شهدت ولاية باتنة بدءا من الساعة العاشرة صباح أول أمس، مسيرة حاشدة بمشاركة وفود من عديد الولايات على غرار تبسة، سوق اهراس، بسكرة، أم البواقي، خنشلة، تيزي وزو، البويرة، بجاية وسيدي بلعباس، في إطار الاحتجاجات السلمية والهادئة التي قابل بها سكان منطقة الأوراس من الشاوية "المزحة" التي أثارت الغضب من طرف مدير حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة السيد عبد المالك سلال، وقد مرت المسيرة في ظروف تنظيمية محكمة ووسط تعزيزات أمنية ميزها الانتشار الكبير لمصالح الشرطة على طول المسلك الذي اعتمده المشاركون في المسيرة بدءا بالتجمع أمام تمثال الحاج لخضر قرب مدخل الجامعة إلى تمثال مصطفى بن بولعيد بالممرات الرئيسية بوسط المدينة وصولا إلى منزل الرئيس اليامين زروال في حي بوزوران، حيث اختار المشاركون في المسيرة مسلك الشارع الرئيسي المعروف بطريق بسكرة كطريق للسير لأزيد من 5 كلم، رافعين شعارات ولافتات تندد بما قاله عبد المالك سلال في حق الشاوية كما رفع بعضهم لا فتات تعبر عن رفض العهدة الرابعة، وحسب ممثل عن "حركة عروش الأوراس" التي دعت إلى المسيرة ورتبت لها مع ممثلين عن الولايات الأخرى فإن عدد الذين شاركوا فيها تجاوز ال6 آلاف. وقد وفرت مصالح الأمن جميع التسهيلات للتعبير الحر عن الرأي من خلال المسيرة ولم تسجل أية احتكاكات بين الشرطة والمواطنين الذين تجمعوا لمدة ساعتين من الزمن أمام مسكن الرئيس السابق اليامين زروال قبل الانصراف رجوعا عبر ذات الطريق في حدود الساعة الثانية زوالا، وكشف منظمو المسيرة من الحركات التي دعت إليها منذ بداية الأسبوع الماضي على غرار "حركة بزايد" و«حركة عروش الأوراس" أن هذه الحركة الاحتجاجية كانت ناجحة بكل المقاييس وبعيدة عن كل أشكال العنف والفوضى و الاعتداء على الممتلكات العمومية والخاصة، حيث عبر المواطنون شيوخا وشبابا، ومثقفين وفنانين وبطالين عن رأيهم في الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد ورفضهم القاطع لكل ما يمس بوحدة المجتمع الجزائري من فتنة، وتصريحات "عنصرية"، حيث أكد أحد المنظمين أن ولايات من الغرب والجنوب شاركت في المسيرة إلى جانب الولايات المعنية بها، مما أعطى هذه المسيرة طابعا وطنيا موسعا، بمشاركة ولاية سيدي بلعباس وولاية غرداية، كما أن الحواجز الأمنية وبعد المسافة من ولاية باتنة صعب من تنقل مواطنين آخرين من مختلف جهات الوطن، حيث عبروا عن دعمهم المعنوي للمسيرة من خلال المكالمات والرسائل، يذكر أن الفعاليات المختلفة المشاركة في المظاهرات تلت بيانات ضمنتها موقفها مما يحدث في البلاد، لاسيما ما تعلق بالاستحقاقات الرئاسية المقبلة.