خيول أصيلة مروضة يتجاوز ثمنها سيارة فارهة و شقة بمدينة كبيرة تزايد الاهتمام بتربية الخيول خصوصا بعد الاستقرار المادي و المعيشي لكثير من العائلات الجزائرية وعودة النشاط والروح للعديد من مراكز الفروسية عبر التراب الوطني،بالرغم من أن سعر الحصان الذي يملك كل المؤهلات منها رشاقة في الحركة و سرعة العدو و الذكاء و المقدرة على التكيف يتراوح بين 500 إلى 700 مليون سنتيم . و هكذا استقطبت التظاهرة الوطنية لسباق الحواجز التي احتضن فعالياتها مركز الفروسية الشيخ بوعمامة بعاصمة ولاية عين الدفلى نهاية الأسبوع جمهورا غفيرا من المواطنين وعشاق هذا النوع من المنافسات من عدة ولايات بمشاركة أزيد من 100 فارس من 14 نادي عريق في هذه الرياضة عبر التراب الوطني، وفق ما أكده للنصر جمال خليلي. رئيس نادي فرسان دوي الذين يمتطون مختلف أنواع الأحصنة و الخيول تحت تسميات متعددة و بإمكان أي مهتم الإطلاع على شهادة ميلاد الحصان سلالته و جنسه و نوعه إلى جانب نتائجه المحققة في مختلف المسابقات و المشاركات في بطاقة تقنية شاملة تعلق أمام مدخل الإسطبل. اهتمام لافت يجسده حرصا كبيرا من قبل الفرسان الذين لا يتوانون في ضمان كافة شروط الراحة للحصان كالاستحمام و النظافة و تصفيف شعره و توفير الاستقرار والهدوء اللازمين ،كما عبر إبراهيم أحد المشاركين من نادي أولاد فايت بالعاصمة. فيما علق مشارك آخر بأن مصاريف العناية بحصانه أكثر من مستلزمات شخص عادي ،مستندا في حديثه بمثل عربي قديم مفاده :"ثلاثة أنواع من الخدمة لا تعيب المرء: خدمته لبيته، وخدمته لفرسه، وخدمته لضيفه". و يعتز "محمد ب "من نفس النادي بهذا النشاط مستدلا ببيت شعري لعنترة بن شداد جاء في مطلعه: "إذا ما الخيل ضيعها أناسٌ ؛ضممناها، فشاركت العيالا نقاسمها المعيشة كل يوم ؛ونلبسها البراقع والجلالا" فبقدر ما استمتع الحاضرون بالعروض الجميلة على مدار يومين ،تعددت الاستفسارات حول أنواع الخيول الموجودة وأسعارها نظرا للإمكانيات المسخرة لها حيث يتم نقلها بواسطة شاحنات ألمانية مجهزة بأحدث الوسائل كالتهوئة وأماكن وضع الماء و العلف تحت إشراف طاقم بيطري ،و لا يمكن للزوار الاقتراب من بعض الأحصنة على مسافة قريبة جدا خوفا عليها. وقد لمسنا ذلك في عين المكان و أسر إلينا بعض المهتمين بتربية أجود أنواع الخيول بأنها تتناول أعلافا منتقاة وتزود بالمياه المعدنية للشرب و يرافقها حراس خاصون باستمرار. يشير الدكتور عيوني من نادي فرسان دوي بعين الدفلى، بأن بعض النوادي التي تملك إمكانيات مالية كبيرة تقتني أنواعا جيدة من الخيول وتسعى لترويضها من طرف أخصائيين ،فالحصان ،كما قال ،مكلف جدا خصوصا الذي يملك كل المؤهلات منها رشاقة الحركة و سرعة العدو و الذكاء و المقدرة على التكيف حيث يتراوح سعره في الأسواق مابين 500 إلى 700 مليون سنتيم و بذلك تجاوز سعره ،كما قال أحد الحاضرين في المسابقة، ثمن شقة في ولاية كبيرة أو سيارة سياحية فارهة ،فيما ينزل السعر بالنسبة للأحصنة غير المروضة إلى غاية 60 إلى 80 مليون سنتيم ،وتسعى العائلات الميسورة الحال إلى اقتناء الأحصنة باعتبار ظهورها عز وبطونها كنز . يُعد الحصان العربي من أعرق سلالات الخيول وأغلاها ثمناً، ويرجع ذلك إلى عناية العرب بسلالات خيولهم الممتازة ومحافظتهم على أنسابها، حيث يمتاز الحصان العربي بصفات الجمال والشجاعة و قدرته على حمل الأوكسجين في كريات دمه أكثر من غيرة من الخيول الأخرى. كما عرف عنه حدة الذكاء ومعرفة صاحبه وحفاظه على سلامته إذ يرجع تاريخ نشأته إلى نحو العام 2500 قبل الميلاد في الجزيرة العربية ، ويعتقد المؤرخون أن موطنه الأصلي بلاد نجد وانتقل منها إلى الشرق الأوسط و أوروبا . من ألوان الحصان العربي الأدهم (الأسود ) ، والأشقر ( الذهبي ) ، و الأشهب ( الأبيض ) وللحصان العربي علامة مميزة هي ( الغرة ) ، ويقصد بها بياض في جبه الحصان. كما أن هناك انتفاخا ً بسيطا ً بين العينين ، وللحصان العربي ، حسب المختصين، 17 ضلعا ً فقط ، وليس 18 ضلعا ً كالسلالات الأخرى ويبلغ ارتفاع الحصان العربي عند الحارك ( ملتقى الكتفين ) نحو 140 سنتيمترا ً ، ويصل وزنه إلى حوالي 450 كيلو غراما ً. و الجدير بالذكر أن " بارب " يعد ثاني أفضل حصان في العالم ، بعد الحصان العربي الأصيل ، وقد استخدم في تحسين سلالات الخيل الأخرى خاصة في أوروبا. ونشأت سلالة الحصان بارب في شمال أفريقيا ، نتيجة لتزاوج سلالات خيل مختلفة ، بالخيل العربية الأصيلة. كما توجد عدة أنواع من السلالات "حصان شاجيا " "حصان ليبزانر"حصان البودني"الحصان بالومينو "الاسباني وكان يطلق عليه الحصان الذهبي ،إلى جانب ذلك حصان هانكيا الذي يستمد اسمه من كلمة إسبانية تعني ( فرس ) .. ويشتهر هذا الحصان حاليا نظرا لتفوقه في استعراضات الفروسية سواء في قفز الحواجز أو جر العربات ذات الراكب الواحد ، كما يتصف بالذكاء والشجاعة والقوة والسرعة والقدرة على التحمل و هناك العديد من الأنواع الأخرى التي دخلت إلى أرض الوطن .