يوم للتوديع.. والتكريمات في جو طربي عبقته الموسيقى الأندلسية، أسدل الستار مساء أول أمس بالمسرح الجهوي على فعاليات المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة، بعد ستة أيام من العروض الفنية بمشاركة دول مغاربية وعربية وأوروبية. مسك الختام كان من نصيب الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية بقيادة الفنان رشيد قرباص، كما خصص جزء للتكريمات حيث نال مصور التلفزيون المتقاعد جمال حداد من محطة قسنطينة لفتة من المهرجان، وحظيت جريدة النصر بالتكريم أيضا. حينما رمى محافظ المهرجان السيد جمال فوغالي ورودا لهذه المؤسسة الإعلامية الرائدة حينما قال "النصر لبست الحرف العربي وشقت الدرب لتخوض معركة التعريب وإعادة الهوية الوطنية، مضيفا أنها تبنت الأقلام وأبرزت مواهب إبداعية تعشق الحرف العربي وهي لازالت على العهد سائرة تحقق الإنتصارات في سوق إعلامي متنوع. وقبل ذلك تتبع جمهور المسرح الجهوي عرضا غنائيا وموسيقيا للجوق الوطني للموسيقى الأندلسية. قائد الجوق الأستاذ رشيد قرباص خلق الإستثناء عندما أستعرض مسيرة وتاريخ الموسيقى الأندلسية، وكأنه كان يلقي في محاضرة، وهي طريقة تعمد أنتهاجها لإعطاء صورة عن برنامج الجوق والتعريف به. لكن هذه الطريقة وجدت أستهجان البعض واستحسان البعض الآخر. وقد أدرك قرباص هذا الإنطباع داخل القاعة، فكان يطلب من الجمهور كل مرة أن يتحملوه استعدادا للرحلة الفنية رفقة الجوق. وكان العرض الذي قدمه تضمن عدة خلاصات وتوشيات وانصرافات أستهلها بنوبة في طبع سيكا، ومصدر بعنوان "سلطان الغزال" وآخر بعنوان "هذا الغرام الذي كتمته" ثم بطايشي "يا محلى كيسان الراح" ثم مقطوعة "قد همت ما بين الخلايق" و"أبى ترى يا من يعشق" و"يالون العسل" وأخيرا "سلى همومك". وكانت عدة فرق قد تناوبت على ركح المسرح الجهوي طيلة الأيام الستة منها "مدرسة الإنشراح" للشركة الوطنية سونلغاز بقسنطينة التي أبدعت في سهرة اليوم الثاني، بتقديم عرض شيق من نوبة رمل ماية تجاوب معها الجمهور خاصة مع الطاقات التي أبرزتها هذه المدرسة العتيدة التي كونت على مدار السنين مواهب في الموسيقى الأندلسية، ويرافقها منذ سنة 1979 الاستاذ خالد زرابي، حيث نالت الجائزة الأولى في الحوزي بمهرجان تلمسان سنة 2009. وحضرت أيضا فرقة الأندلس من حلب بقيادة عازف الكمان زياد خوام حيث أمتعت محبي النغمة الأندلسية بموشحات شامية (سورية) مثل (فيك كل ما أرى فيك حسن) ويا مال الشام يا مالي، ويا صاح الصبر، وختمت الفرقة عرضها بأغنية (يا طير الطاير) قال رئيس الجوق أنها مهداة للجزائر. كما تألقت المطربة الإسبانية بيكونيا أولافيدي في سهرة اليوم الرابع حيث أستطاعت أن تشد الإهتمام بعرضها الغنائي الأندلسي بمرافقة فرقة "روافد" المغربية التي تؤدي الأندلسي المغربي على آلات تقليدية. ولم تغب أيضا فرقة "مقام" من مدينة قسنطينة عن هذه التظاهرة كعادتها، حيث قدمت باشراف رقريق ونوبة المزموم وزجل بعنوان "الروض عطر". للإشارة هذه المدرسة تضم 6 أقسام تكوينية وقسم مؤهل.