بدأ وزراء الخارجية العرب يوم الأربعاء اجتماع دورتهم العادية بالقاهرة بمشاركة وزير الخارجية السيد مراد مدلسي لبحث مشروع رفض التدخل العسكري الاجنبي في ليبيا وترتيبات القمة العربية المقبلة في بغداد. ويبحث مجلس الجامعة على مستوى الوزراء حسب ما هو مقرر عدد محدود من القضايا الرئيسية التي رفعها لهم المندوبون الدائمون بعد يومين من المناقشات. وأوضح مصدر مسؤول بالجامعة العربية أن اجتماعات وزراء الخارجية العرب تتركز حول عدد محدد من القضايا منها تطورات الاوضاع في العالم العربي وما يحدث حاليا في ليبيا مشيرا الى ان الوزراء سيصدرون قرار يؤكد على الموقف العربي الرافض لأي تدخل عسكري اجنبي في ليبيا والتأكيد ايضا على وحدة وسلامة الاراضي الليبية . وفيما يخص موضوع عضوية ليبيا في الجامعة قال المصدر المسؤول ان هذا الموضوع يحكمه ميثاق الجامعة ومرفوع توصيته من المندوبين للوزراء للنظر مدى التزام ليبيا بتطبيق الميثاق. وكان مجلس الجامعة على مستوى المندوبين قد اقر امس مشروع قرار برفض التدخل يتضمن فى الوقت نفسه التأكيد على وحدة وسلامة التراب الليبى والاسراع فى تقديم المساعدات للشعب الليبي والترحيب بها مع تشكيل لجنة لتقصى الحقائق. ومن جهته، صرح نائب الأمين العام للجامعة، احمد بن حلي، أن الوزراء يناقشون تأكيد انعقاد القمة العربية في بغداد في موعدها يوم 29 مارس الحالي ومشروع جدول اعمالها الذي يتضمن عدد من المواضيع المهمة منها اختيار امين عام جديد للجامعة العربية. وأوضح ان الاجتماع سيبحث ايضا بندا جديدا طلبه الامين العام للجامعة حول "تطورات الاوضاع في المنطقة في ظل تزايد حركة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتحديث والإصلاح والتغيير" . ويناقش الاجتماع تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط خاصة القضية الفلسطينية في ظل قيام الولاياتالمتحدة باستخدام الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع قرار عربي يدين الاستيطان الى جانب قضايا اخرى منها دعم السودان والصومال وتفعيل الدور العربي هناك وكذا مسالة أسلحة الدمار الشامل والتعاون العربى مع التكتلات العالمية . و في تدخله تطرق الامين العام للجامعة العربية السيد عمر موسى الى الاوضاع التي تعيشها الدول العربية و خاصة الاحتجاجات الاخيرة في عدد منها و اعتبرها حركة تاريخية غير مسبوقة ارادت من خلالها الشعوب "اخذ امورها بيدها في اطار الديمقراطية. وأكد السيد عمر موسى ان الاوضاع الراهنة تستدعي دعم الجامعة العربية كمؤسسة مهمة مطلوب منها الكثير في عصر التقدم و الحرية و ذكر افي هذا السياق ان الجامعة حاليا اصبح لها كلمة على المستويات الاقليمية و الدولية حيث قادت كما قال مواقف عربية في مختلف القضايا منها الصراع العربي الإسرائيلي و الوضع في السودان و العراق ... و غيرها . وأشار إلى الوضع في ليبيا قائلا انه مأسوي و لا يمكن قبوله او التعايش معه و أضاف في هذا الصدد ان الموضوع مطروح الان على وزراء الخارجية العرب لمناقشته. و تطرق الامين العام للجامعة العربية من جهة اخرى الى مسالة تطوير العمل العربي المشترك مبرزا انه أصبح امرا مليحا ان يأخذ بعين الاعتبار تطورات العصر و الامكانيات المتاحة للحرية كما تطرق لكيفية دفع العمل العربي على الطريق الصحيح لإحداث نقلة نوعية في حياة المواطن العربي.