كثر الحديث في الآونة الأخيرة بين أوساط عامة الناس وحتى وسائل الإعلام عن انتشار عمليات التبشير والدعوة إلى المسيحية في الجزائر، حيث تختلف آراء المواطنين بين من يعتبرون الأمر أنه لا يستحق كل هذه الأهمية التي توليها وسائل الإعلام له وأن القضية تبقى في إطار الحرية الدينية، ومنهم من ينتظرون إجراءات أكثر صرامة من السلطات العمومية في حق المبشّرين. راودتني بداية فكرة إنجاز روبورتاج مماثل مباشرة عقب حديثي المطوّل مع الجدة ''فطيمة ''المقيمة ببلدية الشرفة في البويرة، حول أشخاص اعتنقوا المسيحية وانطلقوا بصفة سرية وخطيرة في عمليات نشر ديانتهم الجديدة، وهو الأمر الذي دفعني إلى التساؤل عن ماهية القضية والرغبة في جمع تفاصيل عنها قصد توضيح ما يجب أن يوضح للقارئ، ودق ناقوس الخطر للحذر من هذه الظاهرة بدون المساس بالحرية الدينية للأفراد أو الحكم على فئة معينة..تروي الجدة ''فطيمة'' بحرقة كبيرة أن عددا معتبرا من الشباب في المنطقة وحتى الشيوخ باتوا ''يطلّقون الإسلام دين أجدادنا بالثلاث'' جراء مشاهدتهم لقنوات تلفزيونية مسيحية ذكرت منها ''الحياة'' التي سمعت عنها من أحد الفتيات في المنطقة، مضيفة أنها سمعت من أشخاص جديرين بالثقة عن شابات في مقتبل العمر يزرن صالونات الحلاقة والتجمعات النسائية في المنازل ويقدمن لهن نسخا عن الإنجيل، وتدعين إلى المسيحية بطريقة » حرفية « قد تجلب أي شخص في لحظة ضعف إيمان.. تعجبت كثيرا لسماع أسماء كنت أعتبر أصحابها من المتمسكين بدين الإسلام خاصة كبار السن منهم، لكن ما لاحظته خلال حديثها أن عواملا مشتركة كثيرة تجمع بينهم وهي ظروف المعيشة الصعبة والفقر المدقع في غالب الأحيان، مما يشير إلى أن الجماعات التي تقوم بالتبشير تركز بشكل كبير على مثل هؤلاء المساكين الذين يقعون بسهولة في شراك الآمال الواهية والوعود الكاذبة، للذين يصفون أنفسهم بالملائكة الذين بعث بهم ''الروح القدس لتحريرهم من خطاياهم ومعاناتهم'' حسب ما سمعته من أحد البرامج في القناة المذكورة آنفا.. عجوز تعتنق النصرانية لتكسب حب زوجها وشباب يطمعون في الملايين و''تأشيرات'' توزعها الكنائس.. ومن أغرب الحكايات التي سمعتها من ''الجدة فطيمة'' التي كانت قد سمعت عنها من سكان حيّها، أن في إحدى البلديات المجاورة ل''شرفة'' شيخ وعجوز جمع بينهما زواج دام لأزيد من 30 سنة أو أكثر، لكن الزوج كان يعامل حرمه بخشونة كبيرة ويضربها باستمرار، مما دفع هذه الأخيرة للجوء إلى الرقية الشرعية لزوجها كخيط نجاة وحيد تمسكت به للتخلص من معاناتها، ولما لم يتغير فيه شيء وهو الأمر المتوقع من أي عاقل كون الرقية وحدها لا تكفي لتغيير أخلاق أو تربية إنسان ما، أعلنت هذه العجوز ارتدادها عما سمته ''دين ما دار لي والو'' والعياذ بالله، وأشهرت اعتناقها المسيحية أملا في أن تتحقق الأمنيات والأحلام التي قامت بترسيخها مجموعة من المبشرين في عقلها البسيط..