لا أغني لأكون نجما وإنما لأعبّر عن معاناتي وآلامي أصدر مؤخرا الفنان القبائلي مالك كزوي ألبومه الجديد الموسوم « ثمورثيو» و يضم 11 أغنية ومقطع موسيقي، ليكون هذا المولود الجديد الثالث في رصيده بعد ألبومه الأول «ثيكثابين» أو «الكتب» الذي قام بإصداره سنة 2010 و رائعة «أفريكا» في 2012. الفنان ماليك كزوي الذي يتميز بالصوت الجميل والإحساس المرهف، قال في لقائه مع النصر ،بأنه يغني ما يختلج بداخله وما يحس به من آلام ومعاناة منذ الصغر، خاصة و أنه مصاب بإعاقة بصرية .مشيرا إلى أنه يحب كثيرا كتابة كلمات أغانيه النابعة من القلب، كما يعتمد على نفسه في التلحين، واعتبر كزوي الفن والغناء الهواء الذي يتنفسه، ولا يجد من حل ليعبر عن أحاسيسه سوى من خلال الغناء. وقال في ذات الصدد: «أنا أحب الفن لأنه وسيلة للتعبير، ولا أغني لكي أكون نجما، لأنني لا أسعي لذلك، وإنما أحب فقط أن أخرج ما بداخلي ولولا الفن لكنت في عداد المجانين، فأنا اعتبره الشعاع الذي ينير حياتي.» و أضاف :»يمكن للفن أن يكون مهنة مثل كل المهن يكسب من خلاله الفنان لقمة العيش، ولكن في بلادنا للأسف هذا غير ممكن ،لأن الخواص أرهقونا وكل ما نجنيه في الحفلات ننفقه على الاستوديوهات للتسجيل». الجدير بالذكر أن ماليك متحصل على شهادة الليسانس في الأدب الفرنسي، إلا انه يريد امتهان الفن إذا توفرت الإمكانيات. الملاحظ أن ألبومه الجديد تختلف فيه كل أغنية عن الأخرى، سواء من ناحية الكلمات أو الموسيقى، فهو ألبوم متنوع يليق بكل الأذواق،حيث يضم أغنيات عاطفية و أخرى اجتماعية و تطرق من خلاله إلى الحياة اليومية للشباب الجزائري و ما يعانونه من مشاكل و صعوبات ،لأنه يتقاسم معهم آلامهم وأحلامهم. وذكر محدّثنا بعض العناوين التي يضمها ألبومه الجديد على غرار» ألحيف»، «ثمزيو» بمعنى «صغري» ، «أتسحيريغ» بمعنى «أنا متلهف» إلى جانب أغنية «ثمورثيو» أو بلادي، التي أداها مع 11 فنانا وهي أغنية يتغنى فيها بحب الوطن.. أما عن أغنية «أفريكا» التي ضمها ألبومه ما قبل الأخير، فقد شرح بأنها تتحدث عن المعاناة المريرة التي يتكبّدها سكان القارة السمراء و قد أداها مع ثلاثة فنانين، أحدهم من بلاد الكونغو يدعى «سمارت» تناول فيها موضوع الحروب التي دمّرت إفريقيا التي يدفع ثمنها الأطفال الصغار والنساء والشيوخ ، مؤكدا:» أتحسر كثيرا عندما يموت الأفارقة من الجوع ،و عندما يتسول الطفل الصغير في الشوارع.» و أضاف بأن تلك الأغنية هي بمثابة رسالة إلى المسؤولين عن كل تلك المآسي لدعوتهم إلى الكف عنها وإنهاء الحروب التي يدفع ثمنها الأبرياء غاليا. عن بداياته مع الغناء، شرح بأنها بعيدة ، فقد كان في سن العاشرة في سنة 1997 ،عندما بدأ يغني وهو تلميذ في مدرسة المكفوفين ببوخالفة في تيزي وزو ، مشيرا إلى أنه أحب الفن قبل مرحلة التمدرس حيث كان يعشق الإذاعة ،ولا يمكنه أن ينام دون أن يسمع الموسيقى، ويعود الفضل في مواصلة مشواره إلى المنشط الإذاعي الأسبق بالقناة الثانية كمال ثرويحث. قال ماليك بأنه كان طالبا جامعيا عندما تم تنظيم حفل فني في الجامعة ، و شارك فيه بأداء أغنية.عندئذ كان الفنان القبائلي المعروف حسان احريس موجودا ،فشده شيء مميزّ في غنائي و أكد للجميع:» هذا فنان وله مستقبل واعد». واصل مليك درب الفن و غنى مع فنانين كبار في حفلات نظمت بمختلف الفضاءات الثقافية ،وتمكن سنة 2010 من إصدار ألبوم «ثيكثابين» بمعنى «الكتب» يحمل توقيعه، وساعده في تلحين أغنية «امذياز» أو «الشاعر» الموسيقي خندريش نور الدين و «ثقبايليث» سيد علي صوفيان. عن مشاريعه قال الفنان بأنه يحضر حاليا ألبومه الرابع و سيدخل الأستوديو قريبا ، و سيعيد من خلاله أداء أربعة أغان لشيوخ الفن القبائلي ،بطلب من الجمهور وهم الشيخ الحسناوي ،الشيخ نور الدين، اعراب بويزقارن وطالب رابح. ومن المنتظر أن يسافر إلى تمنراست خلال الأيام القليلة القادمة، لإحياء حفل فني هناك، و قد سبق له أن قام بجولات فنية في العديد من ولايات الوطن.