اتساع رقعة الإحتجاجات بتونس وأنباء عن سقوط عشرات القتلى * بن علي يعلن عن إجراءات لامتصاص البطالة والاتحاد الأوروبي وواشنطن يطالبان باطلاق سراح الموقوفين اتسعت دائرة الاحتجاجات التي تشهدها تونس منذ 18 ديسمبر الماضي لتأخذ محنيات خطيرة في المواجهات التي هزت مدينة القصرين بشمال غرب البلاد والتي خلفت في الايام الثلاثة الأخيرة أكثر من 50 قتيلا بحسب بعض المصادر النقابية، فيما امرت الحكومة التونسية باغلاق المدارس والجامعات إلى إشعار غير مسمى في محاولة للحد من انتشار موجة الإحتجاجات التي تخللتها اعتقالات واسعة للمتظاهرين. وقال صدوق محمودي العضو بالإتحاد العام للعمال التونسيين لوكالة الأنباء الفرنسية أمس ان مدينة القصرين تعيش فوضى شاملة بعد ليلة دامية تخللتها أيضا أعمال نهب للمحلات والمنازل. وذكرت رئيسة الفيدرالية الدولية لروابط حقوق الإنسان سهير بلحسن أمس أن عدد القتلى في أعمال العنف التي شهدتها مدن الوسط الغربي التونسي نهاية الأسبوع الماضي بلغ 35 قتيلا على الأقل، مشيرة إلى أن حصيلة الضحايا مدعمة بلائحة بأسماء القتلى، وأضافت بأن العدد الإجمالي للضحايا هو اكبر من ذلك ويحوم حول خمسين قتيلا. وكانت الحكومة التونسية قد استدعت السفير الأمريكي لديها غوردن غراي كرد على استدعاء سفيرها في الولاياتالمتحدة، وكخطوة احتجاجية على تعليق واشنطن على الأزمة التي تشهدها تونس. وأكدت الخارجية الأمريكية صباح أمس استدعاء تونس للسفير غراي، وقال المتحدث باسمه فيليب كراولي أن "الإستدعاء جاء إثر تعليقاتنا الأسبوع الماضي". وكانت الولاياتالمتحدة قد استدعت الخميس الماضي السفير التونسي في واشنطن محمد صلاح تقية للتعبير عن قلقها حيال الأزمة في تونس، وطلبت احترام الحريات ا لفردية. كما انتقد الإتحاد الأوروبي الطريقة التي تعاملت بها السلطات التونسية الإحتجاجات، وطالبها باطلاق سراح جميع المتظاهرين المعتقلين. وأمام تفاقم الأوضاع، أعلنت الحكومة التونسية أول أمس عن قرارها بإغلاق المدارس والجامعات إلى إشعار آخر في كافة أنحاء البلاد التي تشهد اضطرابات. وجاء هذا القرار بعد ساعات من خطاب متلفز وجهه الرئيس زين العابدين بن علي أكد فيه أن السياسة الإقتصادية تعطي أولوية للتوظيف وأن البطالة ليست مشكلة حصرية تعاني منها تونس. وأعلن أنه تقرر مضاعفة طاقة التشغيل متعهدا بتعيين الخريجين العاطلين عن العمل منذ سنتين وبعقد ندوة وطنية لبحث مشكلة البطالة. كما قرر إعفاء المشاريع الجديدة للتشغيل من الضريبة على الأرباح لمدة عشر سنوات.وألقى بن علي بالمسؤولية فيما تشهده بلاده من احتجاجات وأعمال شغب منذ عدة اسابيع على من قال أنهم قلة يغيظها ما حققته تونس من نجاح في مختلف المجالات وقامت باستغلال حالة البطالة. كما أكد بأن تونس لن تتراجع عن سياستها في مجال التعليم رغم ما تتحمله من نفقات كبيرة مقارنة بحواردها واعدا بخلق 300 ألف منصب شغل في 2011 و2012. ووجه تحذيرا شديد اللهجة لمن وصفهم بالأطراف الحاقدة التي تلجأ للفضائيات المعادية ولكل من يعمد للإضرار بمصالح البلاد والتعزيز بأبنائها، مشددا على أن القانون سيكون هو الفيصل.يذكر أن شرارة الاحتجاجات في تونس كانت قد اندلعت في 18 ديسمبر الماضي من مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوب العاصمة) غداة إقدام بائع متجول على إضرام النار في نفسه احتجاجا على مصادرة بضاعته وإهانته من قبل شرطية ورفض شكوى تقدم بها ضد هذه الشرطية.