ما يزال البعض يتخوف من عملية التبرع بالدم لما يلحقها من تأويلات، هي في الحقيقة شائعات تلحق الضرر بعملية التبرع في حد ذاتها، لأن مقاطعة المواطن لمراكز حقن الدم وعدم إقدامه تلقائيا للتبرع بدمه جعل هذه العملية مناسباتية تقتصر على المناسبات الأليمة والكوارث، بحيث يصطف المئات من المتبرعين في طوابير لساعات طويلة في انتظار التبرع، في وقت يضطر آخرون للمّ الأقارب وجمع أكياس من الدم لعل زمرتها تكون مطابقة لزمرة المريض... يسعى القائمون على الحركة الجمعوية الناشطة في مجال التحسيس بأهمية التبرع بالدم، إلى الارتقاء بالعملية حتى تخرج من مجالها المناسباتي او العائلي، ومن ذلك إحياء بعض الأيام الوطنية والدولية الخاصة بالعملية وحتى لتكريم كبار المتبرعين بالدم. من هؤلاء السيد جمعون نور الدين رئيس جمعية المتبرعين بالدم لولاية بومرداس، الذي يحقق في 25 أكتوبر الجاري تبرعه المائة وهو في ال 70 من عمره. يقول المتبرع ان مشواره مع التبرع بالدم بدأ عام 1987 وبالصدفة لمح شاحنة التبرع بالدم بساحة البريد المركزي فتقدم للتبرع تلقائيا، ومن وقتها وهو يواظب على التبرع كل شهرين ولم يتوقف رغم تخطيه عتبة 65 سنة، السن القانوني الموصى به للتوقف عن التبرع. يقول انه يستفيد من إجراء تحاليل دورية، بالإضافة الى تمتعه بصحة جيدة حسب تأكيداته. وقد وضع عميد المتبرعين بالدم في الجزائر لنفسه خارطة طريق غذائية وأخرى صحية يتبع نظامها منذ سنوات، بحيث يأكل يوميا 5 خضار وبعض الفواكه الى جانب حرصه على تناول الحبوب، اللحم، الخضروات بما فيها تلك المحتوية على الحديد مثل السبانخ والخس وكذلك الشكولاطة والبيض، كما انه يتناول وجبة العشاء عند الخامسة مساء تتمثل أساسا في سلطة وفاكهة ثم المشي بعدها لحوالي 30 دقيقة، دون إغفال أمر استيقاظه المبكر يوميا عند الفجر وممارسة رياضة الركض ثم المشي لحوالي ساعة وكذلك رياضات أخرى متى أتيحت له الفرصة. ويؤكد المتحدث انه بصحة جيدة تماما ولا يعاني من أي مرض رغم تقدمه في السن. ويعلق على ذلك بقوله "صحتي في نظام صحي سطرته لنفسي". أما عن جمعيته للتبرع بالدم، فيشير محدثنا إلى بعض المشاكل ، خاصة تلك المتعلقة بغياب مركز ثابت للتبرع بالولاية، الشيء الذي يحتم علينا يقول استدعاء عيادات متنقلة من مختلف مستشفيات العاصمة كمستشفى بني مسوس والرويبة للتنقل إلى ولاية بومرداس لجمع بعض التبرعات، وغالبا ما تختار هذه القافلة وبقرب من المراكز والمعاهد الجامعية او دار الثقافة بمدينة بومرداس. وعن مدى تحقيق الجمعية لأهدافها المسطرة، خاصة فيما يتعلق بطرق ووسائل تحسيس المواطنين وإقناعهم بأهمية التبرع بالدم، قال رئيس الجمعية، أن هذه الأخيرة تقوم بنشاطات كثيفة اعتمادا على الأيام الإعلامية والتحسيسية من أجل الوصول إلى المتبرعين أكثر، منها النشاطات التي تقام في اليوم العالمي للتبرع بالدم المصادف ليوم 14 جوان، وكذلك في اليوم الوطني للمتبرعين بالدم يوم 25 أكتوبر، والذي يقام على مستوى دار الثقافة "رشيد ميموني" لبلدية بومرداس، وكذلك بجامعة "أمحمد بوقرة"، إضافة إلى مختلف مساجد الولاية، حيث يتم في هذه الأيام التحسيسية التطرق إلى عملية التبرع بالدم ومختلف خطواتها، فوائدها وطمأنة الأشخاص المقبلين على عملية التبرع بتوفر الشروط الصحية اللازمة وعدم الجدوى من تخوفهم لانتقال عدوى أو مرض، كما يتم في إطار هذه النشاطات أيضا، توزيع جوائز وشهادات شرفية لفائدة المتبرعين الدائمين والأشخاص المكلفين بعملية جمع الدم من طرف المتبرعين والساهرين على إنجاحها. أخيرا، يطالب عميد المتبرعين من الجهات المعنية التفكير في رفع سن المتبرعين الرجال الى 70 سنة مثلما هو معمول به في بعض الدول الأوروبية.