تواصلت يوم الخميس المظاهرات الاحتجاجية في القاهرة وفي مختلف المحافظات في الوقت الذي حذر فيه الحزب الحاكم من محاولات بعض "المحرضين" لركوب الموجة ونشر الفوضى. وقد تجددت لليوم الثالث حالة الغليان في عدد من شوارع المحافظات للمطالبة باصلاحات سياسية واجتماعية حيث افادت تقارير اعلامية عن مصرع احد المتظاهرين مساء اليوم في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء التي عرفت مشادات عنيفة منذ امس بين قوات الامن والمتظاهرين. ونقلت التقارير عن ناشطين مشاركين في المظاهرات إن الشاب أصيب بطلق نارى. كما تعرض بعدها للصدم من إحدى مدرعات الشرطة خلال تفريق المتظاهرين. وذكرت نفس المصادر إن إطلاق النار متواصل وتم فصل مدينة الشيخ زويد إلى قسمين وسط كثافة أمنية كبيرة ووسط أدخنة كثيفة جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع. كما اضرم متظاهرون النار اليوم في مركز لرجال المطافئ بحي الاربعين في مدينة السويس (100 كيلومتر شرق القاهرة) بعد ان هاجموا الشرطة بزجاجات حارقة. وكانت الاشتباكات بدات بعد الظهر في حي الاربعين بين قوات الشرطة ومئات المتظاهرين الذين يطالبون بالافراج عن المعتقلين الذين القي القبض عليهم الثلاثاء والاربعاء. وقد استخدمت الشرطة في البداية القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفرقة المتظاهرين ولكن الاستباكات اتخذت طابعا اكثر عنفا عندما بدأ المتظاهرون في القاء زجاجات المولوتوف على رجال الشرطة. كما اندلعت اشتباكات في مدينة الاسماعيلية شرقي مصر اليوم بين متظاهرين وقوات الامن استخدت فيها قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين. وتحسبا لوقوع مظاهرات عززت السلطات الامنية قواتها وسط القاهرة منذ صباح اليوم وخاصة في ميدان التحرير بسيارات الشرطة وحافلات النقل العام المكتظة برجال الأمن وعشرات من حافلات الصغيرة المعبأة بعناصر شرطة ترتدي الزي المدني وعدد كبير من المصفحات. كما انتشرت في كل الشوارع المحيطة بميدان التحرير سيارات عمليات ميدانية وسيارات مجهزة بكاميرات المراقبة وخاصة أمام وزارة الداخلية ومحيط مجمع التحرير. وتاتي هذه التعزيزات عشية مظاهرات "الغضب الاكبر" التي دعات اليها حركة "6 افريل" الشبابية الاحتجاحية غدا الجمعة فى جميع محافظات مصر عقب صلاة الجمعة وأجمعت الحركات والقوى السياسية المعارضة على الاستجابة لها. ومن المقرر ان يشارك في المظاهرات الاحتجاجية المعارض محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اثار غيابه انتقادات حادة من قبل قوى المعارضة. وقد دخل البرادعي قبل ساعات من وصوله إلى القاهرة على خط المظاهرات وأكد استعداده لما سماه "قيادة مرحلة انتقالية" فى مصر إذا ما طلب منه ذلك. غير ان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يراسه الرئيس حسني مبارك اعرب عن امله فى أن تتم شعائر صلاة الجمعة "بشكل هادئ وألا يتلاعب أحد بأمن المواطنين تحت أية دعاوى". وأكد الامين العام للحزب صفوت الشريف في ندوة صحفية أن "أصحاب المصالح الخاصة ودعاة الفوضى لن يستطيعوا التأثير على شباب مصر والمواطنين فى أنحاء البلاد للخروج على الشرعية ". وقال أن الوقفات الإحتجاجية التى يقوم بها البعض هى "إفراز طبيعى لحرية الرأى" ولكن الدولة تتصدى لمحاولات "بعض المحرضين الذين يحاولون أن يركبوا الموجة وينشروا الفوضى فى البلاد". وطالب بعدم الإنسياق وراء الإشاعات المغرضة التى أثر بعضها على البورصة المصرية مؤكدا ان قضية التشغيل والبطالة على رأس اولويات عمل الحزب. ومن جهة أخرى اخلت النيابة العامة في مصر اليوم سبيل العشرات من الأشخاص الذين تم توقيفهم من قبل مصالح الأمن خلال المظاهرات. وذكرت مصادر اعلامية رسمية أن الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة للمتهمين الذين القي القبض عليهم كانت بشأن ارتكابهم جرائم إتلاف لبعض الممتلكات العامة والخاصة والتعدي على أفراد الشرطة.