المرشحون الستة يهجرون العاصمة والموعد آخر يوم من الحملة هجر المرشحون الستة للانتخابات الرئاسية المقبلة الجزائر العاصمة بشكل جماعي منذ اليوم الأول للحملة الانتخابية في اتجاه الولايات الأخرى كما جرت العادة في كل الاستحقاقات خاصة منها الانتخابات الرئاسية، ولن يعود هؤلاء إليها إلا في الأيام الأخيرة ، وفي اليوم الثالث لا تزال درجة حرارة الحملة الانتخابية بالجزائر العاصمة منخفضة جدا و محتشمة ولا شيء يوحي لحد الآن بأن المدينة في حملة انتخابية عدا صور بعض المرشحين هنا وهناك في اللوحات المخصصة لذلك. لم تنطلق الحملة الانتخابية للرئاسيات بعد بالعاصمة بالشكل المطلوب ولم توضع حتى صور المرشحين فوق اللوحات الإشهارية التي خصصتها السلطات المحلية لذلك، وفي الأماكن العامة الأكثر اكتظاظا مثل شارع ديدوش مراد والبريد المركزي والجزائر الوسطى وساحة الشهداء بصورة عامة لم تلاحظ سوى صور المرشحين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس وظلت لوحات بقية المرشحين فارغة. ولحد اليوم لم ينظم أي حزب سياسي أو مديرية ولائية على المستوى المحلي أي نشاط أو تجمع في إطار الحملة الانتخابية عدا ربما اللقاءات الجوارية التي لا يتعدى صداها المكان الذي تقام فيه، ولا تزال المواكب التي تحمل صور المرشحين والتي تجوب الشوارع الكبرى للعاصمة عادة في مثل هذه المناسبات، والتي تثير الكثير من الضجيج لم تنطلق بعد، ويبدو العاصميون غير مبالين بالحملة الانتخابية التي انطلقت رسميا قبل ثلاثة أيام. وحدهم المقاطعون للانتخابات الرئاسية ذأبوا منذ أسابيع على تنظيم وقفات احتجاجية في عدد من الأماكن خاصة أمام الجامعة المركزية بشارع ديدوش مراد وهو اكبر شارع يتوسط العاصمة، ودعاه المقاطعة عكس المرشحين يفضلون العاصمة للتحرك بحكم أنها واجهة البلاد خاصة في هذه المناسبات حيث تحضر بعض وسائل الإعلام الدولية لتغطية الانتخابات، ولم تكن مثل هذه الحملات المضادة تحدث في الاستحقاقات الماضية، التي لم تكن تشهد حركات احتجاجية عبر الشوارع تدعو إلى المقاطعة. فأول أمس فقط نظمت حركة بركات تجمعا لبعض المنخرطين فيها أمام مبنى مؤسسة التلفزيون العمومية في إطار سلسلة نشاطاتها الداعية إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وهي تعتزم تنظيم وقفة احتجاجية أخرى غدا الخميس لذات الغرض. وإذا كان عادة من الصعب إقناع العاصميين بالانتخابات بشكل عام فإن نشاط أنصار المرشحين يبدو لحد الآن منعدما تقريبا، مع العلم أن لكل مرشح مديرية للحملة الانتخابية في كل ولاية بما فيها العاصمة، والجميع يشدد على ضرورة أن يعطي صورة مشرفة له في واجهة البلد، لكن في الميدان تبدو العاصمة وكأنها غير معنية بما يجري في بقية أرجاء البلاد. ويفضل المرشحون للانتخابات الرئاسية تنظيم آخر المهرجانات الشعبية لهم بالعاصمة في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية وفي أحسن الأحوال في اليوم ما قبل الأخير بالنسبة للبعض منهم، وفي الغالب يقل نشاط المرشحين بالجزائر العاصمة في الأيام الأخرى كون نجاح أي تجمع أو أي نشاط مرهون بحضور المرشح نفسه للإشراف عليه، ولا يترك في العادة سوى العمل الجواري وبعض التجمعات البلدية للآخرين.