تميّزت السنة المنقضية بتحقيق القوات الأمنية وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي عمليات نوعية ضد الجماعات الإرهابية، والتي طالت معاقلها الرئيسية في ولايات بومرداس وتيزي وزو و البويرة وهي العمليات التي سببت ضربات موجعة للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وعلى أعلى مستوى حيث مكنت من القضاء على العشرات من عناصره بينهم قياديون مقربون من درودكال، كما أمكن من خلالها القيام بعمل استباقي نجح في إفشال العديد من المخططات والعمليات الإرهابية التي كانت تنوي القيام بها. وتعد أهم وأكبر عملية شهدتها سنة 2010، تلك التي باشرتها قوات الجيش المدعمة بمختلف أسلاك الأمن بداية شهر ديسمبر المنقضي والتي تواصلت لأكثر من أسبوعين متتالين في أهم معاقل الإرهابيين بغابات ميزرانة وسيدي على بوناب الواقعة بين حدود ولايتي تيزي وزو وبومرداس، حيث أدت في حصيلتها غير النهائية إلى القضاء على أكثر من 30 إرهابيا وإصابة العشرات الآخرين بجروح، كما ألقي القبض على ثلاثة إرهابيين آخرين بالإضافة إلى تدمير 23 كازمة واسترجاع كمية هامة من الأسلحة والمؤونة والألبسة والهواتف النقالة وعدة وثائق هامة تخص "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، كما أن فرق تفكيك المتفجرات تمكنت من إبطال مفعول عشرات القنابل تقليدية الصنع .هذه العملية النوعية ونظرا لأهميتها، أدت إلى تسجيل انخفاض في النشاط الإرهابي في المنطقة بسبب التضييق والحصار المستمر على عناصر هاته الجماعات وما تعانيه من جهة أخرى من الجوع والبرد ، وكانت القوات المشتركة المدعمة بفرق متخصصة في مكافحة الإرهاب، قد أحكمت منذ اليوم الأول من العملية قبضتها على كل المنافذ والممرات والغابات التي تعتبر كمحاور أساسية لتنقل العناصر الإرهابية المتحصنة هناك، والتي قدرتها بعض المصادر بين 50 و100 عنصرا بينهم قيادات كبيرة في تنظيم "أبو مصعب عبد الودود"، وذلك في المنطقة الممتدة من جبال دلس من جنوب شرق بومرداس إلى الحدود بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو في غابات سيدي علي بوناب وميزرانة إلى حدود بجاية بغابة أكفادو، وقد تأكد أن معظم العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها من الجيل الأول للإرهابيين بالإضافة إلى بعض العناصر التي التحقت حديثا بالعمل الإرهابي وكانت وراء تنفيذ عدة عمليات بهذه المناطق، كما امتدت حملات التمشيط إلى الغابات المجاورة لكل من بلديتي آيت زيكي وبوزقان والتي تعرّضت هي الأخرى إلى عملية قصف متواصل وتمشيط .وكانت المناطق المحاذية لموقع التمشيط قد شهدت حالة استنفار قصوى تحسبا لأي طارئ أو عمليات إرهابية أخرى يسعى فيها عناصر تلك الجماعات الإرهابية لفك الحصار عن رفاقهم واستغلال الفرصة لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، وهي العملية التي تسعى من خلالها قيادة القطاعات العسكرية والعملياتية.كما تميزت هذه العملية التي تهدف للإطاحة برؤوس بقايا التنظيم الإرهابي وكسر شوكته والقضاء على بقايا نشطاء كتيبتي "النور" و"الأنصار" والتي تم فيها تجنيد إمكانيات بشرية ومادية ضخمة، بقيام قوات المشاة التابعة للجيش باقتحام أهم معاقل الإرهابيين بعد فتح الآليات للمسالك الوعرة وتفجير الألغام المزروعة لمنع زحف أفرادها على طول الممرات المؤدية إلى عمق غابة سيدي علي بوناب، حيث أكدت مصادر مطلعة أن الجيش تقدم كثيرا بداخل الغابات الكثيفة ودمّر عددا من الكهوف التي كانت ملاجئ للإرهابيين، وتم إثر ذلك استرجاع كميات كبيرة من المتفجرات وقنابل تقليدية جاهزة وقذائف تقليدية من نوع "الهبهاب" بالإضافة إلى كميات من المواد الغذائية والأفرشة والأدوية.وقد تم في ذات العملية تجنيد فرق متخصصة في تفكيك القنابل وجنود وضباط يتمتعون بخبرة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وسبق أن شاركوا في العمليات العسكرية الواسعة خلال سنوات العنف إضافة إلى مقاومين لهم معرفة جيدة لتضاريس المنطقة.وجاءت عملية التمشيط الواسعة هذه بناء على معلومات أدلى بها إرهابيون تم توقيفهم، والذين كشفوا عن معلومات مهمة وقدموا خريطة تحركات نشطاء الجماعة السلفية وأماكن تمركز عدد كبير منهم، والذين تنقلوا في سرية إلى غابة سيدي على بوناب من أجل عقد مؤتمر إرهابي تم إجهاضه منذ الساعات الأولى من انطلاق العملية، كما تحدثت مصادر حينها أن درودكال قد يكون بينهم .ذه العملية تضاف إلى عشرات العمليات النوعية المتفرقة عبر كامل التراب الوطني والتي أدت إلى القضاء على العديد من الإرهابيين والحؤول دون تنفيذ العديد من العمليات التي تستهدف الأشخاص والممتلكات، كما مكنت من استرجاع كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات التي كانوا يستغلونها في تنفيذهم مخططاتهم الإرهابية، ومنها العملية التي تمت مؤخرا في الحدود بين ولايتي برج بوعريريج و البويرة، أين تمكن أفراد الجيش من القضاء على إرهابيين اثنين واسترجاع خمسة قطع أسلحة من نوع كلاشنيكوف وقنابل يدوية وعتاد آخر كان على متن سيارة الإرهابيين الذين كانوا متوجهين إلى الغابة لنقل المؤونة والذخيرة إلى أفراد جماعة إرهابية محاصرة من طرف قوات الجيش .