دخلت الأزمة المصرية أمس في منحى خطير بعد خطاب الرئيس حسني مبارك الذي أعلن فيه عدم الترشح لولاية جديدة في رئاسيات سبتمبر القادمة، حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين بميدان التحرير وسط العاصمة، رافضين ل''التطمينات'' و''الإصلاحات'' التي أعلن عنها الرئيس، مطالبين برحيله نهائيا· وفي خطوة غير متوقعة، وقعت اشتباكات استخدمت فيها أحصنة وجمال من قبل مؤيدي الرئيس المصري مع المحتجين، غضب عشرات الألوف ممن يطالبون منذ ثمانية أيام بإسقاط النظام· وتحولت الشوارع المحيطة بالميدان أمس إلى ساحة حرب تتقاذف فيها الحجارة بين مؤيدي مبارك والمطالبين بإسقاطه، وذلك بينما لم تتدخل قوات الجيش المرابطة بالمكان رغم سقوط عشرات الجرحى وحديث عن قتلى· واتهم المتظاهرون عناصر أمن بلباس مدني باقتحام ميدان التحرير· كما أكدت مصادر دخول رجال أمن بالزي المدني للاعتداء على المتظاهرين، مشيرة إلى أن المعارضين تمكنوا من صد المؤيدين لمبارك وطردهم خارج ميدان التحرير· وفي الأثناء، دعت القوات المسلحة ''المتظاهرين للعودة إلى ديارهم من أجل توفير الأمن واستعادة الاستقرار في الشارع''· وقالت في بيان لها إن ''القوات المسلحة تناديكم ليس بسلطان القوة ولكن برغبة في حب مصر·· أنتم بدأتم الخروج للتعبير عن مطالبكم وانتم القادرون على إعادة الحياة الطبيعية لمصر''· وأضافت متوجهة إلى المتظاهرين ''رسالتكم وصلت ومطالبكم عرفت، ونحن ساهرون على تأمين الوطن من أجلكم أنتم شعب مصر الكريم''· من ناحية أخرى، كان الجيش، وهو عماد النظام في مصر، أقر بمشروعية مطالب المحتجين، مؤكدا أنه ''لم ولن يلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب''، بينما دعاه لزعيم المعارض محمد البرادعي مساء أمس إلى التدخل لحماية المصريين بعد الاشتباكات التي وقعت في ميدان التحرير بوسط القاهرة بين معارضي ومؤيدي الرئيس حسني مبارك، حيث قال في هذا الإطار ''أطلب من الجيش التدخل لحماية أرواح المصريين وألا يقف على الحياد''، مضيفا أن لديه أدلة تثبت أن من يهاجمون المحتجين المناهضين للنظام هم من الشرطة·