بن فليس: لم اتخذ قرار منع التظاهر بالعاصمة بمفردي رد مساء أمس علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق و المترشح الحر للانتخابات الرئاسية في تجمع شعبي بولاية برج بوعريريج ، على الانتقادات الموجهة اليه بخصوص منع المظاهرات و المسيرات بالعاصمة خلال فترة ترؤسه للحكومة، و قال أن القرار اتخذ في ظروف صعبة كانت تمر بها الجزائر اختصرها في ثلاث كلمات " إرهاب و كيد و تجاوزات"، مضيفا أنه تحمل مسؤولياته في تلك الفترة بمنع التظاهر بالعاصمة في إطار قانون الطوارئ تجنبا للتجاوزات بعد تجربة سيئة لمظاهرات حدثت فيها الكثير من الخروقات من تحطيم و تخريب للممتلكات العمومية قبل قرار المنع ، و تساءل عن استمرار الحكومة في هذا القرار رغم استقالته منذ سنة 2003، و قال " لو كنت أنا من اتخذ قرار منع التظاهر لوحدي لذهب بذهابي ". و أضاف بن فليس أنه سمع انتقادات من شخصين في إطار الحملة الانتخابية رفض ذكرهما بالاسم ، حاولا من خلالها كما قال تسويق مغالطات للشعب بشأن ضلوعه في القرار لوحده و قمعه للحريات و منع المظاهرات في العاصمة، و عاد إلى الظروف التي صاحبت اتخاذ القرار خلال تلك الفترة، و قال أنه تلقى نصائح بمنع التظاهر في العاصمة قبل ذلك التاريخ لكنه رفض و سمح بالتظاهر السلمي، موضحا كانت هناك "جماعة أرادت القيام بمظاهرة خلال تلك الفترة بالعاصمة تشاورنا و نصحوني بعدم السماح لهما بالتظاهر غير أنني رفضت" لكن ما حدث من تجاوزات و تخريب دفع الحكومة الى اتخاذ قرار المنع، و تساءل في هذا الصدد "لنفترض أنني أخطات لماذا لم تقوموا بتعديل القانون منذ سنة 2003؟ " و نفى أن يكون قد اتخذ القرار لوحده و "خير دليل على أنني لست صاحب المنع لأنه تواصل بعدي " . و تحدث بن فليس وسط حضور جماهيري بالقاعة المتعددة الرياضات بالبرج عن نضاله للدفاع عن الحقوق و الحريات، و عاد الى فترة تقلده لحقيبة وزارة العدل خلال فترة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، و قال "تكلمت مع الرئيس حينها بصراحة عن حالات التعذيب و الحجز و سجن الأشخاص و اقترحنا عليه ايقاف الأحادية و فتح التعددية و افترقنا"، و لأن الشاذلي كان "رجلا مجاهدا و ابن الثورة سمع لكلامنا و طلب من رئيس الحكومة حينها قاصدي مرباح منحي وزارة العدل في سياق اشراك الجميع في الوصول إلى الحل". من جانب آخر تحدث بن فليس عما كان يقوم به خلال السنوات العشر الماضية أي الفترة التي اعقبت ترشحه للانتخابات الرئاسية سنة 2004، في رد ضمني عن الانتقادات التي وجهت اليه بخصوص انسحابه الكلي عن الحياة السياسية و الصمت الذي لازمه خلال هذه الفترة، وقال أنه كان يعمل على التغيير السلمي و محاولة الوصول إلى برنامج يشرك جميع الجزائريين. و من المسيلة رافع بن فليس من أجل جزائر حرة ديمقراطية تقوم على أساس السيادة الشعبية وبطرق سلمية بعيدا عن العنف والسب والشتائم وبصندوق شفاف. بن فليس وفي تجمع شعبي بالقاعة المتعددة الرياضات بمدينة المسيلة كرر أكثر من مرة بطريقة حماسية أتبعتها هتافات مؤيديه "جزائر حرة ديمقراطية " وهي الديمقراطية التي يريد الشعب الجزائري أن يبلغها منذ الاستقلال داعيا الجميع الى إعادة قراءة بيان أول نوفمبر بتمعن والذي يتضمن حسبه تأسيس دولة ديمقراطية اجتماعية في اطار المبادئ الاسلامية مؤكدا أن الاجتهادات التي دأب عليها المتعاقبون على تسيير شؤون البلاد منذ 1962 كانت خاطئة. ودافع بن فليس عن القيم الوطنية التي ترفع راية الجزائر مشددا على أن الشعب الجزائري حر وهو سيد في بلاده بفضل تضحيات المجاهدين والشهداء ومن بينهم ابن المسيلة محمد بوضياف الذي أثنى عليه في عديد المرات رفقة بن مهيدي وبن باديس الذين أسسوا لجزائر الحب والتسامح والقيم الأخلاق عكس من هم يحكمون اليوم البلاد ويطلقون الشتائم لأبناء هذا الوطن من دون حياء. وجدد المترشح لرئاسة الجمهورية طلب الدعم من الشعب الجزائري الذي تعهد بتكريس جهوده لتحقيق تطلعاته وخدمته وليس لخدمة عائلته ومعارفه وأبناء عشيرته ،دون اقصاء ولا تمييز ليهديه الى الطريق السليم وهذا ترسيخا لقيم المواطنة الديمقراطية الحقيقية. للإشارة حدثت مناوشات بسيطة بين أنصار علي بن فليس و عناصر من مداومة المترشح بوتفليقة بالمقر الولائي للأرندي قرب القاعة التي جرى بها التجمع، حينما طلب مؤيدو بن فليس بتخفيف حدة صوت خطابات بوتفليقة ، ليجري التجمع في هدوء و هو ما رفضه "الأرنديون"، و جرى اشتباك بالأيدي بين عناصر من الفريقين. سرعان ما تم إحتواؤه.