تجمع نور الدين جمعون وهو من المتبرعين القدامى بالدم قصة حميمية طويلة غذها عطاؤه على مر اربعين سنة رغم تجاوزه سنه السبعين. وتعود قصة جمعون مع بداية التبرع بهذه المادة الحيوية حسبما إفادته ل (وأج) إلى 30 سنة خلت بعد تجاوزه سن أل 40 بقليل حيث " سهلت عليه الأقدار صدفة" الولوج إلى هذا العالم المميز لخدمة المجتمع من خلال إعانة المرضي و توفير لهم الدم الذي هم في حاجة إليه. و يتذكر جمعون أول تبرع له بالدم الذي دفع إليه صدفة حسب قوله أمام الساحة العمومية للبريد المركزي بالجزائر العاصمة سنة 1987 عندما كانت الشاحنة الطبية دائمة التوقف بهذا المكان من أجل جمع دم المتطوعين و من تلك الفترة ولج بكل جدية في هذا العالم. و كنت في بداية قصتي الطويلة مع التبرع بدمي يضيف جمعون أتبرع و بصفة منتظمة و تدريجيا أصبحت أتبرع ستة مرات في السنة إلى أن تجاوزت سن 65 حيث قلصت في عدد مرات التبرع إلى ما بين 3 و 4 مرات في السنة بصفة منتظمة يؤكد مصدرنا. و يعتبر جمعون نفسه من بين" عمداء المتبرعين بالدم وطنيا " حسب قوله وكانت لهذه "المواظبة في العطاء و دمجها كجزء أساسي من حياته اليومية السر وراء التمتع بالصحة الجيدة إلى حد اليوم". و تطورت الأمور بعد ذلك يضيف ببروز فكرة إنشاء جمعية المتبرعين بالدم رفقة مجموعة من المتبرعين من بومرداس بعد سنة من بداية التبرع و بالتحديد شهر جويلية من سنة 1988 حيث تزامنت المبادرة مع بداية اشتداد أزمة ندرة الدم في المستشفيات نهاية الثمانينات من جهة و من جهة أخري بغرض المساهمة في توعية و تحسيس المجتمع و تنظيم وجمع المتبرعين و المساهمة في الجمع المباشر للدم. و شرع في العمل التنظيمي مند ذلك الوقت يضيف جمعون حيث تم تنظيم العديد من النشاطات الإعلامية و التحسيسية و توسيع نشاطات الجمعية إلى أن تم التوصل إلى جلب زهاء ألفي متبرع دائم و منخرط بالجمعية ناهيك عن عدد أكبر من المتبرعين عبر الولاية يتبرعون بصفة متقطعة و آخرين بشكل فردي و حسب المناسبات. و وسع جمعون من نشاطاته ليصبح بعد سنوات من ذلك عضوا نشيطا في المكتب التنفيذي للفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم و بعدها عضوا بالمكتب التنفيذي للكونفدرالية المغاربية للمتبرعين بالدم و عضو نشيط في جمعيات مختلفة متخصصة في التبرع بالأعضاء البشرية. و يدعو جمعون إلى تطوير و تحسين الخدمات في هذا القطاع الحساس ككل إلى ضرورة التفاتة جادة من المسؤولين إلى جمعيته و إعانتها بوضع تحت تصرفها مقر لائق و في مستوى النشاطات التي تقوم بها حتى تستطيع تنظيم و تطوير عملها الموجه لمختلف المتبرعين و المستشفيات التي هي في حاجة ماسة لهذه المادة الحيوية. و دعا جمعون كذلك إلى ضرورة توفير سيارة متنقلة لجمع التبرعات بالدم خاصة بالمناطق النائية و الريفية البعيدة و تسجيل مشروع إنجاز مركز متخصص للتبرع بالدم بمقر الولاية و العمل بكل جدية على تحسين مستوي استقبال المترعين بالدم على مستوى المستشفيات و المصحات العمومية و توفير التعويضات الغذائية الجيدة و الضرورية للمتبرعين من أجل استقطاب أكبر عدد منهم.