بحث مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين يوم الاثنين تطورات الاوضاع السياسية الراهنة في عدد من الدول المنطقة تحضيرا لاجتماع وزراء الخارجية العرب وذلك في غياب المندوب الليبي. واتفق المندوبون في اشغال اليوم الاول من دورتهم ال 135 العادية على الخطوط العريضة لاجتماع القمة العربية القادمة في اواخر الشهر القادم في بغداد وجدول اعمالها. وفي هذا السياق اعرب العديد من المشاركين عن الامل في انعقاد القمة في موعدها ببغداد خاصة في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة. وتناول الاجتماع الذي جرى في جلسات مغلقة موضوع قضية فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي والذى يتضمن عددا من البنود الفرعية منها متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية والاجراءات الاسرائيلية في القدس والوضع في الجولان والتضامن مع لبنان والأمن المائي العربي وسرقة اسرائيل للمياه العربية ودعم موازنة السلطة الفلسطينية. وقد صرح مندوب فلسطينين السيد بركات الفرا في ختام اجتماعات اليوم انه تم التوافق بشأن البنود الخاصة بالقضية الفلسطينية وإدانة الموقف الأمريكي من مشروع قرار مجلس الأمن الأخير باستخدامها حق النقض (الفيتو) . واضاف انه تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة وأهمية دعم الدول العربية للجهود الفلسطينية الرامية للاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو كامل لعضوية الأممالمتحدة في شهر سبتمبر المقبل . وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية ناقش المندوبون كيفية استئنافها وامكانية انضمام دول اخرى للجهود المصرية من اجل اتمام المصالحة. وفي هذا الصدد اشار الفرا الى تاكيد المجلس على ضرورة استمرار الجهود المصرية من اجل اتمام المصالحة الفلسطينية بأسرع وقت ممكن "لأن الظروف الضاغطة تقتضي العمل على إتمامها" حسب قوله. كما ناقش المندوبون الوضع في السودان والصيغة التي يمكن ان تعبر بها الجامعة بشان النتائج استفتاء جنوب السودان والنظرة المسقبلة له وكذا الوضع في الصومال وسبل تحقيق المصالحة . وفي الاطار ذكر مندوب الجزائر الدائم عبد القادر حجار الذي شارك في الاجتماع ان الجزائر قد سددت حصتها المقررة في القمم العربية لفائدة السودان والصومال. وقد رحب الحضور بهذه المبادرة وطالبوا الدول الاخرى ان تحذو حذو الجزائر. وبخصوص البند المتعلق بالتعاون مع التجمعات الاقليمية اثار المندوبون موضوع الشراكة الارومتوسطية. واشار مصدر مشارك في الاجتماع لواج الى تباين وجهات نظر المشاركين فمنهم من يرى هذه الشراكة اطار لتطبيع العلاقات مع اسرائيل في حين يعتبر البعض الاخر انه بغض النظر عن هذه الاشكالية فان الدول العربية بامكانها جني فوائد في اطار التعاون ودعم التنمية. وذكر المصدر ان موضوع التطورات التي تشهدها المنطقة في ظل تصاعد الاحتجاجات والثورات المطالبة بالتغيير سيتم مناقشته باستفاضة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب ليكون بندا أساسيا أمام القمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين المقررة في نهاية مارس المقبل. واكد من جهة اخرى ان مجلس الجامعة العربية خلال الاجتماع قرر دعم المرشحين الجزائريين الثلاثة لمناصب في الاممالمتحدة. واثار المشاركون موضوع شغور منصب الامين العام للجامعة العربية حيث لاحظ البعض ما قامت به الجهات المصرية التي سارعت الى اعلانها عن مرشحها لمنصب الامين العام دون فسح المجال للاجرءات القانونية. وفي رده على هذه الملاحظات اكد مندوب مصر انه اختيار مصريا على راس الامانة العامة جاء بالعرف لا بالنص. وقال ان بلاده لاتمانع في ترشح دول اخرى معربا عن امله ان يحظى المرشح المصري بالقبول وذلك على الاقل اعتبارا للظروف التي تمر بها بلاده. ومن المقرر ان تواصل اللجان الفرعية المنبثقة عن المجلس بحثها للشؤون القانونية والاقتصادية والاجتماعية لرفع توصياتها في هذا المجال الى الجلسة العامة غدا تمهيدا لاعداد مشروعات القرارات التي سترفع للمجلس الوزاري العربي المقرر انعقاده بعد غد الأربعاء.