خلاص الكرة الجزائرية في العودة إلى التكوين، والاحتراف بحاجة إلى رجال يعد محفوظ بوقادوم من ابزر اللاعبين الذين أنجبتهم مدرسة وفاق القل في الثمانينيات، حيث ترك بصمة واضحة في الأندية التي تقمص ألوانها سواء في بداية السبعينيات مع إتحاد سيدي مزغيش، وفاق القل و شبيبة القبائل، وسرعان ما خطف اللاعب اهتمام شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي الذي استدعاه لمنتخب الشرق الجزائري آنذاك، كما استدعى للمنتخب الوطني العسكري ومن الذكريات الجملية التي يحتفظ بها بوقادوم التتويج المزدوج مع شبيبة القبائل عام 1979، قبل أن يعود إلى أحضان وفاق القل الذي لعب له لمدة 10سنوات الذي كان محطته الأخيرة في مشواره الكروي قبل أن يعتزل الملاعب، غير انه ظل في المجال الرياضي من خلال عمله كأستاذ للرياضة البدنية في القل . النصر التقت به وأجرت معه هذا الحوار، الذي تطرق فيه إلى نظرته لكرة القدم الحالية والتجربة الاحترافية التي دخلتها الأندية إلى جانب الفريق الوطني والبقية تطالعونها فيما يلي . كلاعب سابق كيف تقيم المستوى العام للكرة الجزائرية ؟ الوضع الحالي لكرة القدم الجزائرية يدعو إلى القلق، كل الأندية تبحث عن النتائج الفنية واللاعب الجاهز، وفي ظل هذه المعطيات فإن كرتنا لن تتقدم ويرتفع مستواها. بماذا تفسر ذلك ؟ لنعد إلى الوراء قليلا وبالضبط إلى فترة الإصلاح الرياضي، كان التكوين العمود الفقري و لقد أعطى ثماره بتخرج لاعبين مميزين وذوي مستوى عالمي على غرار بلومي ، ماجر،عصاد والقائمة طويلة، أين نحن اليوم من كل هذا الزخم الكبير من اللاعبين الذين كانوا نتاج الإصلاح الرياضي، هذا يعني ببساطة أن الأندية لم تعد تهتم بالتكوين ولا بالشرائح الشبانية، وهنا الطامة والخسارة الجسيمة للكرة الجزائرية، نحن بحاجة إلى مدراس للتكوين . ما رأيك في التجربة الاحترافية التي دخلتها الأندية ؟ بكل صراحة، دخول الأندية التجربة الاحترافية تم بطريقة عرجاء، ولم تسلك الطريق السليم سواء على مستوى التأطير أو المسيرين وأقول هذا للذين يتغنون بالاحتراف. الإمكانيات المادية ليست هي المشكلة وإنما في الرجال. الاحتراف بحاجة إلى الرجال الذين يعفرون اللعبة جيدا، وليس إلى أولئك الذين يحضرون مباريات نهاية الأسبوع، ويجلسون في الفنادق الفخمة. في رأيك ما هي الأندية التي تراها قادرة على التأقلم مع الاحتراف ؟ إلى غاية اليوم هناك خمسة أندية لا أكثر أراها قادرة على مواكبة الشروط التي يتطلبها الاحتراف على غرار وفاق سطيف، شبيبة القائل، مولودية الجزائر، شبيبة بجاية وشباب بلوزداد ، هذه الأندية أرى أنها تتمتع بتسيير جيد وبرنامج عمل واضح، أما بقية الأندية الأخرى فهي تصارع من اجل التأقلم مع المعطيات الجديدة، وتبقى بحاجة إلى الإمكانيات البشرية والمادية . وماذا عن أندية الوطني الثاني؟ لازلت بعيدة عن الاحتراف ومواكبة خصوصياته . في رأيك أين يكمن الخلل؟ أظن انه حان الوقت لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب خاصة على مستوى الأندية ، نحن نلاحظ انه أصبح كل من هب وذب مسيرا، وارى انه من الضروري أن تمنح الفرصة لأهل الاختصاص لان عهد البريكولاج قد انتهى . لنعد إلى الفريق الوطني ، كيف ترى حظوظه في تصفيات الكان؟ الانطلاقة المتعثرة للفريق الوطني، صعبت مهمته في تصفيات كأس أمم إفريقيا ، والإخفاق في المقابلتين السابقتين يعد درسا يجب استخلاص العبرة منه جيدا فيما تبقى من مشوار الإقصائيات. فالخطأ ممنوعا على النخبة الوطنية في الأربع مباريات القادمة ، كل الإمكانيات مسخرة للاعبين هناك إرادة قوية من قبل السلطات العمومية لدفع هذا المنتخب إلى أعلى المراتب . ما هو المطلوب من المنتخب الوطني في اللقاءات القادمة؟ قبل الحديث عن المطلوب والتأهل إلى النهائيات، لابد من برنامج تحضيري مكثف يتماشى والرهانات التي تنتظر النخبة الوطنية بالنظر لقيمة الرهان والمنافسين ، وليس المنتخب المغربي فقط ، فباقي المنافسين اظهروا إمكانيات كبيرة . الأصعب مازال ينتظر الفريق الوطني، المنتخبات الإفريقية تطورت وأصبحت تلعب من اجل الإطاحة بالكبار، وهذا ما وقعنا فيه في بداية التصفيات، لم يبق أمامنا سوى رفع التحدي وخوض المقابلات القادمة برجولة وحماس. قبل أن نختم هذا الحوار حدثنا عن أهداف الجمعية التي ترأسها؟ جمعية أصدقاء كرة القدم تهتم بالمشاركة في التوعية وتطوير كرة القدم على المستوى القاعدي، إلى جانب تنظيم دورات اعتزالية للاعبين القدامى ومساعدتهم عند الحاجة.