سيتعزز قطاع الثقافة بالعاصمة خلال بضعة أشهر بإعادة فتح قاعة "إفريقيا" إحدى أشهر قاعات السينما على مستوى الولاية عقب الإنتهاء من أشغال ترميمها و هذا للنهوض بقطاع السينما من خلال توفير أكبر عدد ممكن من قاعات العرض. وفي هذا الإطار ستستلم بلدية سيدي محمد خلال الصائفة المقبلة قاعة سينما إفريقيا التي توشك أشغال الترميم بها على الإنتهاء كما ستنطلق في عملية إعادة تأهيل سينما الونشريس (الفرنسي سابقا) حسبما علمت (وأج) يوم الثلاثاء. و أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي محمد - مختار بوروينة أن قاعة سينما إفريقيا ستكون جاهزة لاستقبال الجمهور "خلال الصائفة المقبلة على أقصى تقدير" بعد إنتهاء كل أشغال الترميم التي تجري بها. و أشار بوروينة أن أشغال ترميم قاعة سينما إفريقيا و التي تتسع إلى 1500 مقعد كلفت البلدية مبلغ 17 مليار سنتيم. و تدخل هذه العملية في إطار استرجاع مختلف قاعات السينما و تكليف البلديات بتسييرها بعد ترميمها وإعادة تأهيلها خاصة و أن الغالبية العظمى منها شيدت خلال الفترة الإستعمارية. وتهدف عملية إسترجاع قاعات السينما هذه من جهة إلى تشجيع عرض الإنتاج السينمائي الجديد و إحياء الإنتاج القديم و كذا إعادة اكتساب جمهور السينما و تحبيبه لهذا القطاع من جهة ثانية خاصة بعد القطيعة التي حصلت بين الطرفين منذ سنوات عديدة. و قد تطرق رجال الثقافة من ممثلين و مخرجين منذ سنوات عديدة إلى مشكل تقلص قاعات السينما على المستوى الوطني عموما و على مستوى العاصمة خصوصا حيث يعود سبب "إندثار بعضها و غلق البعض الآخر إلى مشكل الملكية والتسيير و انحراف ماتبقى منها عن الإطار الذي أنشئت من أجله". أما بالنسبة لقاعة سينما الونشريس فقد عكفت البلدية على الإنتهاء من الدراسة المخصصة لإعادة تأهيلها و ستنطلق أشغال الترميم بها قريبا. و أضاف بوروينة أن هاته القاعة و التي تعد آخر قاعة استرجعتها البلدية خلال سنة 2008 ضمن مشروع استرجاع قاعات السينما التابعة لذات البلدية كانت تعاني من مشكل قنوات صرف المياه داخل القاعة حيث تمكنت البلدية من وضع قنوات ربط رئيسية بداخلها. و أفاد بوروينة أن البلدية بصدد ترميم أيضا قاعة سينما الرازي (الكاميرا) التي تتميز باحتوائها في طابقها الأرضي على قاعة متعددة الأنشطة الخاصة بالأطفال حيث ستصبح تجربة نموذجية أولى لهذه الفئة من المجتمع من خلال تقديم عروض دورية ومميزة لها. أما قاعة ألفريد دوميسي تعكف البلدية على مراجعة بعض الجوانب التقنية التي تسببت في تأخير وتيرة إعادة بنائها بعد إنهيار المبنى كليا. و أكد بوروينة أنه في سنة 2003 قررت بلدية سيدي امحمد استرجاع كل الفضاءات السينمائية التابعة لها و البالغ عددها خمس قاعات هي قاعة سييرا مايستر وقاعة افريقيا وقاعة الونشريس وقاعة سينما الرازي وقاعة الفريد دوميسي و كذا قاعة أخرى حولت عن طابعها في مطلع التسعينيات هي قاعة النهضة (المونديال). و أشار إلى أن البلدية انطلقت في مخطط لترميم هذه القاعات و انهت الأشغال كتجربة أولى بقاعة سييرا مايسترا التي استلمت في نهاية 2008 و أصبحت قاعة متميزة بأنشطتها المتنوعة. يشار إلى أن بلدية سيدي امحمد أوكلت مهمة تسيير قاعات السينما المتواجدة على محيط ترابها إلى مؤسسة "فنون سيدي امحمد " التي أنشئت مؤخرا و التي تضم مجلس إداري يتشكل من جمعيات ثقافية ورجال من عالم الثقافة إضافة إلى منتخبين اثنين و كذا الأمين العام للبلدية و رئيس المجلس الشعبي البلدي. و يذكر أن وزيرة الثقافة خليدة تومي كانت قد أعلنت خلال الشهر الماضي بمجلس الأمة خلال مناقشة قانون السينما أن عدد قاعات السينما حاليا يبلغ 318 قاعة على الصعيد الوطني بعدما كان عددها في السابق 378 قاعة من بينها 227 قاعة تابعة للجماعات المحلية والبلديات و 26 قاعة تابعة للخواص. كما تشير الإحصائيات المتوفرة في هذا الصدد أن عدد قاعات السينما كان يفوق 400 قاعة على المستوى الوطني عقب الإستقلال ليتراجع هذا العدد إلى حوالي 15 قاعة في مطلع الألفية الثانية.