يبدو أن الاحتجاجات الجارية في مصر منذ أكثر من أسبوع تنحو نحو العنف تدريجيا بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت في ميدان التحرير وسط القاهرة بين مؤيدي الرئيس مبارك والمطالبين برحيله في حين تتجه الأنظار إلى دور المؤسسة العسكرية لمنع انفجار الأزمة إلى ما هو أسوء. وتحولت المظاهرات الجارية منذ عشرة أيام مطالبة برحيل الرئيس مبارك، إلى مواجهة دامية منذ مساء يوم الأربعاء في ميدان التحرير غداة خطاب الرئيس الذي اكد عدم ترشحه لولاية سادسة الى اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الاسلحة البيضاء والعصي والحجارة والزجاجات الحارقة والخيول والجمال أسفرت عن مصرع 5 قتلى واكثر من 800 جريح حسب مصادر اعلامية . ويواصل إلى حد الآن، الآلاف من المحتجين المناوئين للرئيس مبارك اعتصامهم في الميدان الذي غطت ارصفته الحجارة واثار الحرائق واقفين وسط دبابات الجيش . في حين انتشرعدد من افراد الجيش صباح اليوم في اول تحرك له قرب ميدان عبد منعم رياض القريب من المتحف المصري وأقام مسافة للفصل بين الجانبين . غير ان حاجز الجيش لم يحل دون وقوع اشتباكات بالحجارة لتي تجددت ظهر اليوم . وقد صرح رئيس الوزراء المصري الجديد السيد احمد شفيق اليوم الخميس ان الاشتباكات الدامية التي حدثت بسبب "تسلل مجموعات غير واضحة الهوية " الى الميدان واستخدامها الجمال والخيول " أمر مرفوض ومخالف لكل منطق " و"اساءت الى كل مصر" مضيفا أن هناك تحقيقا يجرى فى هذه الأحداث وستصدر قرارات بإحالة ومحاكمة كل من تسبب فيها سواء بإهمال أو عمد أو سوء نيه . ويرى الملاحظون ان افراد الجيش وان نجحوا في مهمتهم ي غياب الشرطة في معظم المحافظات الا انه واجهتهم صعوبة في ميدان التحرير وسط القاهرة . وقد وجهت امس نداء الى المتظاهرين في ميدان التحرير بالعودة الى منازلهم فورا والالتزام بحظر التجول مؤكدا ان رسالتهم وصلت. وقد تعددت الدعوات الى الجيش الى التدخل ومنع تعقد ازمة حيث قالت صحيفة "المصري اليوم" في افتتاحيتها موجهة نداءها إلى الجيش " أنتم وحدكم القادرون على فرض صوت العقل.. الأمن بين أيديكم.. والأمان فى أحضانكم.. فلا تتأخروا.. فكل دقيقة تمر نفقد مليون فرصة لاستعادة مصرنا الجميلة.." . أكد الكاتب الصحفي حسنين هيكل في مقال نشرته صحيفة محلية أن القوات المسلحة المصرية "فى موقع شديد الحساسية" فهي من ناحية حامى الشرعية فى البلد ومن ناحية أخرى فإن" الشرعية فى هذا المنعطف التاريخي لم تعد فى موقع الحكم لأن الشعب بملايينه نزع عن الحكم مقومات شرعيته". واضاف إن القوات المسلحة فى هذه اللحظة "تبدو حائرة بين سلطة لم تعد تملك شرعية إصدار أمر إليها على جانب وعلى جانب آخر مواقع ومواطن للشرعية ليست لها حتى هذه اللحظة سلطة سياسية تعبر عنها وتستطيع إصدار قرار واضح المعالم وواجب التنفيذ على القوات المسلحة". وقد اتهمت الحركات الشبابيبة الاحتجاجية المشاركة في المظاهرة افراد من الشرطة غير ان مصادر وزارة الداخلية نفت ذلك ونقلت مصادر اعلامية عن مصدر امني قوله ان هناك قرار للحاكم العسكري بعدم دخول اي ضابط شرطة سري للميدان او العمل به . وكانت عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية قد طالبت ا للواء عمر سليمان بادارة المرحلة الانتقالية . معربين عن رغبتهم في أن يكلف رئيس الجمهورية نائبه بتولى مهام إدارة الفترة الانتقالية التى بدأت اول امس خطاب رئيس الجمهورية وتنتهى بانتهاء الفترة الرئاسية الحالية. كما طالبوا نائب الرئيس بأن يتعهد بحل مجلسي الشعب والشورى وتشكيل لجنة قانونية من عدد من الخبراء الدستوريين وتولي القضاء المستقلين الإعداد للتعديلات الدستورية المطلوبة.