تدشين مقطع سيساوي المريج على مسافة 8 كلم أعطى أمس وزير الأشغال العمومية عمار غول تعليماته للجهات المعنية قصد الشروع في انجاز دراسة لربط الجسر العملاق بولاية قسنطينة بالطريق السيار شرق غرب على مستوى منطقة جبل الوحش، كما أشرف على تدشين مقطع سيساوي- المريج من الطريق السيار على مسافة 8 كلم. غول وأثناء زيارته التفقدية أمس لولاية قسنطينة، تفقد أشغال مشروع الجسر العملاق الذي بلغت نسبتها 11 بالمائة وتشرف عليها شركة برازيلية متخصصة، المشروع الذي يمتد من منطقة المنصورة إلى غاية الطريق الوطني رقم 5 على طول 749 متر ويبلغ ارتفاعه 70 مترا والذي رصد له غلاف مالي ضخم قدّر بأكثر من 14 مليار دينار، جاء قصد التخفيف من ضغط حركة المرور على مدينة قسنطينة، وهنا أصدر الوزير تعليماته بإعطاء المشروع طابعا وطنيا من خلال انجاز دراسة لربط الجسر مع الطريق السيار شرق-غرب على مستوى منطقة جبل الوحش، وفي هذا السياق أشار غول إلى ضرورة مطابقة المشروع وكل الانجازات الكبرى الأخرى مع المعايير المضادة للزلازل، وطالب الوزير بضرورة احترام آجال الانجاز المحددة ب36 شهرا وكذا المتابعة التقنية الدائمة و تهيئة محيط الجسر . من جهة أخرى دشّن الوزير مقطع الطريق السيار شرق-غرب بين منطقة سيساوي والمريج على مسافة 8 كلم وهو المقطع الذي يبقى غير مفتوح للجمهور في انتظار استكمال جزئه المتبقي إلى غاية نفق جبل الوحش، وهي المنطقة التي أكد المشرفون على المشروع أنها ذات تضاريس صعبة جدا وتعرف الكثير من الانزلاقات التي تتطلب استعمال تقنيات حديثة، وبهذه المناسبة جدد مسؤولو مجمّع "كوجال" الياباني المشرف على المشروع عزمهم على تسليمه في الآجال المحددة مع احترام النوعية المطلوبة، وزير الأشغال العمومية أوضح بهذه المناسبة أنه تم وضع خطة عمل استعجالية لتسليم مقطع الطريق السيار عبر كل من ولايات قسنطينةوسكيكدة وعنابة وباتنة والطارف على مسافة 120 كلم وهو المقطع الذي تم تقدم الأشغال فيه بشكل كبير، مشيرا إلى بقاء 170 كلم لم تنجز بعد إلى غاية الحدود التونسية، وفي هذا الصدد ذكر بأنه تم الانتهاء من 91 بالمائة من الطريق السيار ولم يبق سوى 9 بالمائة منها 50 كلم تتطلب مجهودات خاصة - كما قال- بالإضافة إلى إكمال المخطط التوجيهي الولائي لطرق الولاية وتحقيق تناسق مع شبكة الطريق السيار وإعطاء بعد للحركة الاقتصادية للولاية.وأكد الوزير على التركيز حاليا على المقطع الرابط بين منطقتي المريج والكنتور بولاية سكيكدة، وقال أنها أولوية يجب الانتهاء منها في أقرب وقت، ولدى تفقده مشروع النفق المتواجد على مستوى منطقة جبل الوحش الذي لم يبق من أشغال حفره إلا مسافة 200 متر من مجموع 1909 متر، قال غول أن هناك تعقيدات جيولوجية في المنطقة وتتطلب الكثير من تركيز الجهود، مشيرا إلى إعطاء تعليمات لمؤسسة الإنجاز بعدم التسرع في الأشغال على حساب النوعية لكي لا تكون هناك انهيارات في الأنفاق أو انزلاق التربة على مستوى الطرقات، كما أكد أنه تم استعمال تقنيات لأول مرة يتم اللجوء إليها في العالم بشهادة خبراء أوروبيين ويابانيين وذلك للتغلب على الصعوبات الميدانية، وأشار إلى أنه لا يمكن حاليا تحديد تاريخ لانتهاء الأشغال، وإن أكد أن الأمر لن يتعدى بعض الأشهر حتى يتم ربط قسنطينة بميناء سكيكدة من جهة وبالحدود التونسية من جهة أخرى، كما ألح على ضرورة مواصلة بذل المجهودات والعمل اللازم لاستكمال الانجاز والتركيز أيضا على الصيانة والتسيير المحكم لهذه المنشآت بعد الانتهاء منها، مشيرا إلى طي ملف الطريق السيار للشروع في انجاز طريق الهضاب قبل نهاية السنة المقبلة 2011 في إطار المخطط التوجيهي الوطني للطرق. غول أشرف كذلك على تدشين طريق اجتنابي للمدينة الجديدة علي منجلي على طول 7.5 كلم بغلاف مالي بلغ 1 مليار دينار، يربط بين الطريق الولائي رقم 101 والطريق الوطني رقم 79، حيث شدّد على ضرورة تهيئة محيط الطريق بتشجير جوانبه وصيانته، وتحيين إشارات المرور بصفة دورية في إطار التنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وعاب عضو الحكومة ما لاحظه من غياب إشارات المرور في بعض الطرق التي مرّ بها واصفا هذه الحالة بغير المقبولة، وقال أن أكبر خطأ في مثل هذه المشاريع هو عدم إنهاء الأشغال بصفة تامة وإهمال الأمور البسيطة التي قال أنه يجب أخذها بعين الاعتبار وبنفس الجدية، من جهة أخرى أشار وزير الأشغال العمومية إلى الشروع في ازدواجية كل مداخل ومخارج ولاية قسنطينة وجعلها طرقا سريعة، بصفة متناسقة ومتناغمة مع شبكة الطريق السيار شرق-غرب .وفي الأخير تطرق غول إلى الدور التكويني الكبير لمشروع الطريق السيار، مشيرا إلى انطلاق المشروع في بدايته ب30 إطارا جزائريا فقط، ليصل العدد حاليا إلى 5 آلاف إطار سيضطلعون بمهمة تأطير المشاريع الكبرى مستقبلا .