حفر الخنادق قلّص عمليات التهريب بنسبة 90 بالمائة وقفت «النصر» رفقة مجموعة من الصحافيين خلال دورية على الحدود الغربية رفقة الدرك الوطني، لأول مرة على عملية حفر الخنادق أو كما يسميها الدركيون الستائر وهذا بمركز بن سبع الحدودي، حيث يبلغ عمق هذه الخنادق 6 أمتار وعرضها 4 أمتار، وتهدف هذه العملية إلى عرقلة شبكات التهريب تدريجيا في إطار سياسة مكافحة التهريب بمختلف أنواعه. على بعد كيلومترات عن دائرة مغنية الحدودية، وانطلاقا من مقر المجموعة الأولى لحراس الحدود التابعة للدرك الوطني، انطلقت مجموعة من الصحفيين بمرافقة عناصر حراس الحدود نحو مركز بن سبع الحدودي الذي يضم 25 مركزا للحراسة، أغلبها مراكز متقدمة، على طول مسافة 45 كم التي هي إقليم تخصص المجموعة الأولى، التي أوضح قائدها أن عملية حفر الخنادق جاءت في إطار السياسة العامة للدولة الرامية لمكافحة التهريب بكل أنواعه خاصة المخدرات. وأضاف أنه بعد 6 أشهر من بدء عملية الحفر سجلت مجموعته تقلصا في نسبة التهريب قدر بأكثر من 90 بالمائة، وهذا راجع حسب المتحدث كون المركبات والحمير لا تتمكن من عبور الستائر، وإن حاول المهربون استعمال وسائل أخرى لتمرير السموم أو تهريب الوقود فسيخسرون ماديا وهذا لا يناسبهم و قال» نسعى بكل الطرق للتقليص من التهريب قدر المستطاع». وأعاد قائد المجموعة الأولى التركيز على أن حفر الخنادق ليس إعادة ترسيم للحدود بين الجزائر والمغرب، والدليل أنها بعيد بعدة أمتار عن الحدود المتعارف عليها، و أضاف أن عملية الحفر ستتواصل في الأراضي المسطحة وليس في الجبال أو التضاريس الوعرة التي ستخضع لنظام مراقبة خاص. وفي رده على سؤال حول إمكانية تسلل المهربين المغاربة للأراضي الجزائرية عبر هذه الخنادق، قال قائد المجموعة الأولى لحراس الحدود أن هؤلاء الحراس «رجال واقفون ولا ينامون» وأن مصالح الدرك مزودة بكل الوسائل التكنولوجية لرصد تحركات أي شخص أو مركبة أو دابة تحاول التسلل عبر هذه الخنادق و قال»لدى عناصرنا مناظير مزودة بأشعة فوق الحمراء التي ترصد كل شيء على بعد كيلومترات، بالإضافة للدوريات الراجلة التي يقوم بها عناصر المجموعة ليلا ونهارا على طول الخنادق. يشار إلى أنه منذ الشروع في حفر هذه الخنادق، تمت دراسة وضعية أراضي الفلاحين التي أقيمت بها عملية الحفر وهذا لتعويضهم، في حين أن أغلب الأراضي هي ملك للدولة، وكان قائد القيادة الجهوية للدرك الوطني العميد الطاهر عثماني في مناسبة سابقة، قد أوضح هذا الأمر، نافيا أن يكون هناك اعتراض أو نزاع مع الفلاحين الذين يملكون أراضي حدودية اضطرت الدولة لحفر خنادق فوق جزء صغير منها. كما سبق و أن نفى ذات المتحدث أن يكون المهربون يغمرون الخنادق بالتبن لتمرير السموم. وبعد حوالي ساعة من المعاينة والوقوف على مدى أهمية هذه الستائر الأمنية، وإطلاع ميداني على التحكم الفعال في تأمين المناطق الحدودية الغربية، عاد الصحفيون لمقر المجموعة الأولى لحرس الحدود، هذا المركز الذي كان إبان الإستعمار مقرا لتنفيذ العمليات العسكرية ضد الثوار الجزائريين لمنعهم من إدخال السلاح والذخيرة لإخوانهم، ومباشرة بعد الإستقلال تمكن العميد راجع الجيلالي الذي كان ضابطا في صفوف جيش التحرير الوطني من دخول المركز والتحكم في قيادته رفقة مجموعة من المجاهدين، خاصة وأن الرئيس الراحل أحمد بن بلة كان قد استقبل فيه قادة ثوريين من مختلف دول العالم تلقوا به تدريبات عسكرية على يد قادة جزائريين، ومن بين هؤلاء القادة نيلسون مانديلا وشي غيفارا وغيرهم. و يخضع هذا المركز اليوم لعملية توسيع وتهيئة ليقوم بدوره كنواة أساسية في حماية الحدود الغربية.