كما سمعت من أحد مواطني نفس القرية أن المنطقة شهدت تناميا ملحوظا في نسبة المسيحيين خصوصا من فئة النساء، لكن هؤلاء يعانون جميعهم من الرفض والإزدراء من طرف سكان القرية، مما يدفع بهم إلى التوجه إلى ''تيزي وزو'' للإنضمام إلى كنائس سُمِع عنها أنها تمنح مبلغ 60 مليون سنتيم للمسيحيين الجدد تحت عنوان ''المساعدة الإنسانية لأصحاب الظروف الصعبة ''فضلا عن لجوء شباب لا يهمهم لا الإسلام ولا المسيحية إلى التقدم من الكنائس لهدف واحد ووحيد لا يتعدى الحصول على فيزا ''يسّلكو بيها من هاذ لبلاد'' حسب أحدهم. مجهولون يستوردون خمارات نسائية مليئة برسائل تدعو إلى النصرانية وتوزع على المسنّات الأميات وفي اليوم الذي اقترحت فيه فكرة إجراء روبورتاج وتحقيق بسيط عن حركة التنصير في الجزائر، اتصلت بمواطنة علمت من إحدى الزميلات أن لها معلومات قد تفيد روبورتاجنا.. اكتفت هذه الأخيرة بالقول إنها من قرية متواجدة في الحدود ما بين ولايتي ''البويرة'' و''بجاية'' بدون الكشف عن اسم القرية، وبدأت تروي تفاصيل حادثة غريبة لاحظتها، وهي أنها صادفت في الأيام القليلة الأخيرة عجوزا مسنة ترتدي وشاحا لفتت انتباهها ألوانه الزاهية وأشكال صغيرة منقوشة عليه تبدو في الوهلة الأولى وكأنها أزهار ملونة، لكن وبمجرد اقترابها من العجوز تفاجأت أن الأزهار ما هي إلا رسائل مشفرة تدعو إلى المسيحية منها ''المسيح هو الله والدليل معجزاته''، ''ابنة سارة وابن إبراهيم''، ''أنا راهب واثق من ديني'' وغيرها من الكتابات الخطيرة التي تمكنت من قراءتها لدى جلب الخمار من طرف هذه المواطنة، والغريب في الأمر أن العجوز لم تكن على دراية بما كان يحويه هذا الوشاح، وقالت إنها اشترته وفقط، مما يشير إلى أن التجار ''يشروا برك'' أو يقتنون السلع بدون معرفة ما فيها وأن أعمال المبشّرين باتت بطرق مختلفة معلنة وغير معلنة.. إمام من تيزي وزو يكذّب وجود » مبشّرين « ووزارة الشؤون الدينية تسعى إلى بعث 140 إمام للحد من الظاهرة! في حصة بثتها إحدى القنوات الإذاعية بالجزائر، كشف إمام بدائرة ''بوغني'' في ولاية تيزي وزو أنه لا وجود لأي مبشرين في الولاية وإنما هي مجرد مزايدات مفتعلة من العامة، وإن صحت أقوال الباحثين المتخصصين في وجودها فلا بد من أن الأمر لا يتعدى نسبة 3 من المائة على أقصى حد، مضيفا أن عمليات الدعوة إلى المسيحية فعلا موجودة لكنها لا تتم من مبشرين مكونين لهذا الغرض، إنما من طرف بعض الجالية الجزائرية المغتربة التي تشكل نسبة كبيرة من المواطنين المنحدرين من منطقة القبائل، كما أشار هذا الأخير إلى أنهم لا يلقون آذانا صاغية من معظم السكان. وفي المقابل أفاد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف، بو عبد الله غلام الله في ندوة صحفية أقامها في دار الإمام بالعاصمة في الآونة الأخيرة، أن وزارته بصدد تكوين ما يزيد عن 140 إمام سيتم تحويلهم إلى منطقة القبائل للحد من انتشار ظاهرة التبشير التي باتت حسب الباحثين في انتشار يوجب دق ناقوس الخطر، وهو الأمر الذي يشير إلى أن أقوال الإمام المذكور آنفا خاطئة وبعيدة عن الواقع. 6 جزائريين يرتدّون عن الإسلام من أصل 10 آلاف تفيد إحصاءات لثلاثة باحثين جزائريين بارتفاع معدل التنصير في الجزائر بنسبة مقلقة في الآونة الأخيرة، حتى أن عدد المرتدّين عن الإسلام بلغ 10 آلاف شخص وبمعدل 6 أشخاص في اليوم معظمهم من الشباب. وحسب تقرير الأديان التابع للخارجية الأمريكية فإن فئة ''غير المسلمين'' في الجزائر بلغت نصف مليون شخص يرتادون 300 كنيسة أغلبها في منطقة القبائل. ويستهدف المبشّرون عادة شباب الجامعات والعائلات التي يخيم عليها الفقر والجهل