تعززت الساحة الادبية مؤخرا بكتاب "في أصول بلاد البربر-ماسينيسا-أو بداية التاريخ" من ترجمة الدكتور العربي عقون تطرق فيه إلى إشكالية بداية التاريخ في الشمال الإفريقي. و استهل المؤلف كتابه الذي ترجمه عن الكاتب غابريال كامبس بمحاولة جادة وجريئة لربط الصلة بين ما قبل تاريخ منطقة شمال إفريقيا و المنطقة التاريخية للإجابة عن سؤال عن أصول و بدايات التاريخ في منطقة دأبت الدراسات التقليدية على اعتبار ظهور البحارة الفينيقيين بها هو بداية التاريخ فيها لينتقل بعد ذلك إلى ماسينيسا و فترة حكمه. و أوضح مؤلف الكتاب الذي فاز بالجائزة الاولى في مجال علوم الترجمة للمجلس الأعلى للغة العربية -دورة 2010- أن ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية جاءت متأخرة فقد صدرت طبعته الفرنسية الاولى ضمن سلسلة ليبيكا سنة 1960. و أفاد أن الكتاب -الذي أصدره المجلس في سنة 2010- الذي يعد أطروحة جامعية ظهر منذ نصف قرن إلا أنه ظل غير معروف خاصة في أوساط الأجيال الجديدة من طلبة التاريخ بسبب حاجز اللغة. و يمثل هذا الكتاب تحولا كبيرا ضمن سياق الأبحاث و الدراسات الفرنسية التي أنجزت عشية إستقلال الجزائر حيث حرص المترجم على أن تكون النسخة العربية شاملة تضم الإحالات على المصادر والمراجع و بذات الأرقام كما هي في النسخة الأصلية الفرنسية لمساعدة الباحثين على الخصوص. و لم يكتف المترجم بترجمة نص الكتاب فقط بل قام بدراسة تحليلية نقدية لمضمونه في ثلاثة فصول عالج فيها بعض القضايا المطروحة فيه خاصة فيما يتعلق بمنظومة الأفكار الكولونيالية التي ظلت تغتني بكتابات و أبحاث العسكريين في البداية ليستلم منهم المهمة لاحقا بعض الأكاديميين الذين كرسوا قدراتهم العلمية لخدمة تلك المنظومة. و تضمن الكتاب الذي جاء على الحجم الكبير و يضم 493 صفحة فهرسا للأعلام يتعلق بأسماء الأشخاص و المعبودات و الأماكن الجغرافية التي ورد ذكرها في الكتاب كما تضمن هذا الأخير أيضا صورا لبعض القطع النقدية و الخرائط الجغرافية و الأضرحة.