عرف شهر أوت المنقضي أثقل حصيلة من حيث عدد القتلى منذ بداية السنة الجارية، حيث تم اغتيال ما لا يقل عن 95 ضحية، في حين تمكنت قوات الأمن المشتركة، من القضاء على 39 إرهابيا في مختلف العمليات التي قادتها ضد معاقل الجماعات الإرهابية، حسب حصيلة شبه رسمية. وعرفت منطقة القبائل تصعيدا خطيرا من طرف الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها ولايات بومرداس، البويرة وتيزي وزو ، التي عرفت عمليات تفجير نفذها انتحاريون بسيارات مفخخة، استهدفت ثكنة للدرك الوطني ومراكز ثابتة للجيش والدرك وحرس السواحل، إضافة إلى أحد الفنادق، بولاية البويرة كان يأوي عمالا تابعين لمجموعة "آس آن سي لافلان" الكندية. وكانت أولى العمليات الارهابية خلال الشهر المنقضي، في الثالث منه واستهدفت مقر شرطة الاستعلامات العامة بولاية تيزي وزو، وخلفت جريحين اثنين، تلتها عملية التاسع من أوت التي استهدفت ثكنة حرس السواحل بمدينة زموري البحري، وخلفت سبعة قتلى، كلهم من المدنيين، وعملية التاسع عشر من أوت، التي وجهت ضد مدرسة الدرك الوطني بمدينة يسر بولاية بومرداس، وافضت إلى مقتل 48 شخصا، وجرح 43 آخرين أغلبيتهم المطلقة من المدنيين، فضلا عن عمليتين إرهابيتين أخريين بمدينة البويرة في 20 أوت ضد عمال شركة كندية، وخلفتا 12 قتيلا والعديد من الجرحى. كما أقدمت الجماعات الاجرامية على القيام بعمليات إرهابية في كل من ولايتي سكيكدة وجيجل وباتنة، خلفت مقتل ما مجموعه 21 قتيلا من قوات الأمن والجيش. وعلى الصعيد المقابل، نفذت قوات الأمن المشتركة خلال الشهر المنصرم، عمليات ناجحة ضد معاقل الجماعات الإرهابية كبدتها خسائر كبيرة، سيما في منطقة القبائل، منها تلك التي وقعت ليلة السابع إلى الثامن أوت بمنطقة بني دوالة، وهي العملية التي تكللت بالقضاء على 12 إرهابيا، من بينهم قادة في التنظيم الارهابي، الجماعة السلفية للدعوة والقتال، إضافة إلى عملية عين الدفلى بتاريخ 24 أوت والتي خلصت إلى مقتل عشرة إرهابيين، وأربعة إرهابيين بمنطقة الأخضرية بولاية البويرة، وأربعة آخرين آخرين، نهاية الأسبوع بشعبة العامر بولاية بومرداس. وهي ضربات موجعة تؤكد أن الجزائر ماضية في سياسة مكافحة الارهاب، وفي نفس الوقت لن تحيد عن المصالحة الوطنية كخيار استراتيجي لاستتباب الأمن وتحقيق التنمية.