وكذا الشباب والكهول في ظل التغافل والإهمال من طرف السلطات المحلية التي تبقى في موضع المتفرج على هلاك شباب مجتمعهم أحوج ما يكون إليهم كما أن أغلب هؤلاء المبشّرين من الشباب أيضا، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، ورڤلة في الجنوب الجزائري المستهدفة بدرجة كبيرة من طرف هؤلاء، حيث تجلى ذلك في أن أحد الشبان البالغ من العمر 30 سنة والمتشبّع بالبروتستانية، زارها هو وزوجته البالغة من العمر 29 سنة، كلاهما من منطقة ''ايواضين'' بتيزي وزو، أين قادا حملة تبشيرية واسعة بدأت من ربوع مدينة ورڤلة، لاسيما بعد تنصيب مجلس مسيحي يتكون من 9 عناصر وضع على رأسه الشخص المذكور ليشغل منصب الراهب الأول بالولاية، وتستهدف العملية التنصيرية الموجهة، فئة الشباب بالدرجة الأولى فضلا عن منطقة القبائل، وكذا حسب مصادر مؤكدة عدة مناطق بجنوب البلاد على غرار الوادي، بسكرة، غرداية، الأغواط، تمنراست وإليزي. وقد وقع الإختيار على عاصمة الواحات في البداية لمباشرة نشر تعاليم التنصير تحت مسميات عدة، فضلا عن محاولة اختراق بعض الجمعيات الخيرية وكذا طلبة الثانويات والجامعة والمرافق العمومية ممن يتقنون اللغة الفرنسية، ما يستدعي رفع درجة التأهب واليقظة في صفوف المواطنين لوضع حد لهذه التصرفات التي يمنعها القانون الجديد المتعلق بحماية الدين الإسلامي من المؤثرات الخارجية. كُتيَّبات للأطفال وإغراءات لإدخالهم النصرانية كثفت السلطات العمومية مؤخراً، إجراءاتها التنديدية ومتابعاتها للأنشطة ''غير المرخصة'' للجماعات المسيحية، حيث وإلى وقت قريب من الآن كان في الجزائر 32 كنيسة بروتستانتية، أما في الوقت الحالي فقد قامت السلطات بغلق 12 منها. وفي العشرين من شهر ماي 2005 مثلا عقدت محكمة جنايات تيارت محاكمة ضد المدرّسة ''حبيبة قويدر''، بتهمة اعتناقها المسيحية عام 2004 وتحولها إلى عضو ناشط داخل إحدى الطوائف البروتستانتية المحافظة، وضُبطت هذه الأخيرة أثناء التفتيش في حافلة عامة وفي حوزتها عشر نُسخ من الإنجيل وبعض الكتيبات الدينية. وأوضحت مصادر موثوقة، أن الأجهزة الأمنية المختلفة، قد أشعرت الوصاية بجميع التحركات التي يقوم بها أعضاء المذهب المسيحي البروتستانتي والكاثوليكي والموالين لهما، مما يوضح أن الأمور تسير بجدية في خطوة إلى احتواء الموقف وتطبيق القوانين السارية على كل من يحاول المساس بالدين الإسلامي وبأية وسيلة كانت، ويتضح من خلال ذلك أن القضية ليست تهويلا إعلاميا كما يدعي البعض ممن تلقوا تكوينهم في الجامعات الأجنبية في السبعينات ويؤمنون بالدارساتالغربية، إنما هي حقيقة لابد من الحذر منها. بحّارة أجانب يوزِّعون كتبا لتنصير الأطفال عن طريق الإغراء تحصلت ''النهار'' على نموذج من كُتيّب صغير موجه للأطفال تم تسريبه من ميناء بجاية قبل سنة من طرف بحارة أجانب من جنسيات أوروبية مختلفة. ويحتوي الكتاب على مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول وجود الله وعيسى ومريم العذراء واستفسارات أخرى تدخل في خانة تنصير الأطفال. وعلمنا أن مصالح الأمن المختصة قد حققت في القضية مباشرة بعد موجة تفريغ كمية هامة من هذا الكتاب. تقاعس الأئمة وحُلم الهجرة وراء اتساع ظاهرة التنصير في بجاية وولايات أخرى معلوم أن ظاهرة التنصير