رجال دين كاثوليك: طريقة التعامل معنا تترك انطباعا بأننا نشكل خطرا على المجتمع اشتكى عدد من رجال الدين المسيحيين الكاثوليك، المجتمعين بكنيسة السيدة الإفريقية بالعاصمة، مما أسموه «استمرار التضييق على ممارستهم الدينية بحجة القانون»، وقالوا بان الكنيسة «لم تعد تخشى الكشف عن هويتها» وهو الخيار الذي انتهجته طيلة العشرية السوداء، رغم تأكيدهم بان «العمل الديني «يتم في سرية»، كما احتجوا على حرمان رجال دين كاثوليك من الحصول على تأشيرات الدخول إلى الجزائر. عقدت الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر، نهاية الأسبوع، جمعية عامة هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، في كنيسة السيدة الإفريقية بحضور 450 مندوبا، لمناقشة أوضاع المسيحيين بالجزائر المشكلة غالبا من المهاجرين الأفارقة المقيمين بالجزائر، و رعايا بعض الدول الأخرى، وتم خلال اللقاء الذي دام يومين، إعادة طرح ما يسميه الكاثوليك «التضييق على المسيحيين»، والمشاكل التي تواجه رجال الدين المسيحيين للحصول على تأشيرات الدخول إلى الجزائر. الاجتماع حضره ممثلون عن أبرشيات الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينية و غرداية، ومعتنقي الديانة المسيحية، وخصص لمناقشة أوضاع المسيحيين الكاثوليك، والمشاكل التي تواجه النواة الصغيرة من المسيحيين بالجزائر والتي بدأت تأخذ طابعها العالمي، حيث لم يعد يقتصر التواجد المسيحي على بعض الجزائريين فقط، بل من خلال وجود آلاف الطلبة الأفارقة المسيحيين الذين قدموا من أكثر من عشرين دولة افريقية. وقال أسقف وهران، الأب جون بول فيسكو، في تصريح لصحيفة «لاكروا» بأن الكنيسة الكاثوليكية «عرفت تحولا كبيرا خلال العشر سنوات الأخيرة»، مشيرا بان الكنيسة الجزائرية لم تعد مشكلة من رجال دين فقط، بل تضم مواطنين عاديين يلقون التعميد، وأضاف بان الكنيسة الجزائرية «أصبحت تضم في صفوفها أجناس وأعراق أخرى غير جزائريين وهو ما أعطاها طابعا دوليا»، موضحا بان العديد من الشهادات التي قدمها أكثر من 500 مسيحي بالجزائر، تعطى صورة واضحة عن التطور الذي عرفته الكنيسة الكاثوليكية. وأضاف أسقف وهران، أن الكنيسة في الجزائر واجهت خلال العشر سنوات الأخيرة عدة مشاكل وعقبات، والتي تربطها بمضمون قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين الصادر في فيفري 2006، مشيرا بان القانون وضع قيودا على رجال الدين المسيحيين، إضافة إلى صعوبة حصول رجال الدين على تأشيرات لدخولهم إلى الجزائر، مبديا أسفه من استمرار هذه العراقيل، وهو ما يعطي في نظره انطباعا بان «الكنيسة الكاثوليكية تشكل خطرا على المجتمع الجزائري». واعترف أسقف وهران، بوجود عمل «سري» تقوم به الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر، وربط ذلك بالظروف الحالية التي تفرض على الكنيسة العمل في سرية، وقال الأب فيسكو «في الوقت الحالي نعمل في سرية لأننا نمثل أقلية ولا يتجاوز عدد الكاثوليك سوى بضعة آلاف من الكاثوليك في جميع أنحاء البلاد»، مضيفا بان عمل الكنيسة «لا يجب في كل الأحوال أن يكون بشكل علني» موضحا بان تبليغ تعاليم الإنجيل يجب أن يبقى سري أيا كان البلد ومهما كان عدد المسيحيين فيه. من جانبه تحدث قس أبرشية قسنطينة ميشال غيو، عن التحولات التي عاشتها الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر خلال السنوات الأخيرة، وقال بان الكنيسة دفعت ثمن سنوات المأساة التي عاشتها الجزائر، حيث اغتيل 19 راهبا و راهبة. مضيفا بان الأوضاع الآن تغيرت تماما، بعد عودة السلم إلى البلاد، مؤكدا بان الكنيسة الكاثوليكية لم تعد تخشى الكشف عن هويتها ومن تكون. أنيس نواري