رأس جدير (تونس) - تتواصل بمركز عبور رأس جدير (تونس) عمليات الإغاثة لمئات الأشخاص الفارين من العنف بالأراضي الليبية و ذلك رغم التناقص التدريجي لعدد النازحين في الأيام الأخيرة حسب ما لاحظته وأج يوم الأربعاء بعين المكان . وتتواصل عمليات الإغاثة التي تشارك فيها عديد المنظمات الإنسانية الدولية إلى جانب بعثات عربية من بينها الجزائر بالتكفل بإيواء و إطعام وكذا المراقبة الصحية للوافدين على مركز عبور رأس جدير الدي شهد تقلصا في عدد النازحين من حوالي 30 ألف نازح يوميا في الأيام التي أعقبت بداية الأزمة بليبيا مباشرة إلى معدل يتراوح ما بين 2.000 و 3 آلاف نازح في اليوم حاليا يؤكد رئيس الفرع المحلي للهلال الأحمر التونسي ببن قردان. وكشف الدكتور محمد بن ذياب بأن تكاثف عمل منظمات الإغاثة الدولية والعربية وخاصة الجزائرية "مكن من توجيه أكثر من 80 ألف لاجئ إلى أوطانهم بعد أن تلقوا بمركز العبور الرئيسي لرأس جدير المساعدات الموجهة لهم من إطعام و تكفل صحي". وقد تقلص عدد النازحين حيث لم يتبق إلى حد الآن بمخيم اللاجئين "شوشا" (بعض الكيلومترات من رأس جدير) سوى قرابة 15 ألف نازح أغلبهم من بنغلاديش (حوالي 10 آلاف) ثم يأتي الأفارقة من غينيا وإريتريا والصومال والسودان والآسيويين. كما عبر الدكتور التونسي عن امتنانه للمتطوعين الجزائريين مضيفا أن "المنظمات تكفلت بإيواء وإطعام وكذا المراقبة الصحية لكل اللاجئين في انتظار إيجاد حلول سريعة لتحويلهم إلى بلدانهم الأصلية". وقد استبعد من جهته منسق الفريق الطبي لبعثة الهلال الأحمر الجزائري الدكتور بلقاسم عمراني وعدد من مسؤولي الهلال الأحمر التونسي تفشي أمراض وبائية بين اللاجئين في المخيمات "رغم وجود إشاعات حول حالات للكوليرا و التيفوئيد". وأكد بأن أغلب الأمراض الموجودة حاليا في أوساط النازحين تتمثل أساسا في كونها "جلدية كالحكة والجرب والأمراض الصدرية وأمراض الأذن و الأنف والحنجرة بالإضافة إلى ارتفاع الضغط الشرياني والسكري ليوضح بأن المصابين بالأمراض المعدية يفصلون على البقية للمعالجة السريعة وتفادي انتقال العدوى". ومن جهته أبدى المدير السابق لإدارة العمليات بالمنظمة الدولية للهجرة (منظمة عالمية للهجرة) السيد جاند وايلد لوأج بعد أن ذكر بأن وجوده على الحدود التونسية-الليبية من أجل "المساعدة على تقديم للاجئين" "إعجابه" أمام "المجهودات التي تبذلها تونس لاستقبال النازحين و كذا فعالية البعثات التي تنشط بعين المكان لعديد البلدان على غرار الجزائر''. وتبدو منطقة "الشوشة" على بعد عشرة كيلومترات عن رأس جدير و غير بعيد عن بن جردان التي نصبت فيها حوالي 15 ألف خيمة وكأنها بيت كبير في العراء يعج بموجات بشرية من مختلف الجنسيات والأجناس والذي ضاق بمئات الأشخاص الذين يضطرون للمبيت في الهواء الطلق وأملهم الوحيد أن يستيقظوا في اليوم الموالي على خبر العودة إلى أوطانهم.