بولاية بجاية قد استفحلت في عدة مناطق نائية خاصة بحوض الصومام ك''أوزلاقن'' و''اغيل علي'' ومناطق أخرى أين تم فتح كنائس سرية للترويج للمسيحية، وكشف أحد المتنصرين الذي اتصلنا به في الولاية أن إطارات من قطاع الشباب والرياضة العاملة بدور الشباب يقومون في سرية تامة بتوزيع نسخ عن الإنجيل وكتب أخرى تدعو إلى المسيحية، كما قالت متنصّرة جديدة من ضواحي ''بوغني'' بتيزي وزو إن المنطقة تتوفر على كنيستين وأخرى ظهرت للعيان في مناطق مختلفة بالقبائل. وفسر أحد المتابعين للقضية أن عوامل عدة وراء تفشي ظاهرة التنصير والتبشير منها حلم الهجرة إلى ما وراء البحر وتقاعس أئمة المساجد وضعف مستواهم التعليمي، إضافة إلى نقص الوعظ الديني والدروس الفقهية لاسيما يوم الجمعة كما كان الأمر في السنوات السابقة، تضاف إليها الصراعات المسجلة في المساجد على اللجان الدينية ومن يحكمها والفضائح التي تهتز لها مساجد المنطقة كقضية إمام مسجد ''العتيق'' بمدينة تيزي وزو الذي أدين مؤخرا من طرف محكمة الجنح في قضية أخلاقية، وكل هذه العوامل مساعدة على انتشار المسيحية ومنفرة للشباب. كنيسة بلبشير ملجأ نصراني الجنوب الجزائري وإذا عرجنا على جنوب الجزائر نجد مدينة المنيعة التي كانت مشتهرة بتواجد كنيسة رائدة للمسيحيين تقع في منطقة ''بلبشير''، استطاعت أن تجلب إليها أعدادا كثيرة من شباب المدينة وضواحيها من المؤلفة قلوبهم ومن البطالين والفقراء. ولا تشذ مدينة ورڤلة عن غيرها من مناطق الوطن الزاخرة بالكنائس والمتحمسين للتنصير، إذ توجد بوسطها كنيسة في القصر القديم في منطقة يستحيل تخيل كنيسة فيها، كونها تقع في شارع بمدخل واحد إلى منطقة سكنية توحي أنها مجرد منزل سكني وحيد، ويعود تاريخ إنشاء هذه الأخيرة إلى عشرة قرون خلت. وبعد أن كان مقرها محاذيا للطريق ومواجها لمحطة رئيسية لنقل المسافرين ولأحد مقرات الأمن، كان لزاما على الآباء والرهبان التحوّل إلى مكان آخر غير مكشوف يساعدهم على إقامة أنشطتهم وشعائرهم براحة وطمأنينة، ويقصد هذا المكان عشرات من الشباب والطلبة الجامعيين والثانويين. طالبات إفريقيات لنشر النصرانية في الجنوب فتح لنا الباب الأب ''ف'' الذي بادرنا بتحية الإسلام مرحبا بنا ومبديا تواضعا ولباقة كبيرين في الكلام ..كان يستشهد من حين إلى آخر بآيات قرآنية في حديثه معنا، الدار غاية في النظافة والجمال، في وسطها مكتبة يقصدها الطلبة الجامعيون والثانويون، وتقدم دروسا في الفرنسية والإنجليزية بثمن زهيد جدا. وأثناء حديث الأب دق جرس الباب ثلاث دقات ''كلمة السر'' وفتح الأب الباب فإذا بفتاة سوداء اللون تهمس في أذن الأب ''ف'' بكلمات غادرت إثرها الدار. الأب قال لي بأنها فتاة من مالي تدرس في جامعة ورڤلة وهي تقيم بها في فترة الصيف، تتلقى دروسا في اللغات استعدادا للعام الجامعي القادم، وهي من المتربصات اللواتي يتلقين دروسا في منهجية إقناع النساء بالإنتساب إلى الكاثوليكية .. من خلال حديث الأب ''ف'' عرفنا أن الكنيسة تعمل بشكل غير مريح وأن عيونا تراقبهم من بعيد حتى أن شعائرهم يقيمونها يوم الجمعة للتمويه، كما لمسنا في حديثه أن هناك اختلافا بين الكاثوليكيين والبروتستانتيين، إذ أن الكاثوليكيين برأيه أكثر حكمة وأحسن منهجية في العمل التنصيري ..