قوافل الكلأ تحدث أزمة سير على الطرقات الرئيسية بقالمة أحدثت قوافل نقل الكلأ من الحقول الزراعية بقالمة أزمة سير كبيرة على الطرقات الرئيسية وصلت إلى حد الاختناق ببعض المحاور التي تعرف تدفقا غير مسبوق لترسانة من الشاحنات القادمة من عدة ولايات داخلية لنقل أطنان من الكلأ و أحزمة التبن التي تحولت إلى مورد اقتصادي منافس لباقي المحاصيل الزراعية الأخرى. و يعد الطريق الوطني 20 بمثابة طريق الحرير بالنسبة لقوافل الكلأ التي تستعمل هذا المسلك بقوة نظرا لموقعه الاستراتيجي المميز حيث يعبر وسط ولاية قالمة و يربط جميع الطرقات المحلية الكبرى كما انه يمر بسهل الجنوب الكبير أحد أهم السهول المنتجة للقمح بالجزائر. و تعبر مئات الشاحنات الطريق على مدار الساعة تقريبا في الليل و النهار بدون توقف لنقل أكبر كمية ممكنة من المحصول الزراعي الثمين الذي ارتفعت أسعاره هذه السنة بعد دخوله كمادة أولية في الصناعة و تغذية المواشي و تربية الأنعام. و حسب تجار الكلأ فإن ما تنتجه حقول ولاية قالمة يعد من أجود أنواع الكلأ و يعد هذا السبب الرئيسي الذي جعله هدفا للقوافل التي تقطع مسافات طويلة من الولايات الداخلية لشرائه و إعادة بيعه في الأسواق بأسعار مرتفعة. و تعبر قوافل الشاحنات بسرعة مخفضة تحت تأثير الحمولة الكبيرة و تجر وراءها مئات المركبات في طوابير طويلة على الطرقات ذات المسلك الوحيد كما هو حال كل الطرقات الوطنية العابرة لولاية قالمة. و تواجه القوافل متاعب و تحديات كبيرة لعبور الطريق الوطني 20 الرابط بين قالمة و قسنطينة و الوطني102 باتجاه أم البواقي متسببة في تعقيدات مرورية قد تتحول إلى حوادث مأساوية كالصدام العنيف و سقوط الحمولة. و تضم القافلة الواحدة بين 4 و 8 شاحنات تسير وراء بعضها في سلسلة متلاصقة مما يحدث زحمة سير قد تمتد إلى عدة كيلومترات. و تسابق سلطات قالمة الزمن لبناء شبكة من الطرقات المزدوجة التي لحل مشاكل المرور المستعصية و مواجهة التحديات المستقبلية في ظل الحركية التجارية و الاقتصادية المتسارعة التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة خاصة بعد تطور الزراعة المحلية و تنوعها. و تعمل قوافل الكلأ باستمرار بين شهري جوان و سبتمبر و يتوقف نشاطها بانتهاء حملة الحصاد قبل أن تعود في الموسم الموالي لبعث الحيوية و النشاط على محاور العبور و خنق حركة السير في انتظار الطرقات السريعة المزمع بناؤها خلال السنوات القادمة.