أطفال منهكون، أولياء حائرون و أساتذة تائهون بين التحضيري و المدرسة القرآنية تختلف وجهات النظر في إستراتيجية تعليمية تربط الطفل بالتعليم في سن جد مبكرة، و تنتهي في الكثير من الأحيان بإرهاق من يحتاج لوقت كي يبلغ السن الحقيقية للتمدرس بحسب ما يراه أخصائيون نفسانيون يعتبرون الأمر مجرّد إنهاك لأطفال يتأثرون نفسيا و يكرهون الدراسة و هم لم يلتحقوا بعد بالمدرسة الأساسية، في وقت تتضارب آراء المعلمين بين مؤيد و معارض لما بات يعرف بالتعليم المبكر. فقبل سنوات، لم تكن المنظومة التربوية الجزائرية قائمة على ما يعرف بالتعليم التحضيري للطفل قبل سن السادسة، و لم تكن حتى المدارس القرآنية منتشرة بهذا الكم الهائل و لا بهذا البرنامج الذي يرى الكثيرون بأنه يفوق القدرة الاستيعابية للطفل و يضعه في موقف الحائر أمام مقرّر يلتزم المعلم بإنهائه كل موسم دراسي. فالأسر الجزائرية و بعد أن كانت تكتفي بالمدرسة الأساسية بالنسبة للغالبية منها، في حين ترغم الأمهات العاملات بوضع أبنائهن بروضات الأطفال من أجل الرعاية و التعليم على حد سواء، تغيّرت ذهنيتها و طريقة تعاملها مع الوضع نتيجة لمستجدات كثيرة تجمع كل الأمهات ممن إلتقتهن "النصر" على أن ضخامة المقرر الدراسي و صعوبته أرغمتهن على ذلك، و فرضت عليهن البحث عن حلول لأجل تمكين أبنائهن من أكبر قدر من المعلومات و جعلهم من الممتازين، دون مراعاة الجانب البدني و النفسي للطفل الذي غالبا ما يفرض عليه برنامج لا تستوعبه ملكته العقلية. و قد تعكس صورة الطفل ذو الثلاث سنوات و هو يبكي كل صباح قبل الساعة الثامنة حاملا على ظهره محفظة لا يعلم ما وضع فيها، و بعد أن أجبر على النهوض من نوم عميق يمثل حالة نمو طبيعية لا يجب قطعها، تعكس مدى التعسف الذي يمارس على طفل لا يزال بحاجة كبيرة للنوم و اللعب على حد سواء، غير أن رغبة الآباء بإلحاقه بالمسجد أقوى من كل شئ، لتستمر المعاناة في سن الرابعة بعد أن ينتقل إلى مستوى السنة ثانية بالمسجد، ليختم هذه المرحلة في سن الخامسة داخل الأقسام التحضيرية بالمؤسسات التربوية. و مع هذا، نسجل نوعا آخر من التعليم المبكر الذي بات يطالب به الأولياء بشكل ملح، ألا وهو تعلم اللغات داخل دور الحضانة، إذ تؤكد صاحبة دار الحضانة "منى" ببلدية الرغاية بالجزائر العاصمة على أن نسبة كبيرة من الأطفال ألحقوا لأجل تعلم اللغات خاصة الفرنسية منها، و هو ما تقول المتحدثة بأنه خطأ خاصة و أن الطفل لم يتعلم بعد لغته الأم. نفسانيون ينادون بوقف استنزاف الأطفال و رفع سن التمدرس إلى 7 على الرغم من أن السن القانونية المعتمدة للتمدرس بالجزائر لم تتغير منذ سنوات الاستقلال، إلا أن أصواتا كثيرة ما تزال تتعالى و دراسات كثيرة تجري لأجل بحث حتمية رفعها إلى سن أكبر مثلما هو معتمد في العديد من الدول الأجنبية التي وصلت إلى حقيقة أن الطفل يحتاج لسنوات من أجل اللعب الذي يمثل في الأساس نوعا من التعليم، فالأخصائية النفسانية شامة بن زيتوني تشكل واحدا من هؤلاء و ذلك بحكم الحالات الكثيرة التي قامت بتتبعها. فالأخصائية ترى في فرض تعليم مبكر للطفل منذ سن الثالثة نوع من التعدي على حقوقه و استنزاف و إنهاك لقدراته العقلية و البدنية، مع تأثير سلبي على نفسيته خاصة لمن يدخلون السنة الأولى بالمدرسة الابتدائية و هم في حالة تعب و كره للمدرسة خاصة إذا ما كان هنالك ضغط في البرنامج