50 جريحا في معركة طاحنة بين المرحلين من حي سيدي سالم وشبان ببوزعرورة اندلعت مواجهات عنيفة، أمس الأول، بين سكان مرحلين من حي سيدي سالم بعنابة ومجموعات شبانية من حي بوزعرورة ببلدية البوني، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة البيضاء، ومنظف الأواني «سينيال» الملتهب، ما أسفر عن إصابة 50 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة. و طبقا لتصريحات مصادر محلية، فإن حي بوزعرورة عاش خلال الأيام الثلاثة الأخيرة على وقع «معركة طاحنة» بين مجموعات شبانية. المواجهات اندلعت بمجرد انتهاء عملية ترحيل 362 عائلة من حي سيدي سالم إلى سكنات جديدة بحي بوزعرورة، من بينهم 50 عائلة من حي ديدوش مراد بوسط مدينة عنابة كانت تقطن في شقق ذات غرفة واحدة. المواجهات استدعت تدخل مصالح الأمن الخارجي لدائرة البوني، وكذا قوات مكافحة الشغب، من أجل فض المعركة التي تم احتواءها في حدود منتصف الليل من يوم الخميس الفارط. و أسفر التدخل على توقيف 10 أشخاص 5 منهم، أودعوا الحبس المؤقت بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار و الآخرين ستتم محاكمتهم بالحضور المباشر، و قد تدخل مواطنون لإسعاف عدد من الجرحى فيما حول آخرون إلى المركز الإستشفائي الجامعي ابن رشد وسط مدينة عنابة بالنظر لإصاباتهم الحرجة حسب شهود عيان. و ذكر أحد الشباب عاش أطوار «المعركة الدامية» أن «سبب الشجار الأساسي يعود إلى خلافات سابقة بين تلك المجموعات معظمهم من المسبوقين قضائيا، مضيفا أن العنف بمختلف أشكاله أضحى أحد أبرز الظواهر التي يعيشها حي بوزعرورة الجديد، الذي استقبل خلال السنتين الأخيرتين قرابة 3000 عائلة كانت تقيم بسكنات فوضوية بأحياء متفرقة، مع تشكل عصابات تمثل أحياء مختلفة، تريد كل منها فرض سيطرتها على الأخرى، باستغلال بُعد المراكز الأمنية عنها. ويطالب سكان حي بوزعرورة، مصالح الأمن بتكثيف دورياتها بالمنطقة، التي أصبحت بؤرة للانحرافات والاعتداءات المتكررة على السكان، مطالبين بتعزيز تواجد عناصر الشرطة بالزي المدني، للقضاء على كل أشكال الاعتداءات التي باتت هاجسهم الكبير، و أكد البعض منهم للنصر أنهم صاروا لا يأمنون على أنفسهم وممتلكاتهم، بالنظر إلى الاشتباكات المتكررة بين المنحرفين. ح.دريدح احتجاج عائلات بالمدينة القديمة خوفا من الانهيارات اعتصمت، أول أمس، عشرات العائلات القاطنة بالبنايات الآيلة للإنهيار بالمدينة القديمة «بلاص دارم « أمام مقر ولاية عنابة، قبل نقل احتجاجها إلى مقر البلدية، للمطالبة بالإسراع في ترحيلها إلى سكنات اجتماعية لائقة، مؤكدة على تزايد خطر الانهيارات التي تحدق بأفرادها في أي لحظة. و زادت مخاوف المعتصمين المطالبين بالترحيل مع تساقط الأمطار،و تردي وضعية العمارات التي تعرف سقوط أجزاء من أسقفها وجدرانها. وقد وجهت العائلات المتضررة نداءات استغاثة للسلطات المعنية من أجل التدخل وترحيلها قبل وقوع الكارثة ، حسبه عدد من المحتجين، خاصة بعد الانهيار الأخير لأجزاء من عمارة متكونة من 3 طوابق، حيث خلف الحادث إصابة 7 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة. و أوضح رئيس القطاع الحضري الأول لبلدية عنابة في لقائه بالمحتجين ،بأن البلدية قامت بإرسال قائمة العائلات المعنية بالترحيل، إلى مصالح الولاية والدائرة، وهي الجهات المسؤولة على عملية وتوزيع السكنات الاجتماعية. وقد استنكرت العائلات سياسة السلطات المحلية بإلقاء كل طرف للمسؤولية على الآخر، غير آبهة بالخطر المحدق الذي يتربص بهم، حيث اضطرت بعض العائلات القاطنة بالمدينة القديمة « بلاص دارم» ليلة أول أمس، للمبيت في العراء و لجوء بعضها إلى الأقارب حماية للأرواح مستغربة عدم تحرك مصالح البلدية لتفقد وضعيتهم، و اعتبرت عدم تحويلها إلى أماكن أقل خطرا يعد استهتارا بأرواح بشرية، لاسيما و أن معظم العائلات المقيمة في هذه البنايات قضت أزيد من عشرين سنة في تلك المساكن. ويحصي الديوان البلدي لترميم المدينة القديمة بعنابة حسب منتخبين 602 بناية قديمة 44 بالمائة منها تستدعي الترميم و 37 بالمائة تستدعي التهديم، كما أن 76 بالمائة من مجموع البنايات القديمة بالمدينة العتيقة هي أملاك لخواص، الأمر الذي يطرح صعوبات على مستوى التكفل بعملية تمويل أشغال ترميم البنايات القديمة، من قبل مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري و مديرية الثقافة لتسوية الوضعية الإدارية لجميع السكنات، في ظل غياب مالكيها الأصليين.