الجيش ينأى بنفسه عن كافة الحساسيات والحسابات السياسية أكد نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح أمس الثلاثاء بالأكاديمية العسكرية بشرشال، بأن «الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني سيظل يحمي الجزائر وحافظا لطابعها الجمهوري ومتمسكا بالمهام التي خولها له الدستور ومهتديا بالتعليمات والتوجيهات من قبل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني حارصا كل الحرص على النأي بنفسه عن كافة الحساسيات والحسابات السياسية». فيما يبدو أنه رد من المؤسسة العسكرية على دعوات من أحزاب وشخصيات للجيش بلعب دور في الحياة السياسية. وأضاف قايد صالح في لقاء مع الطلبة و إطارات الأكاديمية لدى إشرافه على تخرج ثلاث دفعات من الضباط في مختلف التخصصات، أن « قيادة الجيش الوطني الشعبي تؤمن أشد الإيمان بأن قواتنا المسلحة قد بلغت مستوى من النضج والتمرس المهني يجعل منها مرتكزا متينا لاستكمال مرحلة الاحترافية الكفيلة ببناء جيش عصري وقوي واهبا نفسه للجزائر والجزائر فقط التي تبقى وستظل مركز اهتمامه وصلب تفكيره وجهوده، وفاء منه للأمانة والمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه تجاه الشعب والوطن." داعيا الجميع لعدم إقحام الجيش الوطني الشعبي في المسائل التي لا تعنيه، ليتفرغ لمهامه الدستورية النبيلة». فالإخلاص لهذه المسؤولية على أحسن وجه، يقول الفريق قايد صالح تستوجب بالضرورة وعي الجميع بأن الابتعاد عن إقحامه في مسائل لا تعنيه، هو واجب وطني تستلزمه المصلحة العليا للجزائر وتستوجبه دواعي ضمان مستقبلها وحماية حدودها وحفظ سيادتها الوطنية وتوفير موجبات تثبيت مرتكزات أمنها ودفاعها الوطني، وهي الأهداف السامية التي تعي قيادة الجيش الوطني الشعبي قيمتها الحقيقية وتسعى دون هوادة إلى تحقيقها ميدانيا. وأشرف الفريق أحمد قايد صالح بالأكاديمية العسكرية بشرشال، على مراسم تخرج ثلاث دفعات من الضباط في مختلف التخصصات حملت اسم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد الذي وافاه الأجل سنة 2012. وبعد تفتيش مربعات المتربصين أدى المتخرجون القسم ليشرف بعدها الفريق قايد صالح بمعية إطارات سامية بوزارة الدفاع الوطني على تقليد الرتب وتسليم الشهادات إلى المتفوقين الأوائل. للإشارة، فإن الدفعات المتخرجة التي تضم في صفوفها أفرادا من دول شقيقة وصديقة تتشكل من الدفعة ال 7 من التكوين العسكري القاعدي و الدفعة ال 45 من التكوين الأساسي للضباط العاملين و الدفعة ال 42 من دروس القيادة و الأركان حيث تلقوا فترة تكوين تسمح لهم بمسايرة الظروف الأمنية الراهنة مثلما جاء في كلمة قائد الأكاديمية اللواء علي سيدان. وبعد أن عرج عن تاريخ الأكاديمية النواة الصلبة لجهاز التكوين بالجيش الوطني الشعبي، دعا العميد سيدان المتخرجين إلى التحلي بالجاهزية الدائمة للمحافظة على أمن واستقرار البلاد، مؤكدا على ضرورة التحلي بالولاء التام للوطن والإخلاص للجيش الوطني الشعبي. وتواصلت المراسم التي حضرها أعضاء من السلك الدبلوماسي بتسليم راية المدرسة إلى الدفعة القادمة ليفسح المجال لاستعراض عسكري أبرز القدرات القتالية التي تزخر بها مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي. واختتمت المراسم باستعراض للمظليين وسط ساحة العلم قبل أن يقوم الفريق قايد صالح بمتابعة تمرين لقيادة الأركان بقاعة الإعلام الجغرافي بمديرية التعليم العالي بالأكاديمية. كما شكلت المناسبة أيضا فرصة للفريق قايد صالح لتكريم عائلة الرئيس المجاهد الراحل الشاذلي بن جديد الذي ولد سنة 1929 ببوثلجة بالطارف. تقلد عدة مسؤوليات إبان الثورة ثم واصل على المنوال خلال الاستقلال إلى أن ترأس الجزائر بين 1979 و1992. وكان في استقبال الفريق قايد صالح بمقر الأكاديمية قائد القوات البرية اللواء أحسن طافر و قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف إلى جانب قائد الأكاديمية. وحضر مراسم الاحتفال إلى جانب الفريق قايد صالح كل من وزير المجاهدين الطيب زيتوني والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل وإطارات سامية من الجيش الوطني الشعبي وأعضاء من السلك الدبلوماسي إلى جانب عائلات الطلبة.