مسيرة سلمية دون تجاوزات في عاصمة الأوراس باتنة شهدت عاصمة الأوراس باتنة أول أمس الخميس مسيرة شارك فيها ما يزيد عن أربعة آلاف متظاهر حسب تقديرات مصالح الأمن فيما قدرها منظمو المسيرة بأزيد من ثمانية آلاف وهي المسيرة التي دعت إليها عدة حركات لرد الاعتبار بعد ما وصفته بالإهانة الصادرة في حق الشاوية من طرف عبد المالك سلال. ورغم أن السبب الرئيسي للخروج في المسيرة هو التنديد بما جاء على لسان سلال إلا أن المطالب والشعارات خلال المسيرة تعددت وتباينت بين المعارضة للعهدة الرابعة والمطالبة بالتغيير وبتدخل الرئيس السابق اليمين زروال الذي هتف باسمه كثيرا المتظاهرون على طول المسار الذي سلكوه انطلاقا من تمثال الحاج لخضر إلى غاية منزل الرئيس السابق اليمين زروال عبر شارع الاستقلال المعروف بطريق بسكرة الذي يمثل الشارع الرئيسي لمدينة باتنة، حيث سار المتظاهرون على مسافة حوالي 04 كيلومتر وسط تعزيزات أمنية لعناصر الشرطة التي رافقت المسيرة وقامت بتشكيل حاجز بشري عندما وصل المتظاهرون لمسكن اليمين زروال، وكانت المسيرة التي دعت إليها عدة حركات على غرار حركة العروش التي يمثلها فاتح عاشورة وتنسيقية الأعراش، وحركة أحرار الشاوية التي يمثلها البرلماني السابق صوالح جمال، وممثلين لأبناء الشهداء، وحركة "بزايد" التي تضم فنانين ومثقفين إضافة لتنظيمات طلابية قد تباينت مطالبها بين التي حصرتها عند التنديد بما قاله سلال وبين المعارضة للعهدة الرابعة وعكست اللافتات التي رفعها المتظاهرون والهتافات التي رددوها مطالبهم، حيث رددوا هتافات منددة بالإساءة لسكان الأوراس وبتكريس الجهوية وعبروا عن اعتزازهم بانتمائهم الأمازيغي بترديد "إيشاوين"، "إيمازيغن"، "أسا أذتشا شاوي ديما يلا"، كما هتفوا ضد العهدة الرابعة ورفعوا لافتات منددة بترشح الرئيس الحالي لعهدة إضافية ورددوا مطولا "الجيش الشعب معاك يازروال"، وعرفت المسيرة التي شارك فيها متظاهرون قدموا من منطقة القبائل وعدة ولايات حتى من الغرب الجزائري تضامنا مع سكان غرداية من خلال لافتات رفعت، وتساءلت حركة بزايد التي كانت أول من خرج بباتنة للتظاهر قبل أيام عمَا يحدث بغرداية. المسيرة التي شهدتها عاصمة الأوراس كان الداعي لها هو التنديد بما جاء على لسان سلال إلا أنها وحسب متتبعين وملاحظين كانت أيضا في نفس الوقت فرصة مواتية لبعض الأحزاب والمنظمات لإعادة التموقع بعد أن عادت بعض الوجوه للبروز في الساحة من خلال المسيرة الأمر الذي آثار ريبة مواطنين وحركات جمعوية من عدة مناطق منها أريس وتكوت والذين قاموا بتنظيم وقفات احتجاجية ببلدياتهم بدل التنقل لعاصمة الولاية للمشاركة في المسيرة وهذا خشية الاستغلال السياسي من بعض الأطراف مؤكدين في نفس الوقت بأن ذلك لا يعني عدم رغبتهم في التعبير عن استيائهم لما ورد على لسان عبد المالك سلال وإنما رفضهم استغلال القضية لأهداف أخرى، وكان من جهته رئيس المجلس الشعبي لبلدية باتنة عبد الكريم ماروك قد بادر إلى عقد لقاء مع أعضاء المجلس كانوا قد خرجوا من خلاله ببيان يرفض إعطاء القضية بعدا سياسيا وتوظيفها بصورة تؤثر على منطقة الأوراس مستهجنا في نفس الوقت الدعابة لوقعها السلبي على المواطنين، ودعا المجلس البلدي من خلال البيان المواطنين ونشطاء المجتمع المدني إلى التحلي بالرزانة والهدوء وعدم الانقياد وراء الأصوات الداعية إلى ما لايحمد عقباه، ودعا المجلس البلدي سكان مدينة باتنة إلى الترفع والإرتفاع إلى مستوى شهامة وأنفة الشاوية مطالبا عبد المالك سلال بعدم تكرار الهفوات في حق المنطقة وأبنائها بعد الاعتذار الرسمي. للإشارة فإن المسيرة لم تعرف أية احداث او تجاوزات ولم تشهد أي توقيف.