كشفت العملية الانتحارية الفاشلة التي استهدفت أمس مقر مفرزة الحرس البلدي بتادمايت 15 كلم عن ولاية تيزي وزو، عن عجز التنظيم الإرهابي المسمى ببالجماعة السلفية للدعوة والقتال في اختراق الإجراءات الأمنية المفروضة على المقرات الأمنية والرسمية التي اتخذت منذ أن أعلن الإرهابي عبد المالك دروكدال سنة 2007 انتهاجه أسلوب العمليات الانتحارية التي كان ضحاياها 90 بالمائة مدنيين، وهي المرة الثانية التي يفشل فيها التنظيم الإرهابي في اقتحام الثكنات باستخدام انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، حيث شهدت الصائفة الماضية محاولة انتحاري يرتدي حزام ناسف التوغل وسط ثكنة الحرس الجمهوري ببرج الكيفان، غير أن يقضة الحراس والقضاء على الانتحاري قبل وصوله إلى باب الثكنة، جنب حدوث مجزرة في وسط عناصر الحرس الجمهوري. وبالرجوع إلى طريقة تنفيذ العمليات الانتحارية، فقد كانت جميعها باستعمال العربات والسيارات، باستثناء عملية باتنة في 6 سبتمبر من السنة الماضية خلال زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للولاية، وتفجيري برج الكيفان، وتادمايت، التي كانت جميعها فاشلة بسبب عدم تحقيق أهدافها. وحسب مختصين أمنيين، فإن لجوء ''الجماعة السلفية'' لاستخدام الأحزمة المتفجرة التي لا تتطلب إمكانيات كبيرة، يرجع إلى التضييق الأمني المفروض على معاقلها، الذي لا يسمح بتجهيز عربة ونقلها من الجبل إلى هدفها، نظرا للانتشار المكثف لوحدات الجيش عبر أغلب المسالك المؤدية إلى أعالي الجبال، خاصة بمناطق انتشار الجماعات الإرهابية بمثلث الموت في كل من تيزي وزو، البويرة، بومرداس، التي تعرف عمليات تمشيط واسعة منذ عدة أشهر، غير أن عودة دروكدال للرهان على الأحزمة الناسفة رغم التجربة الفاشلة مع مثل هذه العمليات، يدل على أن ''الجماعة السلفية'' فقدت جميع خياراتها لتنفيذ عملية نوعية تحقق من خلاله صد إعلامي، تحاول من خلاله إظهار أنها لم تتأثر بالضربات الموجعة لمصالح الأمن ، وباختيار التنظيم الإرهابي منطقة تيزي وزو هدفا لعمليته الإرهابية،هي محاولة يائسة لإثبات وجوده بالمنطقة ورفع معنويات العناصر الإرهابية خاصة المنتمية لكتبة ''الأنصار'' التي تلقت ضربة قاسمة، بعد استسلام أميرها علي بن تواتي المكنى بأمين''.