أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو يوم الأحد بورقلة على إلزامية تجريم الإستعمار الفرنسي لما اقترفه من جرائم ضد الشعب الجزائري طيلة فترة الإحتلال. وأوضح عبادو خلال أشغال الملتقى ال15 -الذي يعقد احياء للذكرى التاسعة و الأربعين لمظاهرات 27 فبراير 1962 التي جاءت للتنديد بمحاولات الاستعمار الفرنسي فصل منطقة الصحراء عن باقي الوطن - أنه "يتعين تجريم الإستعمار الفرنسي لما قام به من جرائم فضيعة ضد الشعب الجزائري الأعزل طيلة فترة الإحتلال للوطن". وقال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين في هذا الصدد "إننا ندعم بقوة قانون تجريم الإستعمار الفرنسي لما ارتكبه من ممارسات وحشية في حق أبناء الشعب الجزائري و التي ما تزال آثارها بارزة للعيان وإلى اليوم من خلال رفات الشهداء الذين يتم العثور عليهم في مختلف أنحاء الجزائر من فترة إلى أخرى". و حث عبادو بالمناسبة على ضرورة تدريس التاريخ و تمكين الأجيال الصاعدة "من التربية الوطنية الصحيحة" لأن ذلك يعتبر بمثابة "صمام الأمان الذي يقي الشباب الجزائري و يحميه من كل أنواع الإنحرافات التي تسيء إلى وطنه وذلك مهما بلغت به الظروف الإجتماعية و الإقتصادية". و اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين من جهة أخرى أن إحياء المناسبات التاريخية هو "محطات لتذكير الأجيال الصاعدة بالتضحيات التي قدمت من أجل هذا الوطن" . ومن جهة أخرى ذكر عبادو أن "النهضة التنموية الشاملة التي تخوضها اليوم الدولة الجزائرية لمحو آثار التخلف و الجهل لا تقل أهمية عن حرب التحرير المجيدة وأنه من حق الشعب الجزائري أن يطمح إلى بناء دولة قوية في أمنها و اقتصادها ويسودها العدل و المساواة ". وأوضح أيضا أن انتفاضة سكان عاصمة الواحات في 27 فبراير 1962 كانت "كلمة حق قيلت حينذاك في وجه الإستعمار الذي كان قد اتخذ كافة الإجراءات لفصل الصحراء الجزائرية عن بقية الوطن الأم لكنها باءت بالفشل أمام الإرادة الشعبية لسكان الصحراء الذين تمسكوا بوحدة الوطن ". وعرفت أشغال الملتقى التاريخي 15 الذي نظمته جمعية الإنتفاضة الشعبية 27 فبراير 1962 التاريخية بورقلة تحت عنوان " المقاومة الشعبية ضد التوغل و الإستيطان الفرنسي في الجنوب الجزائري " مشاركة العديد من الأساتذة والباحثين في التاريخ قدموا من عدة مناطق من الوطن. كما قدمت خلال هذا اللقاء مداخلات من بينها مداخلة الأستاذ محمد لحسن الزغيدي من جامعة الجزائر تحت عنوان " مظاهرات 27 فبراير بورقلة و دورها في تعزيز الوحدة الوطنية" حيث أكد المتدخل على الخصوص أن هذه الإنتفاضة الشعبية "بينت للإستعمار الفرنسي أن الأرض الجزائرية هي قطعة واحدة لا يمكن تفتيتها أو تقسيمها و أن الشعب الجزائري برمته مستعد للدفاع عن تلك الوحدة". و من جهته قدم المجاهد طواهير عبد القادر شهادة حية عن هذه الإنتفاضة الشعبية التي كان أحد المشاركين فيها.