التعليمي المسبق. و تدعو المتحدثة إلى ضرورة رفع السن القانونية للتمدرس إلى 7 سنوات باعتبارها تمثل المرحلة الأفضل للتعليم خاصة و أن الطفل يكون هنا قد لعب بما فيه الكفاية و يحوّله تلقائيا إلى مرحلة جدية يكون فيها التعليم هدفه الأول بالتحاقه بالمدرسة. التحضيري و المدرسة القرآنية، يفرز المتناقضات في نظر المعلمين يؤكد أهل الاختصاص من المعلمين بأقسام السنة الأولى، على أن تبني نوعين من التعليم المبكر قد أنتج نوعين من التلاميذ، و هو ما أرجعوه إلى المنهجية الخاصة بكل برنامج، فالسيدة فوزية بن قدوار معلمة بالمرحلة الابتدائية منذ 30 سنة ترى في التعليم التحضيري إيجابيا و لا يمثل إنهاكا للطفل خاصة و أن برنامجه يتماشى و المرحلة العمرية، حيث تراعى فيه كل الجوانب، و تضيف بأنه لا يفرض على الطفل الحفظ الكثير و تلقي مقررا يفوق سنه. و على العكس من ذلك تقول المعلمة بالنسبة للمدرسة القرآنية التي ترى في مقررها حشوا يؤثر سلبا على القدرة الاستيعابية للطفل، معتبرة كذلك الاكتفاء بحفظ السور و الأحاديث دون مراعاة قواعد الكتابة من بين العوائق التي تبقى تبعاتها خلال سنوات التمدرس الحقيقية،علما أن أغلب السور التي حفظت تنسى لعدم الاستمرارية في التذكير. و إذا كان هذا رأي المعلمين من الجيل القديم، فإن للجيل الجديد رأي آخر، فالمعلمة سراج دلال ترى فيه إنهاك لأطفال يصلون أقسام السنة الأولى مرهقين و كارهين لمقاعد الدراسة في بعض الأحيان، مؤكدة بأن المعاناة أكبر مع الأقسام التحضيرية بالنسبة للأولياء و المعلمين على حد سواء و هم يرغمون الطفل على دخول القسم رغم الرفض و البكاء الذي يستمر بالنسبة للكثيرين طوال العام إن لم يتوقفو عن القدوم أصلا. أساتذة يثنون على إنهاء أزمة الخوف و البكاء بفضل التعليم المبكر نقطة مهمة أشارت إليها المعلمة المتقاعدة حديثا السيدة ليلى لوصيف بولبريمة، و بعد أن أثنت على ربط الأطفال بالتعليم قبل بلوغ السن القانونية للتمدرس، فقد أكدت و بحكم الخبرة الطويلة في المجال بأن كلا من التحضيري و المدرسة القرآنية ساهم بشكل كبير في القضاء على أكبر إشكالية كان يعاني منها الأستاذ و الآباء على حد سواء نتيجة البكاء المستمر و الخوف الذي يصاحب التلاميذ لمدة تصل في أحيان كثيرة إلى 6 أشهر خوفا من المدرسة و الابتعاد عن محيط الأسرة. و تضيف المتحدثة قائلة بأن التعامل بات أسهل من الماضي من خلال القدرة على التحكم في القسم و فرض الانضباط الذي بات أمرا مألوفا ممن استفادوا من التعليم المبكر، ليبقى العمل مع فئة قليلة من التي التحقت بالسنة الأولى بشكل مباشر دون المرور عبر باقي المراحل. و بين مؤيد و معارض للتعليم المسبق، يبقى الطفل الخاسر الوحيد خاصة بالنسبة لأولئك الذين استنزفت قواهم قبل دخول المدرسة، و يبقى الخلاف قائما حول التحضيري الذي يرى فيه المعلمون إيجابية كبيرة إذا ما توفرت الوسائل الضرورية للعمل فيه، و حول المدرسة القرآنية التي تحولت عن أصلها من كتاب يكتفي بتعليم الحروف و تحفيظ القرآن، إلى مدرسة حقيقية بمقرر ضخم كان في الكثير من الأحيان عاملا مساعدا في الكشف عن أطفال أذكياء و نجباء، و ربما تكون الطفلة رتاج طاوطاو عينة من هؤلاء بعد أن قالت بأن التعليم المبكر في نظرها كله تعب و يحرمهم من اللعب و النوم و ذلك بعد أن قررت البقاء في البيت و اللعب بعد من التعلم في هذه السن. إ.