أوروبا تثأر من البرازيل بعد 56 سنة وتدخل السحرة التاريخ عبر أضيق الأبواب نجح المنتخب الهولندي في الظفر بالمركز الثالث، بعد إهانته لمنتخب البلد المنظم البرازيل بثلاثية نظيفة (3/0)، في لقاء المواساة الذي أطلقت فيه الطواحين رصاصة الرحمة على "السيليساو"، بعد السباعية الألمانية القاسية في نصف النهائي. نتائج لم يكن أكثر المتشائمين في البرازيل يتوقعها، لأن حلم التتويج بالمونديال للمرة السادسة، من خلال استغلال عامل الأرض والجمهور تحول إلى كابوس، بعدما عجز راقصو "السامبا" عن مسايرة الإيقاعات الأوروبية، فخرجوا من العرس العالمي الذي نظموه عبر أضيق الأبواب وبفضيحة تاريخية، لتكون بذلك القارة العجوز قد أحسنت استغلال الفرصة للانتقام من الغريم اللاتيني الوحيد، الذي انتزع على أراضيها التاج العالمي في دورة السويد، وأخذت بثأر عمره 56 سنة، وهذا بفضل بطلين من أنجب أبطال أوروبا لقنا البرازيليين دروسا ستبقى راسخة في أذهانهم على مر العصور. لئن كان المنتخب البرازيلي قد اكتفى بالصف الرابع محسنا بذلك مركزه مقارنة بما حققه في مونديال جنوب إفريقيا، فإن مشاركته في هذه النسخة كانت هي الأسوأ على الإطلاق، لأن "الكارثة" كانت من جميع الجوانب، و خاتمة المشوار كانت بهزيمتين تاريخيتين، على إعتبار أن كتيبة "السيليساو " لم ينهزم في مقابلتين رسميتين متتاليتين منذ 1940، و الآمال كانت معلقة على اللقاء الترتيبي لتضميد الجراح و حفظ ماء الوجه بالظفر بالبرونز، على إعتبار أن ملايين البرازيليين راهنوا على مواجهة هولندا لرد الإعتبار و محاولة تلميع الصورة بعد "مهزلة" المربع الذهبي أمام ألمانيا، لكن "الصفعة " كانت مزدوجة، على يد بطل آخر من القارة الأوروبية، و ثلاثية "الطواحين" أدخلت الكرة البرازيلية تاريخية المونديال من زاوية مغايرة و من الباب الخلفي، كون راقصي "الصامبا" أصبحوا أضعف دفاع في هذه النسخة، بتلقي الحارس جيوليو سيزار 14 هدفا في 7 مباريات، و هو أول منتخب ينظم المونديال و تتلقى شباكه هذا الكم من الأهداف، مع تحطيم الرقم القياسي الذي كان بحوزة منتخب سويسرا منذ دورة 1954، عندما إستقبلت شباكه 11 هدفا، كما أن المنتخب البرازيلي يعد ثاني منتخب مستضيف للمونديال و يكتفي بالصف الرابع، بعد منتخب كوريا الجنوبية في دورة 2002، و لو أن هذه هي المرة الثانية التي ينهي فيها راقصو "السامبا" المونديال في هذا المركز بعدما كانوا قد خسروا اللقاء الترتيبي في نسخة 1974 بألمانيا على يد السويد. إلى ذلك فإن حلم 200 مليون برازيلي في التتويج باللقب العالمي تحول في ظرف 4 أيام إلى كابوس حقيقي، بعد إنتفاضة أنجب أبناء القارة الأوروبية، حيث تبخر الحلم بنتائج كارثية، جسدت محدودية كتيبة "السيليساو" في هذه النسخة، و فشلها في ترصيع القميص الأصفر بنجمة ذهبية سادسة، الأمر الذي أنسى البرازيليين "نكسة " نهائي مونديال 1950 بماراكانا لما خسروا التاج على أرضيهم أمام الأوروغواي، لأن "مهزلة" بيلو هوريزينتي في نصف النهائي اعقبت بجرح آخر في ملعب ماني غارينشا ببرازيليا على يد هولندا، لتكون "العجوز " قد إنتقمت من "ضرتها" البرازيل و أخذت بثأر عمره 56 سنة، لأن "السامبا" كانت قد دوت بإقاعاتها في القارة الأوروبية في مونديال 1958 بالسويد، لما توجت بالللقب العالمي، و هو الوحيد للكرة اللاتينية في أوروبا، لكن الضربة كانت موجعة و بأعنف الطرق من طرف ألمانيا ثم هولندا.