حذرت الاستاذة والباحثة في الانتروبولوجيا بجامعة باريس فوزية بلهاشمي يوم الخميس بتمنراست من "خطر زوال" المراجع المكتوبة حول التراث التارقي الضرورية لكتابة تاريخ الأهقار في حالة عدم القيام بعمل "جدي" في أقرب الآجال. و أكدت بلهاشمي على هامش ندوة نشطتها في إطار الطبعة الثانية لمهرجان الأهقار الدولي على "الضرورة الملحة لمباشرة اعمال ترمي إلى جمع و حفظ واستغلال المراجع المكتوبة حول التراث التارقي لسد الفراغ المسجل في كتابة تاريخ هذه المنطقة بين القرنين 14 و 17" . و حسب الاستاذة الجامعية فان وجود مشاكل مرتبطة بجمع وحفظ واستغلال وترجمة هذه المراجع قد يؤدي إلى "فقدان" هذه المراجع و بالتالي "زوال" جزء من تاريخ هذه المنطقة. وتعتبر بلهاشمي ان عملية جمع هذه المراجع تكمن اولا في تحسيس السكان الاصليين حول رهان الذاكرة قصد ضمان تعاونهم مضيفة "انا لا اؤمن بالعمل المنجز من الخارج يجب ان تكون من المنطقة للوصول إلى التراث الموجود لدى بعض العائلات الترقية". وفيما يخص استغلال المراجع المكتوبة الموجودة حاليا فان المشكل المطروح هو ذو طابع مؤسساتي ويكمن في الوصول إلى بعض المراجع وعدم توفر ترجمات لمراجع أخرى. و أضافت انه "بالرغم من اهميتها البالغة فان بعض المراجع المكتوبة ليست متوفرة في كافة المكتبات فيما يجب توفرها في كافة هذه المؤسسات عبر العالم". وفيما يخص الترجمة اشارت إلى ان العديد من الكتب ليست متوفرة الا باللغة العربية في حين ان معظم الباحثين في الانثروبولوجيا المتخصصين في تاريخ الأهقار يكتبون باللغة الفرنسية. وأضافت متعجبة "انا لا افهم لماذا مؤلف مثل " كتاب الطرائف" المتوفر في كافة المكتبات الجزائرية لم يترجم ". يعتبر "كتاب الطرائف" وهو كتاب من 562 صفحة الفه في حوالي سنة 1750 ابن سيدي مختار الكنتي الكبير في الجزائر مرجعا هاما حول تاريخ الأهقار. و لتدارك هذا التأخر في مجال استغلال و ترجمة الكتب اعتبرت بلهاشمي انه من الضروري منح قروض للبحث الجامعي و لانشاء تخصصات تمكن من الحصول على شهادات في مجال استعمال اللغة العربية في النصوص السوسيولوجية القديمة.