زياري أطفال منهكون، أولياء حائرون و أساتذة تائهون بين التحضيري و المدرسة القرآنية تختلف وجهات النظر في إستراتيجية تعليمية تربط الطفل بالتعليم في سن جد مبكرة، و تنتهي في الكثير من الأحيان بإرهاق من يحتاج لوقت كي يبلغ السن الحقيقية للتمدرس بحسب ما يراه أخصائيون نفسانيون يعتبرون الأمر مجرّد إنهاك لأطفال يتأثرون نفسيا و يكرهون الدراسة و هم لم يلتحقوا بعد بالمدرسة الأساسية، في وقت تتضارب آراء المعلمين بين مؤيد و معارض لما بات يعرف بالتعليم المبكر. فقبل سنوات، لم تكن المنظومة التربوية الجزائرية قائمة على ما يعرف بالتعليم التحضيري للطفل قبل سن السادسة، و لم تكن حتى المدارس القرآنية منتشرة بهذا الكم الهائل و لا بهذا البرنامج الذي يرى الكثيرون بأنه يفوق القدرة الاستيعابية للطفل و يضعه في موقف الحائر أمام مقرّر يلتزم المعلم بإنهائه كل موسم دراسي. فالأسر الجزائرية و بعد أن كانت تكتفي بالمدرسة الأساسية بالنسبة للغالبية منها، في حين ترغم الأمهات العاملات بوضع أبنائهن بروضات الأطفال من أجل الرعاية و التعليم على حد سواء، تغيّرت ذهنيتها و طريقة تعاملها مع الوضع نتيجة لمستجدات كثيرة تجمع كل الأمهات ممن إلتقتهن "النصر" على أن ضخامة المقرر الدراسي و صعوبته أرغمتهن على ذلك، و فرضت عليهن البحث عن حلول لأجل تمكين أبنائهن من أكبر قدر من المعلومات و جعلهم من الممتازين، دون مراعاة الجانب البدني و النفسي للطفل الذي غالبا ما يفرض عليه برنامج لا تستوعبه ملكته العقلية. و قد تعكس صورة الطفل ذو الثلاث سنوات و هو يبكي كل صباح قبل الساعة الثامنة حاملا على ظهره محفظة لا يعلم ما وضع فيها، و بعد أن أجبر على النهوض من نوم عميق يمثل حالة نمو طبيعية لا يجب قطعها، تعكس مدى التعسف الذي يمارس على طفل لا يزال بحاجة كبيرة للنوم و اللعب على حد سواء، غير أن رغبة الآباء بإلحاقه بالمسجد أقوى من كل شئ، لتستمر المعاناة في سن الرابعة بعد أن ينتقل إلى مستوى السنة ثانية بالمسجد، ليختم هذه المرحلة في سن الخامسة داخل الأقسام التحضيرية بالمؤسسات التربوية. و مع هذا، نسجل نوعا آخر من التعليم المبكر الذي بات يطالب به الأولياء بشكل ملح، ألا وهو تعلم اللغات داخل دور الحضانة، إذ تؤكد صاحبة دار الحضانة "منى" ببلدية الرغاية بالجزائر العاصمة على أن نسبة كبيرة من الأطفال ألحقوا لأجل تعلم اللغات خاصة الفرنسية منها، و هو ما تقول المتحدثة بأنه خطأ خاصة و أن الطفل لم يتعلم بعد لغته الأم. نفسانيون ينادون بوقف استنزاف الأطفال و رفع سن التمدرس إلى 7 على الرغم من أن السن القانونية المعتمدة للتمدرس بالجزائر لم تتغير منذ سنوات الاستقلال، إلا أن أصواتا كثيرة ما تزال تتعالى و دراسات كثيرة تجري لأجل بحث حتمية رفعها إلى سن أكبر مثلما هو معتمد في العديد من الدول الأجنبية التي وصلت إلى حقيقة أن الطفل يحتاج لسنوات من أجل اللعب الذي يمثل في الأساس نوعا من التعليم، فالأخصائية النفسانية شامة بن زيتوني تشكل واحدا من هؤلاء و ذلك بحكم الحالات الكثيرة التي قامت بتتبعها. فالأخصائية ترى في فرض تعليم مبكر للطفل منذ سن الثالثة نوع من التعدي على حقوقه و استنزاف و إنهاك لقدراته العقلية و البدنية، مع تأثير سلبي على نفسيته خاصة لمن يدخلون السنة الأولى بالمدرسة الابتدائية و هم في حالة تعب و كره للمدرسة خاصة إذا ما كان هنالك ضغط في