دعا وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، يوم الثلاثاء إلى ضرورة ترقية و تعزيز عمل البرلمانيين قصد التمكن من مواجهة التحديات العديدة و التهديدات التي يواجهها المجتمع الدولي. وأكد السيد مدلسي في كلمة قرأها باسمه إطار بالوزارة لدى افتتاح الملتقى الدولي حول البرلمانات الوطنية و الجهوية و القارية التي تجري أشغاله بجنان الميثاق (الجزائر) "ان ترقية و تعزيز عمل البرلمانيين قد أضحى ضروريا لا سيما و أننا نواجه اليوم تحديات و تهديدات تتعدى طبيعتها المتعددة الأشكال قدرات و امكانيات دولة واحدة و حتى منطقة بذاتها". واعتبر السيد مدلسي أن المجتمع الدولي بحاجة إلى التزام "جدي" لمجموع الفاعلين الدوليين و إقامة شراكات فعلية و حقيقية "لمواجهة هذه التهديدات و التحديات سويا". و من بين هذه التهديدات ذكر الوزير الإرهاب مشيرا الى أنه تم تحقيق تقدم "أكيد" في مكافحة هذه الآفة التي "شاركت فيها --كما قال-- الهيئات التشريعية لبلداننا بشكل فعلي". وحذر السيد مدلسي من أن تهديد الإرهاب يبقى قائما في بعض المناطق عبر العالم حيث يتسبب في اللا استقرار و يزرع الموت و الدمار كما يحدث في منطقة الساحل التي تشهد تفاقما للنشاطات الإرهابية. "أان المجتمع الدولي بما في ذلك اتحاد البرلمانات يضيف السيد مدلسي، مدعو إلى مضاعفة الجهود و تكييف الطرق و تكريس الوسائل الضرورية للقضاء على آفة العصر هذه" مشيرا الى أنه "لا يمكن أن تكون هناك تنمية في غياب الأمن و الإستقرار". ومن بين التهديدات الأخرى ذكر الوزير جمع و تطوير أسلحة الدمار الشامل لا سيما الأسلحة النووية التي "تمثل اليوم التهديد الرئيسي الذي يتربص بالبشرية". و في هذا الإطار، أكد الوزير أنه "من الضروري أن نتمكن في أقرب الآجال من تجاوز منطق منع الإنتشار و أن نتوصل إلى القضاء التام على الأسلحة النووية" داعيا إلى تطبيق معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية بشكل "متوازن" و "فعلي". و بالمقابل، أكد السيد مدلسي وجوب ضمان الحق في الإستعمال السلمي للطاقة النووية لكل الدول "لتمكينها من الإستفادة منها لأغراض التنمية الإقتصادية و الإجتماعية". و لدى تطرقه إلى دور المؤسسات التشريعية أكد السيد مدلسي أن البرلمانات تقدم مساهمة "هامة" في مجال بناء دولة القانون و الدفاع عن الممارسة الفعلية للحريات و ترقية حقوق الإنسان. وأضاف أن "وضع تشريع ملائم و هام يعد عنصرا ضروريا لكل عمل حكومي سواء تعلق الأمر بتأطير سياسي أو ضبط اقتصادي أو ترقية ثقافية أو اجتماعية". و على الصعيدين الدولي و الجهوي أشار الوزير الى أن العمل البرلماني تجسد في السنوات الأخيرة من خلال تطوير تعاون برلماني و ظهور اتحادات برلمانية جهوية و دولية بشكل "لم يسبق له مثيل". وأضاف السيد مدلسي "ان برلماناتنا أضحت اليوم أطرافا فاعلة على الساحة الدولية و هي تشارك بشكل متزايد في العلاقات بين الدول بصفتها عناصر لتحقيق التقارب و التوافق". كما ابرز أن البرلمانيين يشاركون في النقاش المعمق حول مسائل الساعة الدولية موضحا أن الهيئات البرلمانية "أعطت في بعض الحالات دفعا حقيقيا لمسار الإندماج الجهوي". وأبرز السيد مدلسي في هذا الصدد دور البرلمان الإفريقي و البرلمان العربي و المجلس الإستشاري لاتحاد المغرب العربي في مسار الإندماج الجهوي. و أضاف الوزير أنه "بالرغم من حداثة نشأتها الا ان البرلمانات الجهوية تمكنت من فرض نفسها على الساحة السياسية الجهوية بحيث تلعب دورا هاما و متزايدا في إطار جهود الإندماج الجهوي التي يبذلها الإتحاد الإفريقي و الجامعة العربية و اتحاد المغرب العربي". و دعا السيد مدلسي في الأخير إلى تعزيز التعاون مع مناطق أو مجموعات جهوية أخرى على غرار البرلمان الأوروبي.