اختتمت، نهاية الأسبوع، في قاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح، فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة في طبعته الرابعة، بحفلة من إحياء المجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية بقيادة الموسيقي الجزائري ومحافظ المهرجان رشيد قرباص· عاش الجمهور الجزائري على مدار 9 أيام كاملة فعاليات المهرجان في دورته الرابعة، التي عرفت مشاركة 11 فرقة من دول أوروبية وآسيوية تشارك للمرة الأولى في الجزائر على غرار فرقة ''كابول'' القادمة من أفغانستان التي أتاحت للجمهور الجزائري فرصة التعرف على الموسيقى الأفغانية، بالإضافة إلى فرقة ''طرب'' الإيرانية التي جمع أعضاؤها خصيصا للمشاركة في المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، وذلك بقيادة الموسيقي الإيراني على آلة السنتور التقليدية ''حسان تبار'' التي تميزت في أدائها وأبهرت الجمهور في السهرة المخصصة لها· شاركت أيضا في الطبعة الرابعة للمهرجان الذي ستختتم أشغاله اليوم 8 فرق جزائرية من مختلف ربوع الوطن، بالإضافة إلى موسيقى المالوف بقسنطينة ومهرجان الموسيقى الغرناطية بتلمسان، هذه الاختيارات التي استطاعت أن تعطي روحا جديدة للموسيقى الأندلسية رغم تنوعها في الجزائر، وتبعث روح المنافسة النزيهة بينها· وكانت سهرة الختام التي نشطتها الفرقة الوطنية للموسيقى الأندلسية بقيادة الموسيقي على آلة الرباب التقليدية الجزائرية ومحافظ المهرجان رشيد قرباص جد مميزة، نظرا لتميز الفرقة بحد ذاتها، بحيث تتكون من مجموعة من الموسيقيين الجزائريين المنتقين من مختلف المدارس المعروفة في التراب الوطني ألا وهي مدرسة الصنعة بالجزائر العاصمة، الغرناطية بغرب البلاد والمالوف المعروفة في مدينة قسنطينة وولايات الشرق الجزائري· برهنت هذه المجموعة في مشاركاتها في المهرجانات الوطنية والمحافل الدولية، كما يؤكد مؤسسها رشيد قرباص، أن الاختلاف في هذه المدارس الثلاث الموجودة في الجزائر ما هو إلا اختلاف شكلي، أما اللب أو مركز الأغنية الأندلسية فهو واحد، ومن هذا المنطلق وبعد بحث طويل في الموسيقى الأندلسية، قرر خوض هذا الغمار وتوحيد المدارس الثلاث في فرقة واحدة بمجموعة من الموسيقيين والأصوات المتميزة قصد جمع كل ميزات الأغنية الأندلسية والحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري من الاندثار·