مشادات كلامية تمنع عقد ندوة حول قضية الأخوين المتابعين في فرنسا منعت جمعيات عائلات ضحايا الإرهاب أمس انعقاد ندوة بيومية "المجاهد"، بمبادرة من الفرع الجزائري للفدرالية الدولية لجمعيات ضحايا الإرهاب التي تترأسها سعيدة بن حبيلس، للحديث عن قضية جزائريين يخضعان للرقابة القضائية في فرنسا دون محاكمة منذ سبع سنوات، وشهدت الندوة، مشادات و ملاسنات بين أعضاء في المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب وذوي الحقوق والوزيرة السابقة سعيدة بن حبيلس، واحتجوا على تحول بن حبيلس إلى ناطقة باسام ضحايا الإرهاب دون تفويض من أحد.منعت جمعيات عائلات ضحايا الإرهاب انعقاد لقاء بمنتدى جريدة المجاهد. كان من المقرر أن ينشطه رئيس الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب قيوم دونوا دي سان مارك. بمبادرة من الفرع الجزائري للفدرالية الدولية لجمعيات ضحايا الإرهاب التي تترأسها سعيدة بن حبيلس، و كذا لجنة دعم الأخوين محمد حسين و محمد عبد القادر (ضحايا الإرهاب متابعين قضائيا بفرنسا منذ سبع سنوات) .و أبت ممثلات المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب و المنظمة الوطنية للعائلات ضحايا الإرهاب و ذوي الحقوق إلا أن تنددن بما وصفته ب"انتحال صفة" معتبرة بأنه لا يحق لمنظمي هذا اللقاء التحدث باسم عائلات ضحايا الإرهاب". وتحولت القاعة إلى كانت مجهزة لاحتضان الندوة إلى مسرح لمشادات و ملاسنات بين أعضاء في المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب وذوي الحقوق وبين الوزيرة السابقة سعيدة بن حبيلس، رافضين انتخابها من طرف عدد من الجمعيات الوطنية كناطقة رسمية باسم ضحايا الإرهاب. و قالت رابحة تونسي الأمينة العامة بالنيابة للمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، رفضها أن تقوم سعيدة بن حبيلس بالحديث باسم ضحايا الإرهاب كونها "ليست من ضحايا الإرهاب حتى تتحدث بالنيابة عنهم".فيما ردت سعيدة بن حبيلس أنها لا تتحدث باسم ضحايا الإرهاب و إنما تبحث من موقعها كرئيسة للفيدرالية الدولية لضحايا الإرهاب في كيفية مساعدة والدة الأخوين محمد، في قضية ظلت تراوح مكانها منذ سنوات دون أن يحرك أحد ساكنا. و أضافت أن التشويش الذي أثارته رابحة تونسي و بعض العضوات في جمعيتها و الذي أسفر عن إلغاء الندوة التي كانت ستتناول قضية الأخوان محمد، لا يتفق مع مبدأ التكفل بضحايا الإرهاب و لا بالحفاظ على وحدة الجمعيات من أجل بلوغ أهدافها، و أن الضحية الوحيدة لما حدث هي السيدة محمد التي جاءت للبحث عن حل لمشكلة أبنائها.من جهتها عبرت والدة الأخوين محمد التي قدمت من ولاية غليزان رغم كبر سنها و حالتها الصحية السيئة، عن بالغ أسفها و استيائها من التصرف غير المقبول على حد قولها، و قالت أنها لم تعد تدرك من معها و من ضدها، و بنبرة حزينة أنهت هذه السيدة حديثها قائلة "أخاف أن أموت قبل رؤية ولدي".وفي تصريح له، أكد رئيس الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهابت"غيوم دو سان مارك"، أنه سيهتم بنقل رسالة والدة الأخوين حسين محمد، وعبد القادر محمد، أكد أنه سيهتم بنقل رسالتها إلى وزارة الداخلية الفرنسية للنظر في إمكانية حصولها على تأشيرة حتى تتمكن من رؤية ابنيها بعد فراق 10 سنوات.و قال غيوم سان مارك، أنه سيحاول البحث من خلال جمعيته في أسباب الغموض حول التحقيق في قضية الأخوين محمد. و أضاف انه من المهم بالنسبة إليه الاقتراب من ضحايا الإرهاب و التعرف مباشرة على ظروفهم و قضاياهم و جمع شهاداتهم التي ستكون الأرضية الأساسية للتحرك من أجل تغيير القوانين بشأن ضحايا الإرهاب في الدول التي عانت من ويلاته، بالإضافة إلى تبادل الخبرات فيما يتعلق بالتعامل مع هذه الفئة وتسعى رئيسة الفرع الجزائري للفدرالية الدولية لضحايا الإرهاب، سعيدة بن حبيلس، منذ سنوات إلى لفت الانتباه لقضية الأخوين حسين محمد، وعبد القادر محمد، اللذين انضما إلى صفوف الدفاع الذاتي في سنوات التسعينيات بعد اغتيال أفراد عائلتهما بولاية غليزان، ويخضعان منذ سنوات للرقابة القضائية بفرنسا مكان إقامتهما- دون محاكمة، بشأن الاشتباه بتورطهما في قضية تعذيب، وكانت بن حبيلس، قد اتهمت السلطات الفرنسية، بتسييس القضية التي تدخلت فيها من باب "مناهضة التعذيب" وفقا للقانون الدولي، ولكن بالنظر إلى الخلفية، فإن بقائها في الأدراج ل7سنوات، ليس بالأمر الطبيعي، وأشارت أن الشكوى تحركت بإيعاز من تجمع عائلات المفقودين، برئاسة نصيرة ديتور، التي تتعامل مع الفيدرالية الفرنسية لحقوق الإنسان، والمحامي باتريك بودوين، وقالت أن الاتهامات بنيت على أساس شكوى تجمع عائلات المفقودين.