أبرز مشاركون في ندوة تاريخية يوم الأربعاء بالجزائر الدور الذي لعبته هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني في تنظيم الجيش وتكوينه تعجيلا باستقلال البلاد. وفي شهادة له خلال الندوة أوضح اللواء المتقاعد خالد نزار الذي شغل منصب قائد وحدة بالقاعدة الشرقية سنة 1959 أن تأسيس هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني "مكن من الحصول على أسلحة جديدة وطرق تكوين حديثة لم تكن لنا دراية بها". كما تطرق اللواء خالد نزار إلى "الظروف الصعبة" التي سبقت تأسيس الهيئة خاصة بعد إنشاء الاستعمار الفرنسي لخطي شال وموريس من اجل خنق الثوة واللذين "قللا" من مرور المؤونة والأسلحة. و في معرض حديثه عن مرحلة تأسيس الهيئة أشار المتدخل إلى انه "التقى بالعقيد هواري بومدين لأول مرة يوم 4 أبريل 1960 الذي انطلق كما قال-- في "تنفيذ برنامج عمل لإعادة هيكلة وحدات الجيش" مبرزا انه في "مرحلة أولى تم تكوين 15 فيلقا". " وقد مكن هذا التكوين مع نهاية الثورة يضيف المتدخل جيش التحرير من استعمال العديد من الأسلحة بما في ذلك المدفعية إلى جانب القيام بعمليات مشتركة بين الوحدات". وخلص اللواء نزار في شهادته إلى التأكيد على انه مع حلول تاريخ وقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962 تم التوصل "بفضل عمل الهيئة إلى 25 ألف جندي على الجهة الشرقية ونحو 15 ألف جندي في الجهة الغربية للوطن". ومن جهته أشار الرائد صالح قرفي إلى ان "الهدف الاستراتيجي" لهيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني تمثل في " تثبيت وتجميد اكبر ما يمكن من قوات العدو على الحدود للتخفيف من معاناة الولايات الداخلية مع تكثيف الهجمات على مراكز العدو لاستنزاف قواته". وقال ان الأركان العامة "بدأت عملها الفعلي بداية من 23 جانفي 1960 بتقسيم الحدود إلى قسمين يضمان قيادتين محليتين وأنشأت قواعد لتموين الفيالق". وا وضح المتدخل انه "بالرغم من استشهاد عدد من رجال الأركان العامة مثلما حدث مع العقيد لطفي (...) الا ان الهيئة واصلت عملها ضمن مخططاتها الإستراتيجية والعملياتية بداية من شهر ماي 1960 من خلال ضرب ومواجهة العدو في قلب جبل زري ببشار وبجنوب مرسى بن مهيدي ناهيك عن الهجوم الشامل في شهر سبتمبر 1960". و أشار في ذات الصدد إلى ان جيش التحرير قام بالعديد من العمليات "المعممة" خلال سنة 1961 تركزت حول الحدود الشرقيةوالغربية. و بدوره أبرز اللواء المتقاعد محمد علاق الدور الذي لعبته قيادة الأركان العامة لجيش التحرير في "جمع شتات الجنود المتواجدين في جبهات الحدود الشرقيةوالغربية وتنظيمهم في وحدات حسب جدول التنظيم الذي نص عليه قرار مؤتمر الصومام في 20 أوت 1955 ". و للتذكير فقد تم إنشاء هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني خلال اجتماع مجلس الثورة المنعقد من ديسمبر 1959 إلى جانفي 1960 حيث أعطيت لها صلاحيات تمتد إلى كامل الولايات والوحدات المتواجدة على الحدود الشرقيةوالغربية للبلاد.