البرنامج التعليمي المسبق. و تدعو المتحدثة إلى ضرورة رفع السن القانونية للتمدرس إلى 7 سنوات باعتبارها تمثل المرحلة الأفضل للتعليم خاصة و أن الطفل يكون هنا قد لعب بما فيه الكفاية و يحوّله تلقائيا إلى مرحلة جدية يكون فيها التعليم هدفه الأول بالتحاقه بالمدرسة. التحضيري و المدرسة القرآنية، يفرز المتناقضات في نظر المعلمين يؤكد أهل الاختصاص من المعلمين بأقسام السنة الأولى، على أن تبني نوعين من التعليم المبكر قد أنتج نوعين من التلاميذ، و هو ما أرجعوه إلى المنهجية الخاصة بكل برنامج، فالسيدة فوزية بن قدوار معلمة بالمرحلة الابتدائية منذ 30 سنة ترى في التعليم التحضيري إيجابيا و لا يمثل إنهاكا للطفل خاصة و أن برنامجه يتماشى و المرحلة العمرية، حيث تراعى فيه كل الجوانب، و تضيف بأنه لا يفرض على الطفل الحفظ الكثير و تلقي مقررا يفوق سنه. و على العكس من ذلك تقول المعلمة بالنسبة للمدرسة القرآنية التي ترى في مقررها حشوا يؤثر سلبا على القدرة الاستيعابية للطفل، معتبرة كذلك الاكتفاء بحفظ السور و الأحاديث دون مراعاة قواعد الكتابة من بين العوائق التي تبقى تبعاتها خلال سنوات التمدرس الحقيقية،علما أن أغلب السور التي حفظت تنسى لعدم الاستمرارية في التذكير. و إذا كان هذا رأي المعلمين من الجيل القديم، فإن للجيل الجديد رأي آخر، فالمعلمة سراج دلال ترى فيه إنهاك لأطفال يصلون أقسام السنة الأولى مرهقين و كارهين لمقاعد الدراسة في بعض الأحيان، مؤكدة بأن المعاناة أكبر مع الأقسام التحضيرية بالنسبة للأولياء و المعلمين على حد سواء و هم يرغمون الطفل على دخول القسم رغم الرفض و البكاء الذي يستمر بالنسبة للكثيرين طوال العام إن لم يتوقفو عن القدوم أصلا. أساتذة يثنون على إنهاء أزمة الخوف و البكاء بفضل التعليم المبكر نقطة مهمة أشارت إليها المعلمة المتقاعدة حديثا السيدة ليلى لوصيف بولبريمة، و بعد أن أثنت على ربط الأطفال بالتعليم قبل بلوغ السن القانونية للتمدرس، فقد أكدت و بحكم الخبرة الطويلة في المجال بأن كلا من التحضيري و المدرسة القرآنية ساهم بشكل كبير في القضاء على أكبر إشكالية كان يعاني منها الأستاذ و الآباء على حد سواء نتيجة البكاء المستمر و الخوف الذي يصاحب التلاميذ لمدة تصل في أحيان كثيرة إلى 6 أشهر خوفا من المدرسة و الابتعاد عن محيط الأسرة. و تضيف المتحدثة قائلة بأن التعامل بات أسهل من الماضي من خلال القدرة على التحكم في القسم و فرض الانضباط الذي بات أمرا مألوفا ممن استفادوا من التعليم المبكر، ليبقى العمل مع فئة قليلة من التي التحقت بالسنة الأولى بشكل مباشر دون المرور عبر باقي المراحل. و بين مؤيد و معارض للتعليم المسبق، يبقى الطفل الخاسر الوحيد خاصة بالنسبة لأولئك الذين استنزفت قواهم قبل دخول المدرسة، و يبقى الخلاف قائما حول التحضيري الذي يرى فيه المعلمون إيجابية كبيرة إذا ما توفرت الوسائل الضرورية للعمل فيه، و حول المدرسة القرآنية التي تحولت عن أصلها من كتاب يكتفي بتعليم الحروف و تحفيظ القرآن، إلى مدرسة حقيقية بمقرر ضخم كان في الكثير من الأحيان عاملا مساعدا في الكشف عن أطفال أذكياء و نجباء، و ربما تكون الطفلة رتاج طاوطاو عينة من هؤلاء بعد أن قالت بأن التعليم المبكر في نظرها كله تعب و يحرمهم من اللعب و النوم و ذلك بعد أن قررت البقاء في البيت و اللعب بعد من التعلم في هذه السن.