النفايات تغزو قسنطينة والبلدية تبحث عن مكان لتجميع الردوم تشهد العديد من أحياء قسنطينة انتشارا كثيفا للنفايات طال حتى الجسور التي تُعدّ من أهم المعالم السياحية للمدينة، و هو ما جعل البلدية تفكر في إنشاء مركز لتجميع الردوم، و ذلك قبل سنة فقط من حلول تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. و الملاحظ أن ظاهرة انتشار النفايات المنزلية داخل الأحياء، لا تزال مستمرة بالرغم من الحملات التحسيسية و ضبط البلدية لمواعيد رميها، بحيث لم تسلم حتى الشوارع الرئيسية بوسط المدينة من هذا المشهد، ما أدى إلي تشوه المنظر العام و انتشار الروائح الكريهة بنقاط تعرف حركية مستمرة للمارة و تعدّ القبلة الأولى للسياح، يضاف إلى ذلك أطنان من ردوم الأكواخ القصديرية التي تم هدمها، دون أن يتم رفعها منذ عدة أشهر و ذلك بأحياء عديدة بمنطقتي وادي الحد و الكيلومتر الرابع، أما الجسور فقط تحولت هي الأخرى إلى فضاء لرمي الردوم بعدما كان أصحابها يفضلون حواف الطرقات، بحيث لاحظنا انتشارا كبيرا لهذا النفايات بالجسر الصغير الواقع أسفل جسر مسيد و الذي يعد معلما سياحيا هاما. رئيس جمعية حماية الطبيعة و البيئة "أبنو" قال بأن ظاهرة انتشار النفايات المنزلية و الهامدة زادت في الآونة الأخيرة بقسنطينة، و هو ما يتوجب القضاء عليها خصوصا و أن الولاية على بعد سنة فقط من موعد تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، التي ستعرف قدوم مائات السياح الأجانب، مرجعا ذلك إلى نقص الصرامة في تطبيق القوانين الرادعة، حيث دعا إلى ضرورة إيجاد حل استعجالي و إعادة النظر في المخطط التوجيهي لتسيير النفايات، خصوصا و أن الولاية تشكو من نقص المراكز المخصصة لتجميع الردوم و النفايات الصلبة، ما يدفع المواطنين لرميها عشوائيا بحجة بُعد مركز بوغرب بابن باديس، سيما بعد غلق مفرغة عين اسمارة، كما دعا محدثنا إلى ضرورة إقحام المندوبيات البلدية في حملات التنظيف و التشجير التي تبادر بها الجمعية و الهيئات الأخرى.أما نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالنظافة و التطهير، فقد اعترف بالظاهرة و أكد أن مصالحه قررت و تحضيرا لموعد تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، البحث عن أرضية مناسبة لإنشاء مركز قريب لتجميع النفايات الهامدة و منها الردوم، و ذلك بالتنسيق مع مديرية البيئة، خصوصا و أن مركزي الجباس و علي منجلي بعيدان، مشيرا إلى أن عمال النظافة يؤدون عملهم على أكمل وجه، غير أن عدم احترام المواطنين لأوقات رمي النفايات و كذا استغلال بعضهم ضعف رقابة شرطة العمران لرمي الردوم بطريقة عشوائية، تسبب في تشويه العديد من الأحياء حتى بوسط المدينة، و هو ما دفع بمصالحه و بالتنسيق مع جمعية حماية البيئة و الطبيعة إلى " تنظيم حملات تحسيسية بأهمية الحرص على نظافة المحيط.