكون وراء احتفاظ الأفافاس بالأمل ومن ثمة تأجيل إعلان موقفه الرسمي من الرئاسيات، في انتظار بروز صوت ثالث بين العهدة الرابعة التي يقود جوقها قائد الأركان أحمد ڤايد صالح، والرافضين لها بقيادة الجنرال توفيق، حسب الرواية العلنية. والصوت الثالث في نظر الأفافاس لن يمثله أحسن من مولود حمروش، الذي شكلت تجربته الإصلاحية، بداية التسعينات، القاعدة الأساسية لمقترحات الانتقال الديمقراطي التي خرجت بها ندوة الأفافاس الأخيرة حول الموضوع. أما إذا لم يترشح مولود حمروش، فأغلب التوقعات تشير إلى التحاق الأفافاس بالمقاطعة، إلا إذا ظهرت سيناريوهات أخرى لم تكن في الحسبان.