مصلون في رحلة بحث عن المقرئين ذوي الأصوات الجميلة في التراويح يلجأ العديد من المصلين في شهر رمضان إلى القيام برحلة بحث عبر المساجد عن المقرئ الذي يملك الصوت الجميل لتأدية صلاة التراويح، بحيث تشهد عدة مساجد خاصة في العشر الأواخر من رمضان إقبالا كبيرا للمصلين وتكتظ عن آخرها في حين مساجد أخرى تبقى شبه خاوية . ويؤكد العديد من المصلين أنهم مع دخول شهر رمضان يبحثون عن المساجد التي فيها مقرؤون لهم أصوات جميلة من أجل الخشوع والاستماع للقرآن في التراويح، حتى ولو كانت هذه المساجد بعيدة عن مقرات سكناهم. وبولاية البليدة استقطبت بعض المساجد المصليين بأعداد كبيرة نظرا لوجود مقرئين يملكون قراءات جميلة وبعضهم يقلد كبار المقرئين ومنهم عبد الباسط، السديس، والعفاسي وغيرهم، في حين مساجد أخرى بقيت شبه فارغة خاصة في الأيام الأخيرة من رمضان، أين يبحث المصلون عن المقرئين الذين يرفعون أيديهم للدعاء تضرعا لله في العشر الأواخر والتي تغيب في مساجد أخرى. ونتيجة لذلك استقطبت عدة مساجد صغيرة في مناطق نائية آلاف المصليين واشتهرت هذه الأحياء بمساجدها مثل ما هو عليه الحال أحد المساجد المتواجدة بمحاذاة الطريق السريع الرابط بين البليدة والعاصمة على مستوى حوش " فيقي" الذي استقطب آلاف المصليين في التراويح رغم صغر مساحته واضطر القائمون على المسجد إلى تخصيص ساحات خارج المسجد للصلاة، وتهيئة حظائر للسيارات،مع توظيف منظمين لذات الغرض، وتوافد المصلون بأعداد كبيرة على هذا المسجد رغم وقوعه في منطقة نائية واستقطبهم المقرئ في صلاة التراويح الذي تشبه تلاوته للقرآن تلاوة المقرئ السعودي عبد الرحمن السديس. كما يتابع مصلون آخرون المقرئ رياض الجزائري الذي يؤدي صلاة التراويح بأحد مساجد بوفاريك،وفي الوقت ذاته هناك أعداد أخرى من المصليين تتابع المقرئ الشيخ البليدي بمسجد الكوثر بوسط مدينة البليدة الذي يملك طابعا خاصا في القراءة التي ترمز إلى التراث الأندلسي ،كما كسب أحد المقرئين الآخرين شعبية كبيرة ببلدية قروا والذي توافد إليه المصلون من عدة بلديات، وبالمقابل مساجد أخرى بمدينة البليدة والبلديات الكبرى لا تشهد إقبالا كبيرا لغياب مقرئين متميزين وقراءتهم للقرآن في التراويح عادية .