القضاء على 25 إرهابيا و القبض على ثلاثة آخرين و تدمير 23 كازمة - تفكيك 12 قنبلة تقليدية واسترجاع كمية من الأسلحة الرشاشة وهواتف نقالة تواصلت عملية التمشيط الكبرى التي باشرتها قوات الجيش المدعمة بمختلف أسلاك الأمن بغابات ولاية تيزي وزو لليوم السادس على التوالي، حيث تم إلى غاية أمس حسب حصيلة مؤقتة القضاء على 25 إرهابيا وإصابة عشرات الآخرين بجروح تمكنوا من الفرار، كما ألقي القبض على ثلاثة إرهابيين آخرين بالإضافة إلى تدمير 23 كازمة واسترجاع كمية هامة من الأسلحة والمؤونة والألبسة. وقد علمت "النصر" من مصادر موثوقة أن فرق تفكيك المتفجرات تمكنت خلال الأيام الأخيرة من إبطال مفعول 12 قنبلة من صنع تقليدي بغابة مزرانة وسيدي علي بوناب، كما تم استرجاع عدة أسلحة رشاشة من نوع كلاشينكوف كانت لدى الإرهابيين المقضي عليهم، وكذا هواتف نقالة وعدة وثائق هامة تخص التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يقودها الدموي دروكدال المكنى مصعب عبد الودود الذي تقول الكثير من المصادر من المنطقة العسكرية أنه يكون من بين الإرهابيين المحاصرين منذ الخميس الفارط بغابة سيدي على بوناب . عملية التمشيط واسعة النطاق التي تستمر منذ الخميس الفارط بالعديد من مناطق ولاية تيزي وزو، تقودها القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي وجاءت بعد المعلومات الدقيقة التي أدلى بها أحد الإرهابيين الذي ألقي عليه القبض مؤخرا من طرف قوات الأمن على مستوى منطقة مزرانة بتقزيرت، والتي مفادها أن أكثر من 50 إرهابيا اتخذوا من غابات سيدي علي بوناب التي تشكّل الشريط الفاصل بين ولايتي تيزي وزو وبومرداس والبويرة، كمكان للالتقاء تحضيرا لعقد مؤتمر بينهم. وحسب آخر الأخبار الواردة فإن قوات الجيش قد توغلت منذ صبيحة أمس في الغابات التي تخضع لعملية قصف متواصل منذ الخميس الفارط، حيث تم استرجاع كمية من المواد الغذائية والعتاد المستعمل من طرف العناصر الإرهابية داخل المخابئ، كما لا تزال عملية تحديد هوية الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم متواصلة بعد تنقل عناصر الشرطة القضائية لمصالح أمن ولاية تيزي وزو إلى عين المكان، حيث تأكد أن معظم العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها تنحدر من منطقتي برج منايل وسيدي نعمان في بومرداس، ومعظمهم من الجيل الأول للإرهابيين كما يوجد من بين الإرهابيين المقضي عليهم بعض العناصر التي التحقت حديثا بالعمل الإرهابي، وكانت وراء تنفيذ عدة عمليات إرهابية بهذه المناطق، وحسب المتتبعين للشؤون الأمنية فإن لجوء ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى منطقة سيدي علي بوناب ومزرانة والمناطق الجنوبية من ولاية تيزي وزو هو دليل على أنها تعيش أصعب الفترات التي مرّت بها بسبب غياب الدعم وانتفاضة المواطنين ضد عناصرها، وهو الأمر الذي أدى إلى إفشال عدة محاولات اختطاف و التي تعد من أهم مصادر تمويل النشاط الإرهابي. وعلمت "النصر" من مصادر من عين المكان أن حملات التمشيط قد امتدت إلى الغابات المجاورة لكل من بلديتي آيت زيكي وبوزقان والتي تعرّضت هي الأخرى إلى عملية قصف متواصل منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لا تزال العمليات العسكرية متواصلة في انتظار تقديم الحصيلة النهائية· وتمثل العملية الواسعة التي تنفذها قوات الجيش الوطني الشعبي ضد معاقل الإرهابيين في منطقة القبائل تأكيدا للتحول النوعي في عمليات مكافحة الإرهاب في الجزائر، وهو التحول المستند إلى خبرة سنوات طويلة أصبحت الآن محل تقدير من الدول الكبرى التي تعتبر الجزائر نموذجا رائدا في مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي العالم ويبقى الإجماع حاصلا على أن هذه العملية تمثل ضربة قوية وجد قاسية للتنظيم الإرهابي بمنطقة القبائل، والذي يحاول التقاط أنفاسه والعودة إلى الواجهة من خلال عمليات استعراضية، وقد أشارت بعض المصادر الأمنية إلى أن العملية العسكرية الكبرى التي ينتظر أن تستمر عدة أيام أخرى أحبطت خطة لتنفيذ هجمات داخل المدن باستعمال المتفجرات، وهو الأمر الذي فشل التنظيم الإرهابي في بلوغه منذ سنة 2007 بعد استهدافه بعمليات انتحارية مقر المجلس الدستوري ومقر مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين