سيقام نصب تذكاري يخلد الشهيد ديدوش مراد "قريبا" بوادي بوكركر من على هضبة تطل على هذا المجرى المائي غير بعيد عن مشتة بوشريحة بجنوب-شرق بلدية زيغود يوسف (قسنطينة). وقدم يوم الثلاثاء الملف التقني الخاص بتصميم هذا النصب لسلطات الولاية بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد السعيد عبادو وذلك بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد ديدوش مراد الذي سقط في ساحة الشرف يوم الثلاثاء 18 جانفي 1955 رفقة 6 مجاهدين آخرين. وأوضح السيد عبادو في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أمام مسؤولين مدنيين وعسكريين ومنتخبين بما فيهم رئيس المجلس الشعبي لبلدية المرادية التي ولد بها الشهيد بتاريخ 13 جويلية 1927 وعدد من المواطنين بأن هذا "النصب سيذكر الأجيال القادمة بالمسيرة المجيدة للبطل ديدوش مراد ونضجه السياسي المبكر وهو الذي نصح في يوم من الأيام رفاقه في السلاح بالتحضير معه للتضحية من أجل الحرية". وقدمت عائلة شهداء بهذه المنطقة أرضية بمساحة هكتار واحد لتحتضن هذا المشروع الذي يشمل كذلك فضلا عن إنجاز النصب التذكاري ساحة ومسار للراجلين وموقف للسيارات فيما سيتم تحويل المبنى القديم المتدهور والذي كان مقر للمنطقة التاريخية الثانية بعد ترميمه حسب ما أوضحه ل"وأج" أحد المجاهدين مشيرا إلى أن التكلفة التقييمية لإنجاز هذا المشروع في آجال 6 أشهر تقارب 35 مليون د.ج. إثرها تحول الوفد إلى مقر البلدية التي أطلق عليها اسم ديدوش مراد والواقعة على بعد 14 كلم شرق قسنطينة لحضور أشغال اللقاء الثالث حول كفاح ونضال الشهيد. وركز منشطو هذا اللقاء الذي احتضنه مقر المجلس الشعبي البلدي تدخلاتهم حول معركة وادي بوكركر التي استشهد خلالها ديدوش مراد وهي المعركة التي "كانت بعيدة عن كونها اشتباك عسكري معزول ولكنها كانت ضمن سلسلة كبيرة ساهمت في انهيار وسقوط النظام الاستعماري في الجزائر". ويعد ديدوش مراد الذي مثالا حيا لكل الشعب الجزائري في مقاومته للاحتلال الفرنسي بمثابة "مدرسة عظيمة للنضال والوطنية والتفاني والنزاهة وهو مثال في الالتزام الثوري ورمزا للتضامن والوحدة الوطنية" كما أشار إليه مشاركون في هذا اللقاء الذي اختتم بتوزيع الجوائز على الفائزين في مختلف التظاهرات والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية المنظمة منذ مطلع الشهر الجاري بمناسبة هذه الذكرى.