كشف رئيس دائرة زيغود يوسف بولاية قسنطينة، بوالصبيعات محمد، عن إجماع السلطات المحلية على اتخاذ قرار شراء الأرضية المقام عليها النصب التذكاري للشهيد ديدوش مراد وما جاورها بمشتة طلحة بوادي بوكركر، محل النزاع القائم بين كل من مالك الأرض والسلطات المحلية بسبب التجاوزات التي لحقت بالنصب التذكاري جراء السلوكات المسيئة التي قام بها صاحب المزرعة، حيث عمد إلى وضع صناديق تربية النحل وحرث الأرض وزرعها، الواقع الذي استنكرته منظمات مدنية محلية على غرار منظمة المجاهدين وأبناء الشهداء ومنظمة أبناء المجاهدين• واستنكرت السلطات المحلية ما يحدث في ردة فعل خلال الاحتفال الأخير بذكرى استشهاد ديدوش مراد في 18 من جانفي المنصرم، حيث صدم الضيوف الذين حضروا المناسبة، على غرار ابن أخ الشهيد ورئيس بلدية المرادية بالعاصمة، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى من هذا المشهد المخزي الذي يوحي بعدم احترام ذكرى الشهيد البطل قائد الولاية الثانية بالشمال القسنطيني، وهو الوضع الذي جعل النزاع أكثر حدة من ذي قبل والذي تعود جذوره إلى سنة 1999• رئيس الدائرة اعتبر المشهد "إساءة غير مسبوقة لقدسية المكان وتجاوزا خطيرا لا يجب السكوت عنه مهما كانت الأسباب والتداعيات"، مضيفا أن "السلطات المحلية ليس لها أي دخل في الوضع الراهن، ذلك أن الأرضية المقام عليها النصب التذكاري تم منحها كهبة من طرف صاحب الأرض، المجاهد بوشريحة بولعراس، قريب الوريث الحالي طرف النزاع، غير أنها لم توثق بوثائق رسمية على الرغم من تواجد شهود عيان لازالوا على قيد الحياة، وهي الثغرة القانونية التي تدعم موقف صاحب الأرض، السبب الذي اعتبره الوريث، طرف النزاع، غير قانوني وعلى حد تعبيره أن القانون لا يعترف إلا بالوثائق الرسمية، وبالتالي فهي حجة واهية تسببت في إلحاق الضرر به، باعتبار أن مسكنه لا يبعد عن النصب إلا ببضعة أمتار، مطالبا إما بالتعويض المادي عن الأرضية المقام عليها النصب التذكاري أو شراء الأرض كاملة بمساحة إجمالية قدرها 2 هكتار و69 آرا• الجدير بالذكر أن قيمة الأرضية المقام عليها النصب بمساحة 16 مترا مربعا حسب تقدير أكثر من خبير بلغت 300 مليون سنتيم• وفي انتظار الفصل النهائي في هذه القضية موضع النزاع القانوني على مستوى مجلس الدولة، قرر المسؤولون شراء المساحة الإجمالية للأرض من الوريث بالسعر الذي سيحدده الخبير، وبالتالي تصبح الأرض ملكا للبلدية، ما يكفل فض النزاع من جذوره• وأكد مصدر مسؤول بالدائرة أنه سيتم إعادة تأهيل النصب التذكاري ووضع حراسة على المكان حتى لا تتكرر مثل هذه الأفعال التي لا تليق بأحد رموز الثورة التحريرية، مصدر الفخر والاعتزاز لكل أبناء الجزائر•