استغربت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على لسان المكلف بالإعلام، عدة فلاحي، شكوى أسقف الجزائر السابق، هنري تيسييه من استمرار تضييق السلطات الجزائرية على المسيحيين الكاثوليك، رغم أن "العلاقة بيننا ممتازة وتعود إلى ما قبل الاستقلال". أكد المكلف بالإعلام بوزارة الشؤون الدينية، عدة فلاحي في تصريح ل"الفجر"، أن وزارة الشؤون الدينية لن تراجع قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، لأن لا تضييق فيه بشهادة المسيحيين أنفسهم عام 2009، و"ما يثار مجرد تأويلات سياسية في غير محلها" و"مزايدات". واستغرب محدثنا تصريحات الأسقف السابق بالجزائر، هنري تيسييه "العارية من الصحة"، بالنظر إلى العلاقة الممتازة التي تربط الجزائريين مع المسيحيين الكاثوليك، التي تمتد إلى ما قبل الاستقلال، لدرجة أننا كنا نلقب الكاردينال "دوفال" ب"الحاج" لتفهمه معاناة الجزائريين وإيمانه بقضيتهم، مضيفا أن السلطات الجزائرية صادفت مشاكل مع مسيحيي الإنجيل، لتورطهم في ممارسات غير قانونية تتعلق بالنشاط السري وإغراء الشباب ماديا لأغراض دينية. وقال محدثنا إن البواب الوزارة مفتوحة أمام جميع الأقليات الدينية، والوزير غلام الله، يلتقي باستمرار مع الأسقف غالب بدر الممثل الرسمي للمسيحيين في الجزائر، وأن الإطار القانوني الوحيد لطرح مختلف الانشغالات يبقى اللجنة الوطنية للشعائر الدينية لغير المسلمين التي تضم ممثلين أيضا عن وزارة العدل والدفاع الوطني والجمعيات الدينية دون اللجوء إلى المنابر الإعلامية، مشيرا إلى أن الأسقف السابق بالجزائر، هنري تيسييه انتهت مهامه بالجزائر رسميا وهو يتحدث بصفة شخصية، متسائلا عن مغزى هذه التصريحات في هذا التوقيت بالذات "إن كانت العلاقات بين الطرفين ممتازة". هذا وقال الأسقف السابق بالجزائر، أمس الأول، في تصريح لصحيفة "واست باست"، إنه بعد "اللغط الذي أثير حول نشاطات الجمعيات الإنجيلية "تجري حاليا اتصالات بين الكنيسة الكاثوليكية والسلطات الجزائرية لتخفيف القيود على دخول رجال الدين المسيحيين إلى أراضيها"، مشددا على أنه يتوجب على الجزائر أن تفهم "إن وجودنا في الجزائر شيء إيجابي للمجتمعين الجزائري والفرنسي معا".