وبعد قرابة نصف الساعة غادرنا الكنيسة، فصادفنا شاب كان خارجا هو الآخر من نفس المكان، سألته عن أمور كثيرة بعد أن تظاهرت بأنني أرغب في الإنتساب إليهم وأني أريد أن آخذ فكرة عن الكنيسة، أجابني الشاب الذي ينحدر من مدينة ''ورڤلة'' ومن عائلة معروفة بها، أنه لا يؤمن بما يقوله هؤلاء النصارى ولكنه يتظاهر بالإنتماء إليهم لقضاء مصالحه الخاصة، فهدفه من وراء انتسابه إلى الكنيسة الحصول على بعض الإعانات وعلى فيزا للسفر إلى فرنسا لمواصلة دراسته، كما صرح هذا الأخير بأن المنتسبين إلى هذه الدار ليسوا جميعا مقتنعين بمبادئ الكنيسة بل كثيرون من هم مثله لا يسعون سوى للحصول على مساعدات مادية، ومنهم من دخل هذا المكان من باب الفضول ومنهم أيضا من هو مؤمن حتى النخاع ولكنهم في ذات الوقت يهدفون إلى تحقيق منافع مادية بحتة. ومما ذكره لي هذا الشاب أيضا أن الآباء البيض يستخدمون الأخوات البيض للذهاب إلى القرى والمداشر النائية لترغيب العائلات الدخول في الديانة المسيحية مستغلين فقر وعوز تلك العائلات في غياب تام للوازع الديني والإرشاد والوعظ والعناية الإجتماعية. النصرانية تجتاح ''تميمون'' عن طريق السيّاح تتخذ كنيسة أدرار من مقرها كقاعة لتعليم اللغة الفرنسية للشباب وفرصة لنشر الديانة المسيحية وغرس أفكارها لدى النشء، حسب ما أشار إليه مواطنون بالمنطقة طالبوا الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد لمثل هذه التصرفات التي تُبعِد المواطن الأدراري عن دينه الإسلامي. وتعد المنطقة قطبا سياحيا للأجانب الذين يقصدونها سنويا خاصة منطقة ''تميمون''، وتحت غطاء التبادلات الثقافية بين شباب هذه المنطقة وأمثالهم من بعض المناطق الفرنسية، كتلك التبادلات التي تنظمها بعض الجمعيات كل سنة لفائدة العديد من الشباب بالتنسيق مع جمعيات أوروبية، فإن كثيرا من هؤلاء السياح يتخذون من مناسبة الإحتفالات برأس السنة الجديدة من كل سنة، فرصة لنشر النصرانية والتبشير لها . وذلك على غرار بعض المناطق المعروفة بالجنوب ك''بني عباس'' ببشار و''جانت'' بإليزي، والتي تعد مزارات هامة بالنسبة إلى هؤلاء الوافدين الأجانب في فترة بداية السنة، والذين يحاولون من خلال ذلك نشر المسيحية في أوساط بعض الشبان الجزائريين القريبين منهم من خلال التعاملات والإتصال اليومي المباشر معهم. وحسب سكان المنطقة فإن هؤلاء قد نجحوا فعلا في توصيل أفكارهم إلى الكثير من الشباب حيث أضحوا يعتنقون ويمارسون المسيحية وطقوسها في صمت مرتدّين عن الدين والعقيدة الإسلامية السمحاء بعدما تم إغراؤهم بالمال الوفير، لاسيما في ظل غياب الوازع الديني لدى شبابنا وغياب فرص الشغل والفراغ إضافة إلى الفقر والعوز. كوريّون يروّجون للنصرانية في حي ''قباسة'' بتلمسان تمكن مؤخرا أعوان فصيلة الأبحاث التابعة لمديرية الدرك الوطني بتلمسان، من تفكيك شبكة كورية متكونة من شاب وشابتين متلبسين بنشر الديانة المسيحية بولاية تلمسان، كما تم حجز 6 كتب للإنجيل وأكثر من 100 منشور يدعو إلى المسيحية إضافة إلى المئات من الرسوم الكاريكاتورية التي تمجد المسيحية وتدعو إلى الإلتحاق بها، كما حجزت ذات الفرقة بحوزتهم مجموعة كبيرة من الهدايا الموجهة لفئة الشباب الراغب في اعتناق المسيحية وأغلبها عبارة عن عطور ومساحيق. وتبين من خلال