شرعت عدة بلديات بولاية الجزائر في تغريم المواطنين الذين لا يحترمون أماكن ومواقيت رمي نفاياتهم، واستعمال أساليب عقابية ضد كل من يتهاون في تطبيق إجراءات الحفاظ على البيئة ونظافة المحيط، وذلك في إطار إعطاء الوجه اللائق للعاصمة التي فقدت ”بياضها” بسبب التصرفات غير اللائقة لسكانها الذين حولوا الكثير من الأحياء إلى شبه مفرغات عمومية. وفي هذا الصدد تسعى بلديات العاصمة، لإعادة الاعتبار لمختلف الأحياء، من خلال حملات تنظيف، تطهير وتحسيس المواطنين بضرورة احترام مواقيت رمي النفايات، حيث اتخذت كل الإجراءات لإنجاح خطتها في تحقيق ذلك ميدانيا، على غرار ما تقوم به بلدية الأبيار التي تقوم بحملة واسعة لتنظيف الأحياء خاصة التي تضم كثافة سكانية كبيرة، على غرار فري فالون، ديار النعامة، الشمس الضاحكة، افري كانا وجون جوراس، التي انتهت بها حملة النظافة مؤخرا، بينما تتواصل- حسب المفتشة الرئيسية في النظافة، النقاوة العمومية والبيئة بمكتب الوقاية وحفظ الصحة لبلدية الأبيار السيدة راضية حمينة- بكل من أحياء باراناس، الإقامة، بوعتورة، فلورانس، الفتح، الإخوة حسين، حي الموظفين، عين الزبوجة، الإخوة جرود، الينابيع والإخوة بوشوشي.
حملة نظافة واسعة تسبق التغريم بالأبيار وحسبما ذكرت لنا المتحدثة فإن العملية تتم بمشاركة مؤسسة النظافة وجمع النفايات المنزلية ”ناتكوم”، ومؤسسة التطهير وصيانة الطرقات ”أسروت” وكذا مؤسسة ”الجزائر البيضاء” من أجل التنظيف وتحسيس المواطنين حول مواقيت إخراج النفايات وفرزها، مؤكدة أن البلدية ستطبق القانون بصرامة ضد كل من يخالف الإجراءات المعمول بها في هذا المجال، حيث سيتم تغريمهم بمبلغ يتراوح بين 500 دج و5 آلاف دينار في حالة الرمي العشوائي للنفايات المنزلية، بينما سيتراوح المبلغ من 10 آلاف إلى50 ألف دينار إذا تعلق الأمر بالنفايات الصلبة، الضخمة والهامدة. من جهته، أوضح رئيس بلدية المرادية السيد مراد سامر ل”المساء” أن المجلس المنتخب قرر عدم التسامح مع المتهاونين في الحفاظ على نظافة الأحياء والمحيط بصفة عامة، حيث شرع منذ أسبوع في فرض غرامات على المواطنين الذين لا يحترمون مواقيت رمي القمامة المحددة من الثامنة مساء إلى الرابعة صباحا، وذلك بمبلغ يتراوح بين500 دج و50 ألف دينار، مشيرا إلى أن المشكل ليس في النفايات المنزلية وإنما في الردوم والنفايات الضخمة التي يتخلص منها السكان لتوضع في مدخل العمارة أو فوق الرصيف، حيث سيطبق القانون بصرامة ضد هؤلاء ليكونوا عبرة لغيرهم. ولم تكتف بلدية المرادية بتطبيق القانون الخاص بالنفايات المنزلية، الضخمة والهامدة بل هددت أيضا بتغريم كل من لا يبلّغ عن الحفر العشوائية لصرف المياه المستعملة وذلك عن طريق إعلانات وضعت في مختلف الأحياء، حيث بدأ البعض يستجيب لذلك من خلال التبليغ عن هذه الحالات، حسبما أكده ”مير” المرادية.
إعذارات للمتهاونين بالجزائر الوسطى أما بلدية الجزائر الوسطى، التي قامت منذ السنة الفارطة بحملة تطهير واسعة للأحياء، فأوضح مسؤولها الأول السيد عبد الحكيم بطاش ل”المساء” أن المجلس صادق مؤخراً على مداولة تقضي بمعاقبة كل من يرمي النفايات الصلبة والردوم، حيث تم إرسال إعذارات للمعنيين ”لأن المشكل ليس في النفايات المنزلية بل في الردوم والنفايات الضخمة”. وفي هذا الصدد أشار المتحدث إلى أن البلدية سنّت قانونا يقضي بتكفلها برمي الردوم للمواطن الذي يطلب خدماتها مقابل مبلغ رمزي، غير أنها لا تتسامح مع من يقوم بتجميع الخردة أمام العمارات وفوق الأرصفة، حيث سيدفع 50 دينارا للكيس الواحد الذي سترفعه مصالح البلدية لإرجاعه إلى منزل المعني للكف عن هذه التصرفات غير الحضارية. وفي سياق متصل ذكر نائب رئيس بلدية باب الزوار مكلف بالصحة والبيئة السيد أكلي طواهري ل ”المساء” أن مصالحه قامت بحملة واسعة لتنظيف الأحياء وتحسيس المواطنين باحترام مواقيت الرمي المحددة من السادسة صباحا إلى السادسة صباحا، فضلا عن وضع لوحات تحمل شعارات للحفاظ على البيئة وفرز النفايات، كما أعلنت عن مسابقة لأحسن واجهة عمارة تنطلق في فيفري المقبل لتحفيز المواطنين، وليتم بعدها الانتقال إلى معاقبة المخالفين خاصة الذين يأتون من خارج البلدية لرمي النفايات عشوائيا، حيث تقوم مصالح البلدية بالتعاون مع الشرطة لمراقبة الوضع وحجز مركبات المعنيين. أما بلدية عين طاية فتسعى هي الأخرى لتحقيق مدينة نظيفة مثلما أوضحه ل”المساء” نائب رئيس البلدية مكلف بالبيئة السيد أحمد تيتوني، مشيرا إلى أن البلدية تقوم بحملة لتنظيف وتزيين المدينة تنتهي في الخامس فيفري المقبل، وذلك بالاتفاق مع مؤسسة الجزائر البيضاء التي تساهم في تنظيف عدة أحياء منها حي الكهوف، سي الحواس، بن مهيدي، وديار الغرب الجديدة، بينما سيتم الانتقال إلى قرارات ردعية لمحاربة الرمي العشوائي للنفايات.
70ملفا أحيل على العدالة بالدار البيضاء من جهته أكد رئيس بلدية الدار البيضاء السيد إلياس قمقاني ل”المساء”، أن مصالحه حررت منذ السنة الفارطة إلى غاية الآن قرابة ال 70محضر مخالفة ضد أشخاص لم يلتزموا بقواعد النظافة، خاصة الذين يرمون الردوم ومخلفات البناء أو الذين يأتون من بلديات أخرى للتخلص من نفاياتهم، حيث أحيلت كل الملفات على العدالة للفصل فيها. وتأتي الإجراءات العقابية وتغريم الذين لا يلتزمون بقواعد نظافة المحيط لتضع حدا للتدهور الفظيع الذي تعرفه العديد من بلديات العاصمة، خاصة تلك التي سبق لوالي الجزائر، السيد عبد القادر زوخ، أن أبدى امتعاضا شديدا من انتشار النفايات بالشوارع وعلى حواف الطرقات، مشددا على ضرورة إزالة هذه المظاهر السلبية لإعطاء الوجه اللائق لعاصمة البلاد.