"عانينا من الجوع و قلة الخيم و القاذورات و ابتزاز المطوفين" عبر عدد من الحجاج الذين وصلوا مساء أول أمس إلى مطار محمد بوضياف بقسنطينة عن غضبهم وتذمرهم الشديدين من مسؤولي البعثة الوطنية للحج الذين قالوا أنهم تخلوا عنهم في منى ولم يوفروا لهم الخيم الكافية إلى جانب عدم توفير النقل لهم ما جعلهم يعشون الجحيم على حد تعبيرهم. وخلال لقائنا بعدد من هؤلاء الحجاج القادمين على متن الرحلة ثانية التي وصلت في حدود الساعة السادسة والنصف أبدى غالبيتهم استياءهم إزاء ما وصفوه بسوء التنظيم الذي طبع موسم الحج لهذا العام، محملين مسؤولي البعثة كل ما حدث لهم فيما أشار حجاج آخرون أنهم أدوا المناسك على أحسن ما يرام. بداية المعاناة مع الخيم في منى وقال المتحدثون ومن بينهم الحاج إسماعيل عليكش من ابن زياد(ولاية قسنطينة) أن معاناة الحجاج الجزائريين وخاصة كبار السن منهم بدأت في منى و قال أن مسؤولي البعثة تخلوا عنهم ولم يضمنوا لهم العدد الكافي من الخيم ما تسبب في حالة من الاكتظاظ ، بحيث ان المحظوظين الذين تمكنوا من دخول الخيم ظلوا يبحثون في الداخل عن موطئ قدم للخلود إلى النوم في الوقت الذي قضى فيه آخرون ليلهم في العراء وقال أن معاناة كبار السن و المصابين بالأمراض المزمنة كانت لا توصف وأن الحجاج هم الذين كانوا يخدمون بعضهم في غياب أعضاء البعثة. وذكر الحاج لحسن معوش من شلغوم العيد، أنه أمام ذلك النقص الكبير في عدد الخيم كان يدخل الخيمة الواحدة عدد أكثر من سعتها بضعفين فضلا عن افتقار المخيمات إلى أدنى ضروريات الحياة، سواء أماكن قضاء الحاجة أو الشرب و الأكل إلى درجة أن بعض الحجاج المسنين اضطروا إلى قضاء حاجتهم في الخيم أو في محيطها لعدم قدرتهم على قطع مسافات كبيرة للوصول إلى المراحيض التي اشتد الزحام حولها على مدار الساعة.وبنبرة مملوءة بلغة الحسرة والأسف ذكرت الحاجة فطيمة بشيري من زيغود يوسف في هذا الصدد أنها لم تتناول طيلة ثلاثة أيام سوى تفاحة واحدة لانعدام الأكل مشيرة إلى أنه في غياب مرشدي البعثة فقد تاهت شقيقتها بين خيم الأقوام الأخرى ولم يتم العثور عليها سوى بصعوبة كبيرة. معاناة أخرى مع النقل خلقها متعاملون سعوديون في غياب رقابة البعثة حمل الحجاج الذين تحدثوا إلينا مسؤولية المعاناة الأخرى مع النقل التي عاشوها في منى وعرفة ومزدلفة لمسؤولي البعثة الذين لم يقوموا بمراقبة المتعاملين السعوديين الذين أخلوا بالتزاماتهم تجاه الحجاج الجزائريين ولم يوفروا لهم العدد الكافي من الحافلات ما اضطر غالبيتهم كما صرح لنا بعض الحجاج إلى قطع مسافات طويلة وشاقة على الأرجل وذكر الحاج عنتر خلفاوي من ابن زياد بأن الكثير من الحجاج عانوا مشقة كبيرة في التنقل بين منى ومكة لاسيما النساء وأشارت الحاجة نظيرة بومنجل من ميلة إلى أن نساء طاعنات في السن من بينهن مرافقة لها في ال 80 من العمر قطعت المسافة بين صعيد عرفة ومنى راجلة ومحملة بحقائبها. واتهم الحجاج الذين ظفروا بمكان في الحافلات بين منى ومكة المتعاملين السعوديين (المطوفين ) مثل الحاج عمر سيابة من القرزي وسليم بنيني من قسنطينة بالابتزاز كون أنهم جندوا سائقين غير مؤهلين والذين قالوا أنهم طلبوا منهم مبالغ مالية إضافية " بقشيش" وعندما رفضوا أنزلوهم في منتصف الطريق وأوهموهم أنهم على مرمى حجر من الحرم المكي في حين أنهم كانوا على بعد 5 كلم يحدث هذا رغم الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المنطقة. من جهة أخرى، قال الحجاج الذين التقينا بهم أن ما زاد في تذمرهم في منى هو انتشار الأوساخ والقاذورات في كل مكان في محيط الخيم وفي عرض الطريق حيث اختلطت مياه السيول مع مياه الصرف ما خلق وضعا مقززا لا يطاق ولا يحتمل لا سيما أثناء انتظار الحافلات أو خلال التنقل راجلين نحو مكة بعد فقدان الأمل في ركوب الحافلات.وعلى خلاف هذه الآراء قال بعض الحجاج أنهم أدوا مناسكهم هذه السنة على أحسن ما يرام ومن بينهم الحاج أحسن جحا من جيجل والحاجة العالية علي من عين مليلة. النادي السياحي الجزائري أخل بالتزاماته اتهم بعض الحجاج الذين سافروا إلى البقاع المقدسة عن طريق النادي السياحي الجزائري هذا الأخير بالإخلال بالتزاماته تجاه زبائنه حيث ذكر لنا بعض هؤلاء الزبائن ومن بينهم الحاج نشناش رابح أنهم دفعوا مبلغا إضافيا عن تكاليف الحج يقدر ب 5400 أورو من أجل الحصول على غرف مزدوجة الأسرة "ثنائية" إلا أنهم تفاجأوا بمنحهم غرفا تتسع ل 5 أشخاص و8 أشخاص ما اضطر بعضهم كما ذكر الحاج نشناش إلى إعادة استئجار غرف أخرى من جيوبهم. علامة كاملة للحماية المدنية والبعثة الطبية اشترك كل الحجاج الذين التقينا بهم ومن بينهم عدد معتبر لم نشر إلى أسمائهم ، في الثناء على أعوان الحماية المدنية الذين قالوا أنهم لم يفارقوهم في كل مكان حلوا به كما نوهوا بالعمل الكبير الذي قدمه أفراد البعثة الطبية الجزائرية الذين ظلوا يتنقلون بين الفنادق والعمائر وبين الغيم في عرفة ومنى بمن أجل فحص الحجاج ورعايتهم وتقديم العلاج المناسب لمن يحتاج إلى ذلك.