التحقيق معهم أن الفتاتين تقومان بعلاج المرضى عن طريق الإبر الصينية التي بحوزتهم بطريقة ترجع إلى دعاة المسيحية القدامى. هذه القضية حسب مصالح الدرك تم كشفها بدار الشباب بحي ''قباسة'' أين تم العثور على مناشير تدعو إلى المسيحية تلقت فصيلة الأبحاث معلومات عنها لتكون بداية لفك اللغز، حيث تم توقيف الكوريين بمحطة سيارات الأجرة متوجهين نحو ''ندرومة'' تحت غطاء رحلة سياحية تحمل في أطنابها دعوة تبشيرية، خصوصا وأن مصالح الدرك حجزت بحوزتهم 6 كتب إنجيل مكتوبة باللغة العربية وتدعو إلى المسيحية، هذا وكشفت التحقيقات أن الموقوفين الثلاث ينشطون تحت لواء جمعية دينية من كوريا الشمالية، دخلوا التراب الوطني عبر مطار ''هواري بومدين'' يوم 15 جويلية 2010 وتوجهوا إلى تلمسان. مخيّم في عين الترك بوهران يتحوّل إلى وكر للتبشيرللنصرانية تعتبر منطقة ''عين الترك'' من أكثر المناطق التي يركز عليها المنصّرون في مدينة وهران، حيث يملكون منزلا كبيرا مكونا من طابق أرضي وطابقين علويين، يشرف عليه قسّيسان من مدينة ''تيزي وزو'' إلى جانب محل ثانٍ يتمثل في مقهى إنترنت، وكان أحد الشباب قد وجهت له دعوة لحضور مخيّم تكويني شارك فيه جزائريون وأجانب أثناء العطلة الصيفية من 12 إلى 19 جويلية 2002 يقوم بتأطيره رجل بريطاني، حيث كان يتم خلاله التطرق إلى كل ما يحويه الإنجيل مع الشرح بالفرنسية والعربية والأمازيغية ثم يقوم كل فرد بتلخيص ما فهم، وبعد عدة دورات من هذا النوع يمنح الشخص شهادة مبشّر مسيحي، حيث كان يتم إغراء الشباب لاعتناق الديانة المسيحية، أضف إلى ذلك أنه سبق لشاب من ولاية ''مستغانم'' وأن كشف جميع الأساليب والنشاطات التي يقوم بها المسيحيون ب ''بيت الرجاء'' ''ببوزفيل'' منذ سنة 1998 بمحكمة عين الترك، أوضح فيها كيف تمّ إغواوه للدخول في المسيحية والأساليب المستعملة لاستقطاب الشباب بعد قضائه ثلاث سنوات رفقتهم، ليعود إلى جادة الصواب بعد اكتشافه لطرق تضليله من قبل المبشرين بالمسيحية تحولت إلى أساليب تهديد ووعيد من قبلهم إن خرج عن طوعهم. مليار و400 مليون » أجر « تعليم شعائر النصرانية في الدارالبيضاءبوهران! تمكنت مصالح الشرطة القضائية بتيارت من توقيف 6 أشخاص في11 أفريل 2008 في إحدى السكنات بحي المنظر الجميل بتيارت وبالضبط بجوار مقر الصندوق الوطني لغير الأجراء، وقد ضبطوا في حالة تلبس أين كانوا يستمعون إلى درس في الديانة المسيحية، بعد تلقي مصالح الأمن لمعلومات تفيد بأن أحد الأشخاص يقوم بتدريس بعض المواطنين الديانة المسيحية داخل مسكنه، هؤلاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و50 سنة، أكبرهم سنا هو طبيب مختص في جراحة الأسنان البالغ من العمر 50 سنة، ويوجد مقر عيادته الطبية بالنقطة المحورية الواقعة على مدخل الطريق الولائي رقم 11 الرابط مدينة تيارت بمشرع الصفا وأصغرهم سنا هو شاب من مدينة الجلفة يبلغ من العمر 23 سنة، وقد تم اقتيادهم جميعا إلى محافظة الشرطة والتحقيق معهم بعد أن ضبط بحوزتهم كراس مكتوب عليه الدرس الذي كان يلقى على مسامعهم في ذلك اليوم لحظة توقيفهم، والمتعلق بالحياة في الديانة المسيحية كما ضبطت الشرطة بحوزتهم ثماني وعشرين قرصا سمعيا بصريا، منها ما يدعو فيه إلى اعتناق الدين المسيحي. وعلمت » النهار « من نفس المصادر الموثوقة أن صاحب السكن الذي كان يقوم بتدريسهم هذه الديانة وتعليمهم ممارسة شعائرها كان يتقاضى أجرا سنويا قدره مليار وأربع مائة مليون سنتيم، تدفع له من طرف كنيسة متواجدة في الدارالبيضاء في ولاية وهران. كما تجدر الإشارة - حسب نفس المصادر- إلى أن من بينهم من هو مقتنع ومن هو غير مقتنع بهذه الديانة. مغترب يسخِّر أمواله لتنصير الفئة الهشّة في معسكر في سنة 2008 حاول شخص من مدينة معسكر تجسيد مشروع بناء كنيسة بروتستانتية على تراب عاصمة الأمير عبد القادر بتمويل من شخصيات مسيحية من أمريكا وبريطانيا، كانت في اتصال مستمر مع صاحب المشروع الذي كان يريد إنجازها مموهة تحت غطاء مكتبتين الأولى للطلبة والثانية مخصصة للأطفال بالإضافة إلى دار الحضانة مع تخصيص جناح للبنات لتكوينهن للحضانة، وأفادت بعض المصادر المقربة من هذا المبشر أنه يركز نشاطه التبشيري على فئة الشباب البطال الذي لم يسعفه الحظ في بناء مستقبله المهني، إضافة إلى استهدافه للمواطنين الذين يعانون أزمات نفسية ويواجهون الوحدة. ومن بين أهم الأوساط التي يجد هذا المبشر أنها قلاع مناسبة لنشر المسيحية الأحياء الجامعية، حيث يقوم هذا المبشر بترويج وتوزيع كتب مسيحية ومناشير تدعو إلى التبشير، ومن أهم المنشورات التي تمكنت ''النهار'' من الإطلاع عليها، إنجيل ''لوقا''، إنجيل ''يوحنا'' ، ''سر قوة دم يسوع''، كتاب ''تحريف الإنجيل حقيقة أم افتراء'' و''أسئلة وأجوبة حول التنصير''، زيادة على ذلك ''قراءة الكتاب المقدس في سنة و''سبيلك إلى السلام مع الله'' و''ساعدني أنا قلق''، ناهيك عن مجموعة من الأشرطة السمعية تحوي ترانيم تعبدية تتلى في الكنائس. وبناء على معلومات ومعطيات أدلى بها بعض الأشخاص بتحفظ ممن رافقوا هذا المبشر إلى مدينة وهران، فإن المسيحية منتشرة بقوة بعاصمة الغرب الجزائري، حيث حضروا لقاءً سريا ضم أكثر من 50 شخصا من الجهة الغربية حيث أدوا الطقوس الدينية. من جهة أخرى علمت ''النهار'' من ذات المصادر أن مبشرا من معسكر مغترب في فرنسا يُسخِّر أمواله لعملية التبشير بالجزائر وبالخصوص بولاية معسكر، حيث يقوم خلال زياراته المتكررة إلى أرض الوطن بتوزيع منشورات تدعو إلى المسيحية ويقيم لقاءات سرية تجمعه مع الشباب اليائس أحيانا وتارة أخرى مع الطبقة المثقفة التي يعطيها أوجه المقارنة في الظرف الحالي مع الدول الأوروبية المتقدمة التي تتخذ من المسيحية ديانة لها، وما بين الدول الإسلامية التي تعاني أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية. وأضافت ذات المصادر أن المبشر المغترب يتظاهر بالأعمال الخيرية ويعد الشباب بإغراءات مالية ومستقبل ناجح. من جهته، نفى الأب ''ريمون'' المشرف على الكنيسة بمدينة معسكر علاقته بهؤلاء الأشخاص الذين يقومون بالتبشير، موضحا أن الكنيسة بمعسكر لا تقوم بالتبشير وإنما يقتصر نشاطها على التربية والتكوين، تحت غطاء جمعية الأمل المعتمدة رسميا، حيث تحوي مكتبة جامعية، ورشة للخياطة والطرز مؤكدا أنه ورث فعل الخير أبا عن جد. ولم ينف الأب ريمون وجود شبان يأتون إليه يُبدون استعدادهم لاعتناق المسيحية غير أنهم يواجهون الرفض من قبله، مؤكدا أن نواياهم غير المسيحية وإنما الرغبة في الحصول على امتيازات لا وجود لها أصلا.