الجزائر ستبقى وفية لدورها في الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير تحيي وزارة الشؤون الخارجية الذكرى الخمسين لتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة اللائحة 1514 التي تعطي للشعوب حق تقرير مصيرها وحقها في الاستقلال بتنظيم ندوة دولية كبيرة بالمناسبة يومي ال 13 و14 من الشهر الجاري بقصر الأمم يحضرها 200 مدعو من مختلف أنحاء العالم منهم رؤساء دول سابقين ومناضلين من اجل حقوق الإنسان وشخصيات عالمية بارزة، فيما تستعد الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني لائحة جديدة يوم العاشر ديسمبر الجاري حول هذا الموضوع. قال عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية أمس أن الجزائر قررت تنظيم هذه الندوة الدولية الكبيرة لثلاثة اعتبارات مهمة هي أن الجزائر من البلدان التي تحصلت على استقلالها بالكفاح والتضحيات، وشعبنا ساهم كثيرا في دفع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني اللائحة 1514 بالإجماع في 14 ديسمبر من العام 1960. أما ثاني الاعتبارات التي تجعل الجزائر تحيي هذه المناسبة فهو تزامن الذكرى مع أحداث 11 ديسمبر 1960 التي خرج فيها الشعب الجزائري في مظاهرات متحديا السلطات الاستعمارية الفرنسية ومطالبا بالاستقلال كما انه في 19 ديسمبر من العام 1960 مررت القضية الجزائرية في الأممالمتحدة، وثالثا فإن كل ما جاء في اللائحة المذكورة لا يزال من أولويات بلد كالجزائر في الوقت الحاضر رغم اختلاف الظروف الدولية. وأكّد عبد القادر مساهل في لقاء جمعه أمس بالصحافة الوطنية والدولية بإقامة الميثاق حول الموضوع أن الندوة الدولية هذه سيحضرها 200 مدعو من مختلف أنحاء العالم من الذين ساهموا في تجسيد مبادئ اللائحة الأممية 1514 الذين ناضلوا من اجل تحرير الشعوب المستعمرة، منهم رئيسين سابقين تامو مبيكي رئيس جنوب إفريقيا والرئيس الزامبي الأسبق وعميد الرؤساء الأفارقة كينث كواندا، فضلا عن ممثل للأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بيار غالون ممثل المجتمع المدني وحوالي 80 صحفيا من مختلف أصقاع العالم ورجال سينما. وشدّد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية في هذا الشأن على الدور الكبير الذي لعبته الجزائر من اجل تحرير وانعتاق الكثير من الشعوب المستعمرة في إفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية خلال عقدي الستينيات والسبعينيات خاصة، وما دافعت عنه الجزائر في ذلك الوقت تدافع عنه اليوم رغم اختلاف الظروف الدولية . كما تناضل الجزائر في الوقت الحالي أيضا بالتنسيق مع نظرائها في إفريقيا وفي أماكن أخرى من العالم على جميع الجبهات، من اجل إصلاح الأممالمتحدة و إقامة نظام دولي سياسي واقتصادي عادل لأن الظروف الدولية الناجمة عن الحرب العالمية الثانية تغيرت ولم تبق هي نفسها في الوقت الحاضر، وللجزائر أيضا كلمتها في العديد من القضايا التي تخص مستقبل البشرية مثل التغيرات المناخية حيث ترأس الجزائر حاليا المجموعة الإفريقية حول هذه المسألة التي تدرس اليوم في كانكون المكسيكية. ودعا الوزير إلى ضرورة التمسك بأهمية ورهانات اللائحة الأممية 1514 والتأكيد على صلاحيتها، وضرورة العمل بها والتمسك بما جاء فيها من مبادئ والعمل على تفعيلها، وضرورة استغلال هذا الحدث أيضا من اجل الدعوة لإصلاح الأممالمتحدة وإقامة نظام دولي عادل وإظهار حقوق الشعوب، واعتبر المتحدث المناسبة فرصة للتذكير بجميع الحقوق التي نصت عليها اللائحة سالفة الذكر. وقال مساهل أيضا أن من مسؤولية مجلس الأمن الدولي وجميع الجدول المنتمية حاليا للأمم المتحدة العمل على تجسيد ما ورد في اللائحة على ارض الواقع لأن بعض الأراضي لا تزال إلى يومنا هذا تحت وطأة الاحتلال ومسؤولية الجميع واضحة من اجل تحريرها. وحول القضية الصحراوية قال وزيرنا للشؤون المغاربية والإفريقية أن موقف الجزائر معروف من هذه المسألة والأمين العام لجبهة البوليساريو سيكون حاضرا في الندوة، لكنه أوضح أن الندوة ليست اجتماعا بين الحكومات إنما ندوة دولية فقط. كما ذكر المتحدث أيضا أن الندوة الدولية هذه مناسبة وفرصة لتعزيز الاستقلال السياسي والاقتصادي للشعوب وحقها في التنمية والدفاع عن مصالحها، مشيرا إلى أن استقلال بعض الدول مهدد اليوم وما حدث في العراق خير دليل على ذلك، فالتهديد موجود دائما لذلك من حق الشعوب التنظيم للدفاع عن حقوقها خاصة إذا علمنا أن أكثر من 80 بلدا ينتمون اليوم للأمم المتحدة تحصلوا على استقلالهم ضمن اللائحة الخاصة بتقرير مصير الشعوب. وكشف مساهل عن لائحة جديدة ستتبناها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من الشهر الجاري حول اللائحة 1514 تعزز ما جاء فيها زمن مبادئ وحقوق. وستختتم الندوة الدولية حول اللائحة 1514 ببيان الجزائر الذي سيتحدث عن صلاحية المبادئ التي جاءت بها اللائحة ومبادئ وقواعد حقوق الإنسان التي جاء بها ميثاق إنشاء الأممالمتحدة، ودور الجزائر في تحرير الشعوب وتجسيد مبادئ القرار 1514 على مدى عقود من الزمن، كما سيختتم الندوة بنداء توجهه شخصيات عالمية معروفة وكبيرة للأمم المتحدة والرأي العام الدولي لتنفيذ ما جاءت به اللائحة 1514. وبالمناسبة كشف عبد القادر مساهل عن اجتماع لمجلس عقلاء إفريقيا يومي 15 و 16 من الشهر الجاري يتبع باجتماع للقانونيين الأفارقة حول مسألة تكييف التشريعات مع مكافحة الإرهاب. وستكون أشغال الندوة الدولية في شكل ورشتين الأولى حول مساهمة القرار 1514 في مسار تحرير الشعوب يرأسها سليم احمد سليم والثانية حول دور وسائل الإعلام والسينما في التعبير والدفاع عن عن حق الشعوب في فرض نفسها يرأسها خوان بابلو كارديناس وهو صحفي قدير من الشيلي بمساعدة محمد بجاوي من الجزائر.