22 مقبرة فوضوية بمدينة قسنطينة تنتظر التسوية تنتشر بمدينة قسنطينة 22 مقبرة فوضوية لا تخضع لتسيير البلدية و يعرف أغلبها حالة من التدهور وغياب تام للصيانة والحماية من الانتهاكات اليومية. و قد شرعت مؤخرا مصالح بلدية قسنطينة في العمل على استرجاع هذه المقابر الفوضوية، وضمها للتسيير عن طريق مؤسسة تسيير المقابر، بعد المداولة التي تمت خلال الدورة العادية الفارطة للمجلس الشعبي، حيث تقرر فتح 224 منصب عمل موجه لمؤسسة تسيير المقابر، سيعلن عنها خلال الأسابيع القليلة القادمة، بعد المصادقة عليها من قبل الولاية، ليتم توزيع العمال على عدد من المقابر من بينها بعض المقابر الفوضوية التي يتم استرجاعها. وفي ذات السياق، أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة في تصريح للنصر، أن الإحصاء الذي قامت به مصالحه، كشف عن وجود 22 مقبرة غير منظمة عبر تراب البلدية، تنتظر تسوية الأوعية العقارية الخاصة بها، من أجل ضمها لمؤسسة تسيير المقابر، بعد أن تبين أن أغلب الأراضي التي تشغلها ملك لخواص، تنازلوا عنها بطريقة عرفية غير موثقة، حيث توفي أغلبهم، وانقسمت مساعي التسوية بين الورثة، غير أن المير أوضح بأنه مع إنهاء إتمام عملية تسوية العقارات، يصبح إجراء ضم المقابر في إطار منظم أكثر سهولة. وتنتظر مؤسسة تسيير المقابر ببلدية قسنطينة، مهمة غير سهلة، لإعادة تأطير المقابر الفوضوية، وجعلها تتوافق والمعايير السليمة، من خلال تعيين حراس وعمال الحفر، فضلا عن تشييد هياكل داخل المقابر مثل المكاتب لتسليم التصاريح بالدفن، وحتى بناء أسوار حول هذه المقابر الموجودة على أراض مفتوحة. و نشأت المقابر الفوضوية في ظروف مختلفة، بعضها كان موجها لعائلات معينة قبل أن تتسع إلى الجيران والمعارف، وتمتد مع التوسع العمراني لتشمل قرى كاملة، فيما نشأت أخرى خلال فترة الثورة وبقي نشاطها إلى يومنا هذا، دون أن تخضع للتنظيم. وأكد عدد من السكان المحيطين بعدد من المقابر غير المنظمة على غرار مقبرة «بوخمر» الواقعة بمنطقة قايدي عبد الله المعروفة محليا ب «المنية»و مقبرة «تافرنت» المتواجدة بمنطقة الزيادية، أن هذه المقابر غير قادرة على الصمود في وجه بعض الانحرافات وإن بدأت من الوهلة الأولى جزئية وغير مؤثرة عموما. غير أن اختفاء معالم بعض القبور بفعل هذه الظاهرة، أصبح يحتم تدخل الجهات المسؤولة لوضع حد لتدهورها، في أقرب الآجال، عدا القيام بأشغال لها علاقة بحماية المقابر أمام بعض الانتهاكات التي تحدث من وقت لآخر، على اعتبار أن أغلبها يقع بمناطق معزولة، وبعيدة عن المارة، إلى جانب عدم وجود حراسة تمنع دخول أي غريب بسهولة. واعتبر مدير مؤسسة تسيير المقابر ببلدية قسنطينة، أن المقابر المذكورة تعرف الكثير من الاختلالات، سيما ما تعلق بتنظيمها وحراستها، وحاجتها الماسة للكثير من الأشغال المتعلقة بالصيانة والتنظيف، واعتبر التكفل بالمقابر المذكورة من اختصاص البلدية وقال أن أي إجراء يتجاوزه في الوقت الحالي، كونها لم تضم بعد لمؤسسة تسيير المقابر. من جهة أخرى، لم تسلم المقابر ال 12 التابعة لمؤسسة تسيير المقابر بمدينة قسنطينة من المشاكل، بعد تشبعها ما أدى إلى تقلص الوعاء العقاري المخصص للدفن، بسبب ارتفاع الكثافة السكانية في عدد من المناطق، ولجوء مواطنين إلى تخصيص مقابر كبرى لموتاهم. فالمقبرة المركزية بقسنطينة أوشكت على استهلاك كل الوعاء العقاري المخصص للدفن، خاصة وأنها لا زالت تغطي جهة كبيرة من المدينة، حيث أنها تبقى الوجهة المفضلة لأغلب العائلات لدفن موتاها ،كما تعرف مشاكل تهيئة وإزالة للأعشاب وعيوب في الشبكات أدت إلى تدفق مياه الصرف في محيط المقابر. كما أن مشكل الاكتظاظ بالنسبة لمقبرة زواغي سليمان، أصبح مطروحا أيضا، خاصة وأن المدينة الجديدة علي منجلي لا تتوفر على مقبرة، ما جعل التنقل نحو هذه الأخيرة أمرا محتما بما أنها الأقرب، في حين لم يتجسد بعد مشروع المقبرة ، ليبقى سكان تلك المدينة ذات الكثافة السكانية المرتفعة يتنقلون من مدينة لأخرى من أجل دفن موتاهم.