عرف مطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة، خلال اليومين المنصرمين، استقبالا كبيرا للحجيج العائدين من البقاع المقدسة بعد أداء مناسك الحج، حيث استعد المسؤولين عن المطار لعودة أكثر من 500 حاج وحاجة من مكةالمكرمة خلال دفعتين كمرحلة أولى، على اعتبار أن المطار سيتقبل حجاج عدد من ولايات الشرق. وقد استقبل مطار محمد بوضياف فوجين اثنين من الحجاج بداية هذا الأسبوع من يوم السبت، حيث كان على متن الطائرة القادمة مباشرة من السعودية 249 حاجا وحاجة كفوج أول من العائدين إلى أرض الوطن. فيما تم استقبال الفوج الثاني، أول أمس، ويضم نفس عدد الرحلة الأولى، أي وصول ما يقارب 500 حاج. هذا وقد تضاربت آراء الحجاج الذين تقربت ''البلاد'' من بعضهم للسؤال عن الظروف التي تم فيها الحج هذه السنة مع الوفد الجزائري. الإقامة في منى كانت النقطة السوداء أجمع عدد كبير من الحجاج العائدين إلى قسنطينة بعد أداء الفريضة، أن النقطة السوداء التي تحسب على مسؤولي الوفد الجزائري هي سوء اختيار مكان الخيم التي نصبت لإقامة الجزائريين بمنطقة منى، حيث تعرف المنطقة بوحشيتها وانعدام المرافق بها، ما يؤدي بالحاج في كل مرة أراد أن يقتني فيها بعض الحاجيات خاصة الأكل، إلى قطع مسافة كبيرة تقدر بالكيلومترات. أما الحرم المكي أو أقرب مسجد لها، فيبعد حوالي 40 كلم على الأقل، وعن ذلك أكد الحاج (م. رابح) أنه لم يأكل هو وزوجته ليومين كاملين بعد أن تاه وهو يبحث عن بعض الباعة المتجولين بمنى والذين يبيعون بعض المأكولات الخفيفة والسندويتشات. كما أن الكثير من مواقيت الصلاة كانت تؤدى في الخيمة مكان الإقامة بدل التوجه إلى الحرم المكي أو أحد المساجد التي تبعد مسافة بعيدة جدا حسبه عن الخيمة . حجاج تائهون ومرشدون أكثر تيها ومن بين ما انجر عن سوء التنظيم من طرف الوفد الجزائري، كما أخبرنا بعض الحجاج، توهان الحجيج خلال أداء المناسك سواء في مكةالمكرمة، المدينة أو خلال الوقوف بعرفة، وعلى الرغم من العدد الكبير الذي جند من مرشدين والذين بلغ عددهم حوالي 7 آلاف، إلا أن هؤلاء لم يتمكنوا من أداء مهامهم على أكمل وجه، وتواصلت بذلك معاناة الحجاج الجزائريين في البقاع المقدسة لولا أعوان الأمن المدني السعوديين الذين كانوا يعثرون على الحجاج ويستقبلونهم بمركزهم إلى غاية العثور على الوفد.